فوضى فوضى
فوضى فوضى
إبراهيم جوهر - القدس
سعال غريب متواصل زارني الليلة ونهار اليوم . سعال في العام الجديد وكأنه يحتج أو يحاول الكلام.
(ترى ماذا يقول السعال؟!)
الرشح والسعال والحرارة... أشعرني هذا الخليط بالفوضى؛ فوضى الألم والأحاسيس. حاولت التغلب فتحاملت موهما نفسي بالقدرة على ممارسة يومي كالمعتاد بعيدا عن فوضى المرض. قرأت كتابا جديدا وتصفحت كتبا أخرى صدرت مؤخرا فوجدت فوضى أيضا.
الفوضى تلاحقني هذا النهار. فوضى في كل جانب.
(بين فوضى حطام الدور وقفت وقلت للعينين: قفا نبك...)
ما كل بكاء دليل عجز. ما كل بكاء يشير لصدق .
مؤخرا بات الطموح لنشر كتاب طموحا طاغيا بغض النظر عن المستوى الفني.
دور النشر تتلقف المخطوطة وتنشرها بعد أن يدفع (الكاتب الطامح) تكاليف الطباعة. فوضى الطبع والنشر والتأليف في العام الجديد آمل أن تتوقف.
لليوم الثاني أستمع لأغان وأناشيد تعيدني إلى زمن الجمال والسمو والأحلام.
للأغاني ذاكرة وللأناشيد؛ ذاكرة أغنيات هذه الأيام التي أحيتها المحطة الفلسطينية الرسمية عامرة بالذكريات والمعاني التي كانت صلبة نقية أشاعت روح الإقدام.
(جارتنا "أم صالح" طلبت من بكرها "صالح" أن "يفتح" جهاز المذياع ليدخل عندهم منضما إليهم...كانت البراءة والسذاجة والصدق وقتها قبل أن تتسلّع الكلمات والمواقف فتبور الأفعال وتبهت الكلمات وتتقزم الآمال.)
اليوم أحيت الألحان والكلمات ذاكرة ما زالت حية.
اليوم قالت الكلمات : لا أجمل من الصدق مع الذات، ولا أبقى .
اليوم الثاني من العام الجديد مضى. الآمال ما زالت تنتظر على قارعة الطريق. الناس ينتظرون مسرة وسلاما على الأرض.
السياسة لا تفهم لغة الأمنيات.
الأمنيات وحدها لغة العاجزين.