لو لامست عيناك أحرفي.....
رسائل من قلبي إليك...
ضحى عبد الرؤوف المل
وردة الضحى
لو لامست عيناك أحرفي لتشكّلت أبجدية أخرى، فهل أبوح بلوعة كتبتها أنفاسي في صمت على ورق تفوح منه ضمائر الأرق؟!.. ام أمنح دمعي خداً أحمر؟!.. ام أتأجّج ناراً ذات صخب، وفي الثغر سلام وراية مجد كبرى؟!....
تمرَّد إن شئت، فلستُ أزول وفي ذاكرتي هناك.. هنا.. أنت.. قلب منك اغتاظ وتفجّر...
لُفّ أهدابي واتّكئ على أناملي، فحروف أحبّك لن تختفي!.. لن تموت!... لن تمسك بتاريخي!.. لن تطلق صرخة امرأة حرَّى... سأصمت وفي رسائلي آهات مُرّة!.. ما عاد الزمان مشرداً، وما من مكان سيضمنا مرة أخرى...
سرابٌ تفوح منه رائحة المستحيل، بل وهمٌ يفتش عن حلم ممكن في قلب صبيّة كبياض الثلج تسافر كما الشمس في مجرات منسية، فكيف لي ان أتخطى كل ذكرى؟!...
حبيبي....
أنا أسيرة جسد منسيّ، أسيرة حواس سكرى. في النفس شوق وعيون قلّبت كل قصيدة، ضمّدت جراحي، صرخت مجلجلة هل يقوى القلب ان يطوي دفاتره؟... مميتٌ انتظارك، مميتٌ كل يوم يمر كفجر يبكي وقمر اكفهرَّ...
لجأت إليَّ.. إليكَ.. أسرعتُ الخطى!.. حطمتُ القيود، رسمتُ ملامحك في عيني، فكيف أمحو كل أثر ارتدى خيالي؟!.. تزيّا في ظل شمس ترنّح وتبعثر..
تدفَّق في صدري، في ثغر ورد نثر عطره ذرّة ذرّة... او اتركني في فجر يمتد، لا ينتهي.. يمزج الصمت بهمس!.. يلد ضوءًا يمزّق عتمة!.. يرتعش في شفق يغفو في قلب كل مجرّة، في غروب اختبأ خلف صخرة تكتحل في ليلة مُقمرة...
أحنُّ إليك والقلب يحترق... يئنّ... يمسك أناملي، يشنق كل شهقة تطير إليك كحبّة مطر في حقول الماء تقفز فرحاً..
ها نحن في مضجع الحياة نعانق السكون في صمت!.. نُهدي الشمس سحاباً يخفق الحباب فيه ويتناثر من شوقه مطراً، فهل أبكي؟!.. بين كفّي ليل وصبح كي أراك وأرسم على شفتيك أبجدية طفلة تأسرها وأنت عصيّ في أبجدية امرأة أدركها الكبر، فحنّ العمر عند فؤاد القدر!.. وأنثى أعياها السهر... تتهاوى.. تتغاوى على أوراقها تقاوم كل جنون قد يجعلها تتساقط قطرة قطرة....
حبيبي....
تلاش كبخور في عطر، في إيقاع، في نغمة ساحرة.. إبحث عني في كل حبّة رمل مسَكتْها يداك، وفكرة كتبها قلمك.. رسمها في صورة طفلة تقبّل مرآتها!.. تبحث عنك في أعشاش نسور... اعتزلت ظلالها، تركت كل سماء، تحرّرت من سجون مُلئت جدرانها رسائل حبّ تراتيلها!.. تزيدك سحراً.. لا تتأمل كل شجرة تتفيّأ أحضانها، فغيرتي في نبض قلبك تبارك كل ظل تلوّى واعتصر، وكل حرف لامس عينيك اختصر العمر في أبجدية مُسكِرة...