سؤال وأحلام ممنوعة
سؤال وأحلام ممنوعة
إبراهيم جوهر
عند الرابعة فجرا كنت على شرفتي أنظر وأتأمل وأنتظر.
باق لبزوغ الشمس ساعتان. بعد نصف ساعة بدأت مساجد الحي أذانها الأول المنبئ بالفجر الكاذب. لا موعدا موحدا لبدء الأذان؛ ينهي أحدهم فيبدأ الآخر, أكثر من مؤذن يجرب صوته في الوقت الذي يحلو له.
ظاهرة (الانقسام) والاختلاف وصلت المؤذنين! يشق سكون الفجر أصوات كان يمكن أن تكون أكثر تأثيرا لو اتحدت.
النهوض الباكر بحيويته، وهدوئه، وآفاقه المفتوحة على السكون والهدوء والجمال ذكّرتني بنهوض (رعاة الأغنام) الباكر.
تمنيت في لحظة لو كنت أحد هؤلاء السعداء ذوي الاهتمام المحدود بشؤون الحياة؛ ( ماذا لو كان لديّ قطيع من الأغنام المنتجة حليبا وحملانا ولحما؟! سأكون في غنى عن كثير من هدر الجهد بلا طائل. سأعيش سعيدا وأنا أنظر قطيعي وأنتظره. سألمس الهناء، ربما، بعيدا عن هموم الناس، والأخبار، والجهل الثقافي لمن يحملون شهادات كرتونية تشهد لهم بإنهاء المتطلبات الجامعية!!!
ليتني كنت...ليتني أكون...لكن أين سأعيش مع قطيعي المتخيّل؟! سؤال حيرني. بعدما صودرت أرض الصحراء القريبة، ومنع رعاة الأغنام من الاقتراب من مساحات شاسعة بسبب إغلاقها ...أين؟ فأكتفي بما هو كائن ، وأتراجع عن الخاطر البريء المسيّج بالمنع والمصادرة.)
سأمارس سقاية الأزهار متعة وإفادة.
سأواصل سقاية الأفكار في بستان المعرفة، والحياة.
هل وصل الفساد والخراب إلى جامعاتنا المحلية؟ سؤال أقلقني هذا النهار...