حزن واعتذار وسؤال الغباء
حزن واعتذار وسؤال الغباء
إبراهيم جوهر
نار تحت الرماد؛ رماد مؤقت ينتظر هبة رياح بسيطة ليستعيد نشاطه. حضرت الفكرة في أجواء بعيدة عن الواقع اليومي هذا النهار. إنها نار الثقافة والأصالة التي أعنيها هنا ، تلك التي غابت بسبب حالة (الخصاء) السياسي الثقافي !
هواء جاف مع بدايات الفجر الأولى. الهواء حزين هذا النهار. أصوات تدور في الفضاء غريبة تدعو للتساؤل وانتظار القادم...
القلق سيد النهار. أرضع حليب الأخبار الصباحية من محطات المهنة تارة، والتجارة أخرى...
أسمع لغة غريبة ترفع المجرور! سمعتها اليوم صباحا... لغة لا تعترف بحروف الجر فيكون المجرور مرفوعا فيها!!
( هناك من يتبنى حالة الرفع للكلمة أيا كان موقعها ؛ لا رفع قائما في الواقع، فلترفع الكلمات علها تنوب عن الهوان والانكسار...!!)
لماذا لا يتم إعداد المتحدثين البارزين دائمي الحضور والظهور على الفضائيات وتدريبهم على إتقان لغة التعبير ؟!!
اللغة هوية؛ اللغة وسيلة تعبير . وفي خصوصيتنا الوطنية تصير اللغة سلاحا، وتصير مظهرا حضاريا، وتكون دائما وعاء صالحا لحماية المعنى؛ فاللغة السليمة تنقل معنى سليما ، وتقول ما لا يقال لأنه يحسّ.
فلتقم دورات تعليم وتدريب للكوادر الشبابية الوطنية، وليعل شأن اللغة ، فلا كرامة لشعب لا يحترم لغته.
هواء نشط بدأ صباحا. جمعة محاصرة بالدوريات وأوامر المنع والصد والتقييد.
القدس وحدها بعيدة عن أبنائها الممنوعين من دخولها.
استحضرت هذا الصباح قصة الفأر الذي واصل لعق الزيت عن مسنّ الحداد.
الفأر تابع الدسم الذي يعلو أسنان المبرد الحديدي فرأى الدم واستطعمه ....فتابع بهوس المنتصر لعق الدم- دمه.
لن أذهب إلى المناسبات الاجتماعية التي دعيت إليها سابقا؛ قررت مبكرا.
سأغوص في حزني، ووحدتي، وكآبتي. سأتابع الشاشة ، وسأكتب كل ما يخطر على بالي...لذا لن أذهب إلى مأدبة غداء عرس أحد طلابي السابقين وابن صديقي النشط (معتز عبد الكريم) في بيت صفافا....ولن أذهب عصرا إلى حفل خطوبة جاري وقريبي (عدي عماد) .
لا أستطيع العيش بوجهين؛ وجه حزين وآخر يدعي الفرح ، ويبارك...
هي حياتنا، أعلم...لكني لا أستطيع.
فليعذرني العاذرون.
في القدس حداد. في القدس سواد. في القدس حصار وفي النفوس غصة وغضب.
في الناس دم وقتل وخوف...فهل يحتاج اللهيب من يوقده؟!
لماذا سألت مذيعة الجزيرة سؤالها الغبي؟!!(...جيفارا، هؤلاء الشبان في باب العامود، من يحرّكهم؟ كيف يلتقون ويقررون؟...جيفارا قالت : الفيس بوك.....)
شكرا للفيس بوك الذي يكتسب (حسنات) لم يفعل من أجلها شيئا!!
السؤال لغة. السؤال معلومة. السؤال مسؤولية...
مساء دوّت صفارات الإنذار في القدس ...
مع صوت الهواء وحفيف الشجر تصلني أصوات أغان وموسيقى فرح...
إنها حياة؛ حياتنا...