قوارب النجاة

قوارب النجاة

نسرين جرار

 معانٍ كثيرة تزدحم في خاطري عند ذكر كلمة الشباب ، ربيعٌ نَضِر .. ، مستقبلٌ زاهر ..، أملٌ وطموح .. ، عنفوانٌ وقوة ، ... شموخٌ و إباء .. كلها كلماتٌ تستطيع أن تجسّد معنى الشباب .

 فكما أنّ الربيع أجمل فصول السنة ، فالشباب ربيع العمر وأحلى أيامه ، ففي هذه المرحلة ينهل المرء من منابع العلم بجدٍّ واجتهاد ، ثم يعمل بتفانٍ وإخلاص وعطاء ، ثم يسعى لإنشاء أسرةٍ لتكون لَبنةً قويةً في بناء المجتمع ، ويزداد نصيبه من حمل الأمانة وتأدية الرسالة من خلال إحسان تربية أبنائه .

 و إذا ما قرعت طبول الحرب ودعا الداعي للنفير ، هبّ الشباب للنفير باذلين أرواحهم رخيصة في سبيل الله ومن أجل حرية الوطن .

 الشباب حاضر ومستقبل أمتهم ، فبعزيمتهم وهمتهم يرفعون شأنها ، فتغدو شامةً بين الأمم تتباهى بالعلم والحضارة .

 لقد عقد رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم الآمال على الشباب ، فقد ولّى أسامة بن زيد قيادة جيش المسلمين وعمره لم يتجاوز ستة عشر ربيعا .

 لكن دعونا ننظر إلى حال شبابنا هذه الأيام ، فبعضهم أصبح حاله يدمي الفؤاد ، فقد تناسوا ما يقع على عاتقهم من مسؤولية ، وخانوا الأمانة ، وانحدروا نحو الحضيض ، هؤلاء فئة من الشباب اتخذوا من المغنين والمغنيات والممثلين والمصارعين .. الخ قدوةً لهم ، و نسوا أن المرء يحشر يوم القيامة مع من أحب ... ، توافه الأمور سلبت لبهم ، استسلموا لرغبات دور الأزياء في أوروبا ... أصبحنا نراهم محشورين في المقاهي وقد تصاعدت من حولهم دخان السجائر و الأراجيل بدلا من أن يكونوا في المساجد أو خنادق الجهاد ..

 يا أمل الأمة عودوا إلى رشدكم ، واقتدوا برسولكم وصحابته ، وتمسكوا بالعروة الوثقى ، فالأمة الإسلامية في خطر ، فإما أن نركب قوارب النجاة .. أو يجرفنا التيار جميعا ...