24 إخوان !

علاء الدين حمدي

[email protected]

ـ لا يلام القوى على قوته التى إكتسبها بجهده وعمله حين تكاسل الآخرون، ذلك شأن جماعة الإخوان .. الكيان السياسى الوحيد على الساحة المصرية الذى يتمتع بقوة التظيم ودقته، ووضوح الهدف والرؤية والسيطرة الولائية على أعضائه، والوحيد أيضاً الذى يطرح برنامجا إصلاحيا قوياً، شاء من شاء أو أبىَ، اتفقنا معها، أو اختلفنا حول طريق الوصول الى الهدف لا الهدف نفسه.

ـ لذلك، ليس من الحكمة مطالبة رئيس الدولة بعدم الإرتكان لكوادرها، وليس من العدل مطالبتها بعدم الهيمنة على كل منفذ من شأنه تحقيق برنامجها الذى ترى فيه الخير للبلاد والعباد طالما نحن من جاء بها بطريقة شرعية تفرض علينا معاونتها، وإلا منحناها الحجة لتبرير أى فشل مستقبلى، لا قدر الله، سيمس مصير الوطن كله لا الجماعة وحدها.

ـ فالإخوان اختاروا أن يكونوا أصحاب فكر سياسى، أى "نسبى"، كما يجب أن ننظر اليهم، فلا جرم إن اختلف بعضنا معه، وليسوا دعاة دين، أى "مطلق"، يتحدثون بإسم السماء، كما يروج بعض المتعصبين منهم أو المنافقين من حولهم، فتحرم علينا معارضتهم، والفكر السياسى لا يواجه إلا بالفكر السياسى، وللشارع وحده حق المفاضلة والإختيار بما اتفقنا عليه من طرق حضارية.

ـ لذلك فالمنطق يفرض أن مواجهة الإخوان، كتنظيم سياسى، لن تأتى إلا ببعث تنظيمات سياسية أخرى منافسة متواصلة بالفعل مع الشارع دون مصالح أو مطامع، تنظيمات قوية يمكنها فرض التوازن المطلوب لصالح البلاد فى المقام الأول، ذلك أولى من الدعوات الهلامية لما يسمى بثورة 24 أغسطس، تلك التى لا تقف وراءها جهة معينة واضحة، ولا قائد ذو خلفية عمل وطنى معروف، ولا تبررها أسباب مقنعة محددة، ولا تطرح البديل الشرعى عما جاءت به الصناديق، مما يعنى أنها دعوات غير مسئولة وغير محسوبة النتائج، اللهم إلا المزيد من الفوضى، والمزيد من ترسيخ حكم الحزب الواحد الذى عانينا منه طويلاً، ذلك الذى لا يخلقه دائماً إلا غياب المعارضة القوية الوطنية الحقيقية، والسعى لإستكمال رتوش الصورة بمعارضة أحزاب مدينة البط وبركها الآسنة. 

ضمير مستتر:

بنى وطنى أهبت بكم زمانا فلما بح صوتى قيل هابا

ولو نطق الجماد كما نطقنا لأسمعه الصدى عنكم جوابا

"عزيز فهمى"