متى يكتمل القمر
إبراهيم جوهر - القدس
يكتمل اليوم ( اليوم السابع ) من شهر رمضان .
الأسبوع الأول من الشهر الغريب في عالم أكثر غرابة ينقضي في انتظار الأسابيع المنتظرة ...أقول لنفسي !
اليوم نفّذت تخطيطي لزيارة حماتي (أم علي) . ما يمنع من التواصل هو الحاجز العسكري والجدار الفاصل بين البلدة بشقيها الشرقي والغربي .
قلت ل( أم إياس ) : نحمل فطورنا ونزور (أم علي ) .
قبل الحاجز حسبت الوقت المستغرق للوصول إلى منزلها فكان خمس دقائق فقط . اليوم تستغرق رحلة الوصول أكثر من ساعة ؛عليّ المرور من راس العامود مرورا بالمنطقة الصناعية في واد الجوز عبورا للنفق الذي يشق جبل الزيتون باتجاه أريحا ( تم تجهيزه أساسا لخدمة مستوطني مستوطنة الخان الأحمر ) ثم الوصول إلى العيزرية فأبو ديس حتى السواحرة الشرقية !
البيت المقصود أراه بوضوح هوائي من بيتي في سفح جبل المكبر ...
كنت هناك هذا المساء على مائدة الإفطار برفقة ( أم إياس ) وعديلي ( أبو طارق ) وأفراد العائلة ؛ اللقاء الرمضاني له معنى وله حيّز في القلب .
قلت في معرض الحديث مستذكرا ما أعجبني من أقوال : ( عجبت لمن يغسل وجهه خمس مرات في اليوم ولا يغسل قلبه مرة في العام ) .
نحتاج في بلادنا ، وعلاقاتنا لغسل قلوبنا دائما .
كانت فرصة للتأمل والنظر إلى السماء . أنسى أحيانا كثيرة النظر إلى السماء والتأمل بجمالها وسحرها . القمر في منتصف اكتماله ؛ واضح ، ومجزوء ، ساحر وغامض رغم وضوحه وجماله المنقوص .
تأملت القمر المنقوص ؛ حياتنا هو في واقعها ، ربما !
لا جمال مرض للقمر بعيدا عن الاكتمال !
( ما العلاقة بين القمر والبلاد ) ؟
أستغل الفرصة فأزور والد عديلي المريض . الرجل ( أبو خضر ) لا يقوى على خدمة نفسه اليوم . هو الذي كان في شبابه المكتمل يقطع الجبال والصخور ويملأ سيارات نقل الحجارة بمفرده !
يؤلمني حال الناس في الحياة . أستذكر أخي ( أبا بسام ) الذي حاول ذبح العجل كأنه خروف ! اليوم يمرّ رمضان الأول وهو بعيد عن دنيانا .
الحاجز قسم البلدة .
القمر ينتظر نصفه الآخر .
نغسل وجوهنا وننسى قلوبنا .
... غدا يوم جديد .