من هناك نبدأ
من هناك نبدأ
إبراهيم جوهر - القدس
" اقعد – فديتك – هل يكون مبجّلا من كان للنشء الصغير خليلا " ؟!!
لله درّك يا أبا جعفر !! ما أصدق رؤيتك ورؤياك !!
لم يصدّقك بنو قومي ، ولم يصدقوك فوصل حالنا إلى ما نحن عليه ، وفيه من خراب ، وضياع ، واغتراب ، ومكابدة .
( قالت زرقاء اليمامة لبني قومها : إني أرى شجرا يمشي ...!! فلم يصدقوها ، وأضافوا آكلين عقلها ورؤيتها : المرأة جنّت ! ...فكان الذي كان ) .
قرأنا عن زرقاء تلك . زرقاء كانت أيضا عربية ، منا ، وقومها كانوا نحن ...
ونحن ، هم . قرأنا ، وضحكنا ، وتجاوزنا .
...اقعد - فديتك - ... ، أيضا قرأنا وأعجبنا فقط !! لم نقرأ الوجع ، والتحذير الكامن في وجع الكلمات .
كيف ينهض مجتمع ، وقضية بعيدا عن المعلم والتعليم والاحترام والالتزام والوعي والصدق ؟
من يغرس هذه المفاهيم والقيم غير المدرسة بمعلميها ، ومعلماتها ، والبيت ، والبيئة ؟!
لجان أولياء الأمور ، الأهالي ، الآباء ، الأمهات – على اختلاف المسميات – تواجه وحدها .
صار للأهل ( جيش ) يدافع ، بينما الناس ينتظرون ويراقبون لاهين باحثين في ميادين أخرى بعيدة .
تجيّشت لجاننا . فلا للتجييش !
تعمل وحدها ...حتى أصابها الملل واليأس ، وبقي عدد قليل من أولئك الذين عاهدوا الله ، والوطن . أولئك الذين سنبحث عن أمثالهم في ( المتاحف ) !! أو كتب التاريخ والسير !!
اقعد – فديتك – هل يكون .....
صباحا التقيت صديقي المهندس ( عبد الكريم لافي ) رئيس لجنة أولياء الأمور في المدرسة و ( رئيس اتحاد لجان أولياء الأمور في مدارس القدس ) ، فشكا قلّة التجاوب ، والاهتمام . شكا بألم وتحذير من خطورة الإهمال والاتكال و( إدارة الظهر ) والهروب ...
وافقته ، وواسيته ، ووقفت على الخطر القريب القادم ...
( رددت الأنباء التربوية أن رئيس وزراء " دولة ما " في المنطقة كان يستجيب لدعوة مدرسة ابنه فيحضر اجتماع أولياء الأمور – كولي أمر – لا كرئيس وزراء ) !
( أبو المعتز) هذا الصباح قال لي : أعلنّا نبأ الاجتماع في ثلاث المساجد الموجودة ، واتصلنا ... من بين 1200 ولي أمر حضر 30 فقط !!!
بماذا نستبشر ؟ خيرا ؟ أم سوءا ؟
يوم كرامة المعلم – لقاء كرامة المعلم في مدارسنا ...؛ قوانين ، ولوائح ، وتعهدات . وقوف مستشرف لآفاق المستقبل الذي سيمسك زمامه الجيل الجالس اليوم على مقاعد الدرس .
( الأعراس وحفلاتها الصاخبة هذا الموسم ، وكل موسم ، تنفق ، وتزعج . هي تدعو للفرح ... - وما كل " فرح " فرحا ! – منها ، وقبلها ، لتبدأ نافذة المستقبل ؛ إحسان الاختيار ، ثم اجتياز دورة تأهيلية في كيفية أن تكون أبا ، وكيفية أن تكوني أما ...)
منى هنا نبدأ .