لكن شعبنا لا بواكي عليه

لكن شعبنا لا بواكي عليه

محمد هيثم عياش

[email protected]

شاركتُ يوم  الخميس من 23 شباط/فبراير الحالي بحفل ذكرى ضحايا النازيين من المسلمين في المانيا، فقد قتل النازيون الجدد وعلى مدى ثمانية أعوام ماضية حوالي عشرة أتراك من أصحاب المطاعم  والمكاتب الصغيرة كانت الشرطة الالمانية تعتقد ان القتلة هم عصابة اجرامية منظمة / مافيا / وراء قتلهم الا انها تبينت فيما بعد ان القتلة نازيون جدد وذلك بعد اكتشاف خيوط الجريمة عندما عثرت الشرطة في مدينة تسفيكاو احد مدن القطاع الشرقي من المانيا على جثتين لرجلين في سيارة وبجانبهما مسدسين تبين فيما بعد ان المسدسين يعودان لعنصرين من الشرطة قتلا في مدينة هايلبرون احد مدن جنوب المانيا والمسدسين  استخدما لقتل الاتراك ، أقامت الحكومة الالمانية بمشاركة المستشارة انجيلا ميركيل وبعض اعضاء البرلمان الالماني في مقدمتهم  رئيسهم نوربرت لاميرت وشخصيات سياسية واجتماعية اخرى ، القت المستشارة كلمة اعتذار عن الشعب الالماني للاجانب وعزفت موسيقى كلاسيكية حزينة أبكت الناس ، وما ان خرجت مع الخارجين من صالة الاحتفال الا ووقعت عيني على وجه المستشارة ميركيل التي القت تحية لي ، فقلت لها يا سيدتي ان الحكومة الالمانية والذين شاركوا في الاحتفال بكوا على عشرة اشخاص قتلتهم عصابة  أما الشعب السوري الذي وصل عدد قتلاه العشرة آلاف لا احد في العالم يبالي بدماءه اللهم الا الانتقادات والوعود الجوفاء لمساعدة الشعب السوري الذي يُذبح من اجل حريته فقد عجز الغرب على وضع حد لوقف نزيف دماء شعبنا وقد كان بإمكانهم وقف نزيف دمه منذ الايام الاولى لانتفاضة شعبنا المباركة الا ان الغرب ومعه ما يُطلق عليه بجامعة الدول العربية انتظروا وماطلوا بمد يد المساعدة وعندما اعلنت روسيا والصين اللتين تقتلا المسلمين في القوقاز وتركستان الشرقية التي يطلق عليها / كيسانغ / وعاصمتها كشجر بدأوا يتخذون مأخذا جديدا باصدار منظمة الامم المتحدة قرارا يدين النظام السوري مع العلم ان اي قرار تتخذه المنظمة لا يعتبر هاما ولا يؤخذ مأخذ الجدية .

شعبنا لا بواكي عليه صحيح كل قتيل شهيد في سبيل الله ان شاء الله تعالى ويجب علينا ننشد الزغاريد لهم ، الا أنه لما قتل الحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه في غزوة احد وقتل معه حوالي سبعين من الصحابة ومعظمهم من الانصار سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بكاء نساء الانصار فقال على من يبكون قالوا على قتلاهم فذرفت عينا النبي صلى الله عليه وقال ولكن حمزة لا بواكي عليه .

وجزى الله عنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود / حفظه الله تعالى وأبقاه لنا / فقد كان شديدا مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اذ قال له يوم أمس الاربعاء باتصال هاتفي تم بينهما انه واجبه وواجب الشعب السعودي الديني والاخلاقي الوقوف الى جانب الشعب السوري اذ ما يجري هناك لا يمكن ان قبله عقل  ودين واخلاق وكان على روسيا البلد الصديق التشاور مع اصدقاءها لوضع حد لاراقة الشعب السوري وليس الوقوف الى جانب نظام بلاده الذي سفك الدم البري وهتك العرض الحصين واي حوار مع النظام السوري لم يعد مجديا .

هذه المعاتبة أثبتت صدق السعودية بأنها مع الحق وأثبتت بأن الله تعالى هو ولي الذين آمنوا الى جانب ولاية المؤمنين لبعضهم البعض والملك عبد الله بن عبد العزيز من المؤمنين الذين يوالون المؤمنين ولن يُخذل شعب اذا كان الله وليه .