عام مضى، عام أتى
عام مضى، عام أتى!
رضا سالم الصامت
ودعنا سنة 2011 و سعدنا بحلول سنة جديدة لا نعرف بماذا ستأتينا ربما بالخير العميم و ربما بما هو أسوأ.
عام 2011 كان عام تغيير ، عام انطلقت مع بدايته ثورة تونس المظفرة 14 يناير التي كانت منطلقا لثورات شعبية حدثت في مصر و ليبيا و ما تزال تحدث في عديد البلدان كسوريا و البحرين و اليمن و غيرهم ، بل تحولت إلى بعض البلدان الأوربية و حتى في أمريكا ..
كانت سنة مليئة بالأحداث العربية و الدولية فعلى سبيل المثال العراق و ما شاهده و يشهده من احداث دامية و كذلك فلسطين و ما تشهده من قهر و ظلم في ظل احتلال غاشم لا يعرف غير القوة و الرصاص و القنابل المحرمة دوليا و مزيد نهب الأراضي الفلسطينية و بناء المستوطنات و طرد أهالي فلسطين من مدنهم و قراهم و تواصل الاعتقالات الخ عام اعترفت في اليونسكو بعضوية فلسطين عام فيه انتهى الاحتلال الأمريكي على العراق و انسحاب القوات الأمريكية ... عام نودعه و في قلوبنا ألم اختلط بالأمل .... و عام نستقبله و نحن نتفاءل خيرا...
هكذا نحن امة العرب لا نفعل شيئا و مع ذلك لدينا الأمل في انبلاج فجر الحرية و استعادة كرامتنا كما هو الشأن لكل شعوب الدنيا التواقة إلى الحرية و تقرير المصير ...
في العراق الجريمة ما تزال ينصبها العملاء في مسلسل دموي طويل . لم نعد نرى مظاهر الحياة الكريمة في أبسط معانيها عبر شوارع بغداد و البصرة و الموصل ...
و لكن المشهد كما هو الدمار الجوع الفقر و الموت و هل يتغير شيئا ؟ ... فالى متى سنظل على هذا الحال ؟ نحن لا ندري إلى أين يسير بنا المركب ؟
جراح أمتنا هي هي بين قوى طامعة في خيراتنا و احتلال خسيس يحاول طمس هويتنا .و طغاة نهبوا خيرات شعوبنا ..
فهل يقدر العرب تغير حالهم في السنة الجديدة و إلا سيظل المشهد كما هو ... هل يقدر العرب أن يقولوا للغرب في ظل ربيع الثورات العربية " لا " و للأطماع الأجنبية " لا " مثلما قالوا لحكامهم " لا " ؟
اننا نودع سنة و نستقبل أخرى، و نلاحظ أن المشهد العربي ما يزال خطيرا و معقدا لأن العرب لم يقيموا الدليل على أن لهم " كلمة "تجمعهم و أن لهم قراراتهم التي من المفروض أن يتم احترامها من طرف المجموعة الدولية و قوانين تحميهم ... فحتى الثورات العربية التي غيرت الأنظمة الدكتاتورية و أسست لحكم جديد مؤقت سواء في تونس أو في مصر أو في غيرهما من البلدان الأخرى ، و أتت بالديمقراطية لم تغيير لحد الآن شيئا ، فالاعتصامات مازالت هي هي ،و البطالة ما تزال متفشية و الفقر مازال كما هو و المعامل أقفلت و المشاريع توقفت و المستثمرين الأجانب غادروا البلاد ....
و لكن الكراسي توزعت على أصحابها الجدد و المحتاج لم يعد يقدر على اقتناء حاجته بسبب غلاء المعيشة و شهداء الثورة " رحمة الله عليهم " و الجرحى لهم " رب يحميهم " أما عام 2012 فلا نعرف ما ينتظرنا ؟ قد يتحسن الوضع العربي و الشعبي من حال إلى حال و قد " نروح فيها " ... هل يتحسن و ضع " الزوالي" صاحب الشهرية ، صاحب العائلة التي تتكون من عدة أطفال و أمهم ،هل يتحسن وضع هؤلاء؟ لكن تظل أمنيات شعوبنا العربية في العام الجديد مبنية على الأمل و التفاؤل و عموما نتمنى أن يتحسن وضعنا و حالنا كعرب من تونسيين و مصريين و يمنين و فلسطينين و عراقيين و سوريين و ليبيين و غيرهم في العام الجديد سيكون أمر مفرح دون شك و الا كما يقول المثل العامي : " العام اللي يمشي يوصي خوه " و هكذا عام مضى و عام أتى ! و نحن كما هو الحال !