الموت
22تشرين12011
سمير الجندي
سمير الجندي
من قال أن للموت ألم؟ أنا لا أظن ذلك، كيف يمكن أن تصدقوا مثل هذه القصص الخرافية التي يرويها أناس لم تطأ أقدامهم هذا الفضاء؟ ربما فيه راحة، ربما هو الأجمل، ربما فيه الخلاص من أوجاع السُّكر، ربما فيه حياة ليست كالحياة... ربما يغيب عنه القمع وسطوة الجلاد، ربما ليس فيه جبروت، أو انتظار -على العموم- هو لا يشبه شيء نعرفه، هو مميز في كل معانيه، رائد في مراميه، سخي لا يعرف البخل، يغرق في النور والظلمة، دافئ كقلب عذراء، جرئ كأنثى تدافع عن بيتها العاري، سليل حسب ونسب وجاه، فتيّ وهرم كالزمان، غامض ومنفتح غير متحيّز، عادل وظالم... لكنه يحفظ سره ولا يبوح به لحي...
يقولون لمن تعرض لمرض خطير ونجا منه، أو لمن تعرض لحادث ما ونجا منه، يقولون له: " لقد رأى الموت بأم عينه" ! فهل يرى الميت الموت؟!!!