سيادة التعيس لوجودنا بالوطن
ربى تركماني
أقدم لك بيانا أسطره بعمق دموع الشوق لرائحة الياسمين ونسيم الحرية...
حينما أصدرت عفوك الذي خرج حرجا وجكرا وتجبرا..
طارت قلوبنا غيظا ..وازدادت النار اشتعالا في قلوبنا ...
وهبت كلماتي التي ما عرفت يوما معنى الخوف منك...وما عرفت وطنها الذي يغص ألما في حروفها...
صغيرة كنت لا أدري ما معنى الوطن.....!!
فهل ستعفو عنك صدمتي حينما سألت من أين أنا ؟؟؟فقال أبي نحن من خارج الوطن...
فأين كانت بلادي حينما نظر إلي كأنني أشحد وطن!!!
هل ستعفو عنك طفولتي التي حرمتها اللعب في ساحات الوطن؟؟؟
أتعفو عنك شقاوتي في أن أتسرب من على سور مدرستي في أعلى الجبل؟؟؟
أم هل ستعفو عنك دموعي التي انهمرت حينما علمت أني خارج الوطن؟؟؟
هل ستعفو عنك غربتي؟؟؟غريبة عن بلادي وبلاد عشت فيها غريبة عن وطن؟؟؟؟
هل ستعفو عنك عيوني؟؟وتسامحك ,,فهي قد زارت سوريا مثلها مثل أي زائر انبهر....
هل ستعفو عنك آيادي شيوخ تنظر أشجار الوطن في التلفاز..وتقول ها قد كبر من بذرنا وما ذاق طعم الثمر؟؟؟؟
قل لي سأعفو عنك؟؟؟وأنا الوحيدة بين أصحبي لا أحفظ ترانيم الأمل؟؟؟
كل صباح كانوا يرفعون علمهم وعلم بلادي فوق جرحي قد سقط...
لا أعلم لونه ولا أحفظ نشيده ولا حتى تاريخه ولا أدري من حرره...
ولكني اليوم-وأحمد الله- أني أعلم من قيده!!!!
كيف سأعفو وقد حلمت أن أجلس في صف جميع طلبته يعرفون من أنا ويدركون من أبي ويتكلمون لهجتي...
حتى أحلامي تركتها في الوطن...فلن تعفو عنك سيادة التعيس....
قل لي كيف سيعفو عنك الالم وقد شاهدت صور الوطن ثم........انعدم؟؟؟
هل سيعفو عنك حمزة البطل؟؟؟كيف ستعفو عنك السماء التي زينتها بدل النجوم بالدم؟؟؟
شهداء عانقوها فحتى هي قد أبت العفو عنك....
فهل عفوت عنا سيادة التعيس بعد كل هذا؟؟؟
العفو يصدر للمحكوم بالسجن !!!وأنا سجنت في حب الوطن ...فلا لزوم للعفو
أنا حكمت بالاعدام شوقا لترابك يا شام فلا حياة بعيدا عنك....فلا لزوم للعفو...
وأنا وكل أحلامي وطفولتي وشقاوتي وكل كل شيء نأسف فلا عفو عنك...
وإن يوما أصدرنا بحقك قرارا فلن يكون سوى ..ردا لكرامة الوطن...
لن يكون ..رحيلا أو تعذيبا ..أو شنقا وقتلا فقط...بل سيكون "يا سيادة التعيس"
أن تعيش أنت خارجا وبلا وطن......