من غبار الضجيجِ
لطفي خلف
شاعر فلسطيني
ينتابني شعور ٌ مفعمٌ بالأسى، مشبعٌ بغبار ِ الانكسار ِ، متلفعٌ برداءِ الغم ِّ والحزن ِ حد َّ الهزيمة ِ’
يعبرُ ماراً كطيف ٍمحلقاً على منافذ َذاكرتي الموصدة ِعن كلِّ أفق ٍ يؤدي إلى الماضي السحيقِ ِ أو
حتى القريب ِ’ يجبرني أن أفتح ولو كوة ٍ صغيرة ً في أحد مداخلها فيفتح ُ لي معه ُ كل َّ منافذ َوأبواب
ذاكرتي الموصدة ِ ليدخل َ من أوسع باب ٍ لها بجسده الثقيل ِ حتى يدوس َ بجنازير دباباته الشّّبقة ِ والتي
تشبه إلى حد كبير ٍ دبابات الصهاينة المتغطرسين والمنفلتين عن أعين الرأي العام والدنيا والمتعطشة ِ في ملاحقة أطفال َ بلادي الباحثين عن مفردة ِ الحرية ِ في قاموسِ هذا العالم الأصم الفاجر ِ
لتدوس فتمّحي بجرة ِ قلم ٍ كلَّ أزهارٍ يانعة ٍ جديدةٍ قمت بزراعة ِ أشتالها منذ عهد ٍ قريب في جو ٍّ ترصدت فيه طويلا لسرقته ِمن بين أنياب ِ الزمن ِ المستأسد ِعلى المنكسرين الهاربين َ من غبار ضجيج المدينة ِوبلاستيك أناها المقزز ِحد َّ القيء ِوأرسلْتُ سهم َ تفاؤلي فأصبْتُ إحدى حساسينه ِ التي لا تزورُ
أغصان َ عزلتي إلا قليلا !