الإنسان هذا السر

محمد عميرة – القدس

[email protected]

ساحرة ٌ تلك الأصوات الدافئة التي تأتي من حناجر غجرية سمراء ... جمالها في إيقاعها الأزليّ المثير للفضول ، والذي مزّق صمت صحرائي الليلية والبنفسجية ِ الرّمال ، والتي زينتها واحة ُ التأمل فيما وراء الأبعاد .

باهرةٌ هذه السموات  بنجومها ومجرّاتها والتي لا يعلم عددها إلا خالقها - والآخذة في الإتساع – ومنها السماء الدنيا ، وعينيّ على الثقوب السوداء فيها وفي عينيّ الثقوب السوداء  ، والفرق بين العينين أنّ الأولى أعظم لقوله تعالى : " لخلقُ السموات والأرض أكبر من خلق الناس ... " .

إن الثقوب َ السوداء تبتلع كلّ شيء حتى الضوء نفسه ، ويقال أنها بوّاباتٌ للسماء التالية  .

ونحن حين نعبد الله ونسجد له على سبع أعظم لكأننا نرسم خريطة على الأرض لمواقع السماوات السبع بأراضيهنّ ، ويكون موضع السماء السابعة موقع عظم الرأس ، لكنّ المسافات بين ما رسمناه بسجودنا والحقيقة لا يمكن حتى لخيالنا تصوّرها أو تخيلها .

فسبحان خالق الإنسان ، وخالق الصورة والظل الواحد الصمد ... خالق الذ رّة والمجرّة ، والذي ليس كمثله شيء .