تأملات في ما بعد الرحلة

محمد عميرة – القدس

[email protected]

بعد أن سارت بنا السفينة سنين َ طويلة ... بدأت تتكشفُ ملامح ما قبل الرحلة القصيرة وما بعدها .

لطالما كنتُ أحسب السفر متعة فقط وتخلو من المتاعب ، لكنها رحلة صعبة ؛ إذ ليس ركاب السفينة كلهم كما تريد ، بل كما أراد الله ، وإن كان ثمة متع ٌ فقليلة .

كثيرة هي التساؤلات خلال مرحلة العبور إلى العالم الآخر منها ما هو جائز ، ومنها تساؤلات لا تجوز ، فسبحان من لا يسألُ عما يفعل وهم يسألون .

من إحدى نوافذ السفينة ومن نافذة المعرفة رأيتُ بناءً وهدما ً ، وما بينهما قصة ُ الخَلق .

صعدتُ على سطح السفينة واتكأتُ على الشرفة ِ ، وأمام ناظري عالمٌ جميلٌ يبدو في غاية الروعة والهدوء والإتقان ، فتساءلت : لماذا خلقنا الله ؟ هل خلقنا للعبادة والإختبار ، أم للحروب والإختلاف ، أم للتعارف والعلم والمحبة ، أم لكل هذه الأشياء ؟

وبينما السفينة وما تحملُ تتابع سيرها بهدوء نحو المعلوم ، وبلا استراحة إلى حيث ستتبدّل ... علمتُ أن الله خلقنا ليرحمنا .

" ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين . إلا من رحم ربك ، ولذلك خلقهم ... "