دعاء
م. باسل قس نصر الله
كان هناك مسلسل سوري للفنانين دريد ونهاد اسمه صح النوم ، وكان للفنان نهاد قلعي (رحمه الله) جملة يرددها قائلاً : "إذا اردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا علينا أن نعرف ماذا في البرازيل" ، وكنت أضحك كثيراً من هذه الجملة ، وعندما حضرت مسرحية ضيعة تشرين كان هناك أيضاً جملة قالها الكاتب محمد الماغوط بلسان الفنان دريد لحام : "افتحوا لنا إذاعة لندن لنعرف ماذا يوجد عندنا".
لم أكن أتوقع أن هذه الجمل كانت تحمل في حروفها ، جزءاً غير قليل مما أراه والمسه يومياً ، فللأسف الشديد اصبحنا – مثلاً – نعرف مواعيد كل البرامج في أقنية الفضائيات ، ولا نهتم حتى بالنشرة الجوية التي تبثها قناتنا ، (حتى أنه لو قال المتنبىء الجوي أن غداً سيكون صحواً ومشمساً ، سأتأكد من ارتداء المعطف ، لا بل أنني سآخذ مظلة من باب الاحتياط).
لماذا أصبحنا نقنع بما يقوله الغير ولا نصدق حتى ما نقوله نحن ، ولماذا علينا الاستماع الى كل البرامج الاخبارية في جميع المحطات (عدا البرازيل التي اعلم عنها من اذاعات ايطاليا ) ، ولا نلتفت – مجرد الالتفات – الى أقنيتنا وبرامجنا التلفزيونية والاذاعية ، حتى أن أولادي أصبحوا يعرفون أسماء كل المذيعين في الفضائيات ، ولا يعرفون اسم مذيعة تلفزيونية في أقنيتنا ، علماً بأن المسكينة تكون قد تجملت وتكحلت وهي تجلس كتمثال بوذا (غير الذي دمروه) ولا يرف لها جفن، وتبتسم بوقار يدل على ذكاء حاد (أين منه ذكاء اينشتاين) وهي تجرجر الحديث وتشفط الكلام من الضيف شفطاً ، والقلم بيدها ليضيف لها هالة الفهم والمعرفة .
اللهم أنعم على عبيدك الذين اخترعوا الديش بالجنة ، وقنا عذاب رؤية (بعض) مذيعينا ومذيعاتنا المتهاضمين ، أنت يا أرحم الراحمين .
اللهم اشهد اني بلغت