منثورات
نواف العامر
عتب وعتب
تعاهدها بين يديه بعد البذار ، سقاها من راحتيه دماً، بات يقتلع الحياة من بين ثناياها ، يوغل في وعيه الميت ، يصرخ في نهاية طويل يومه " يا لغبائي ، من يزرع شوكه عنباً يجني التعب عتباً والعتب تعباً.
صحوة
أمضى سني عمره يطوف بين بيوت محطمة الأواني والإهاب ، يغادر غرفة إدراكة كل ليلة، يمضي على هدى نظارة سوداء، لا يعبأ...، أغدق عليهم عرقاً وتشهق ذرات يومه ، يمرر يديه على شعره الناعم لا يستريح، فإذا أنياب صدئة تلمع "سمِن كلبك يأكلك".
رقصة سابحة
رآه في يقظة أحلامه نقياً كالماء الرقراق ، تتلوى دقات الساعة ، تهرب صرخات الباعة ، تجول في أوردة الشريان، غادر ثوب طفولته الأولى ، رحل من بريق العين ،وظل يرقص حافياً ، وغاب في كأسٍ فارغة.
غدر
دلف كالعداة عبر شقوق زجاجة ملونة ، بادل نافذة المكان حباً أصفر ، ينسل من جدائل جوعه ، أنا قادم ، طعنة جائعة لا تثمر في أرض جرداء ، غاب في جرف هارٍ دون ان ينبس ببنت شفة ، إلى حيث لا ماء معين ولا هم يزرعون.
رداء كلمة
فاجأني بشعره الطويل ، لم أعهد جلده سميكاً يوم الغروة العظمى...حمل نظارته على كتفه والضجيج يعلو...يكتب على الرصيف مع هدير السيارة تحت أقدام المشاة ، والزامور ينفخ"في قربة مخروقة" أواه يا ندم الكسيع ، ويا شؤم طويس ، قم وتعلق بظفر قدمك ، ثوبك خفيف يا شاطر.
بكاء مدينة
على شاطيء بحر الوفاء سرنا أياماً خوالي ، الجو خريف ماكر ، كان يرقب نفسه وديعاً خادعاً ، فريسة سهلة ، في كل يوم شعلة ، عيونه نحو باب المصعد ،وليل المدينة يدمع ، وبركة التماسيح زادت تمساحاً آخر ، غلطة على غلطة على ورطة.
جمال
منصور إبتهل بياناً ، تمنى بدراً فإذا الزرع مبكراً ، هل تراني أم أنا الأعمى في ثوبي أختنق ، يا روح الروح ، ويا إكسير قلبي وداعاً ما نسيت.
مسافرة
ترغب في السفر كلما رأت في الأحلام حصاناً أبيضاً جموح، مع بزوغ فجر حقيقة ، تمتطي صهوته ممسكة بخصلته دون وجل من هاوية.
مواعيد
قلب أورق جريدته الصفراء على مقعد أثير ،منذ قرون الفتح الأولى.....ورثه كابراً عن كابر ، ولا زالت أوراق الخريف تتهاوى رثة ، ولا زال يواصل قراءته الرتيبة .
وداع
رقاص الساعة يقطع ذراعه منتصف الليل بقليل ، توقف هديل الحمام منذ زمان طويل ، باتت خرساء خجلاً، وغراب البوم ينعق على جذع خيزرانة بزاوية مقبرة ، والليل هو الليل ، والمسحراتي يردد" يا نايم وحد الدايم، والقوم ولا هم يحزنون والنعي من غير موعد " إنا لله وإنا اليه راجعون".
ذكرى ذاكرة
على صفحة كأس الماء رأيت ربيعاً دون ربيعي ، وجراحي تواسيني تنشد: جرحي وجرحك توأمان" والنوتة الموسيقية تلعلع " جاء الوالي وراح الوالي ، قام الوالي وقعد الوالي ، نام الوالي والوالي ما قام، قد طلع الفجر يا فاطمة ، وصياح الديكة يعلو " نهاية كل حي".
ما نسينا
ريح تعصف في خيمة الزجاج ، رمال تصفر حبات رملها ، عواصف هوجاء تولول ، وأصابع اليد مشدودة تغزل الصوف رداء، وأنا شارد الذهن منذ يومي ، ويمناها تتحرك مع حساء الضيف، والموعد ينضج يا لحمي الممزق ، لا لالا أنا حلم العام القادم.
جبان
قدم لي رجاءً ، يا صاحي لا تكتب ، فالغمز يدمي قلب الوالي ، وانا ما تعلمت السباحة في فنجان قهوة.