حكم خواطر ... وعبر 13
حكم خواطر ... وعبر
(13)
م. محمد حسن فقيه
1 - إذا هبت نسائم الحرية ، غار الظلم والاستبداد في الشقوق ، واختبأ في جحور الأفاعي والفئران .
2 – مع رحيل بعض الطغاة والمستبدين ، تتقهقرالفوضى والفساد ، ويتوقف مسلسل الظلم والإستعباد بعد انقطاع هؤلاء الطغاة عن مسرح الحياة ، إلا أن بعضهم يجرون الحروب والويلات على شعوبهم حتى بعد رحيلهم ، مما قد يفجر حربا أهلية للتناحر على السلطة من بعدهم ، أو ترتفع الأسعار وتسود البطالة بسبب ما نهبوه من أموال الدولة وأودعوه في البنوك الأجنبية مما يزيد الشعوب بأسا وفقرا ومعاناة ، أو يأتي من بعدهم من نفس حزبهم أو عائلتهم لينافسهم في فسادهم واستبدادهم ، ويسابقهم في ظلم الشعوب وإذلالاها .
3 – إذا أبرقت الحرية في سماء الأوطان ، ارتعدت نفوس المستبدين وتزلزلت عروشهم ، وعمّ غيث الرحمة البلاد والعباد .
4 – الكثير من المحطات والقنوات الفضائية .... بل والبيوت ... لا تسمع فيها قرآنا يتلى إلا إذا مات مستبد أو ظالم ! .
5 - أغلب الناس بل وربما الدول والامبراطوريات مفطورة بطبعها على الود وصناعة الأصدقاء وخلق روح الأخوة وأجواء المودة وسياسة التعاون والمصلحة المشتركة .
إلا أن قسما آخر من حكومات الاستبداد وامبراطوريات الشر، مولعة بطبعها الشاذ في خلق روح التنافر وبت الكراهية ونزعة العدوانية وغريزة الأنانية وسياسة البطش والقمع وصناعة الأعداء بدقة عالية لدرجة امتياز، حتى ضد شعوبها وفلذات أكبادها ! ! .
6 – الإسلام دين الله الخاتم المبين ، أرسله الله هدى ورحمة للعالمين ، فهو يدافع عن جميع أنبياء الله ورسله ، وكل من آمن بهم وصدقهم وسار على شرعتهم وهداهم ، وينتصر لهم ضد كل من خالفهم وعاداهم ، وحاد عن طريقهم وهديهم ، وغير وبدل وحرف دعواهم .
7 – الإسلام دين الرحمة والتسامح مع جميع الناس عامة ، ولكن ليس مع أولئك الذين يناصبونه العداء، ويتخذون من حملات التشهير المغرضة والتشريح الكاذب للنيل من أهله والاستهزاء بمعتقداته ، وسيلة رخيصة للشهرة والصيت المزيف .
عندها يتحول الإسلام إلى دين الحق الأبلج والسيف الصارم الذي يقص ألسنة المتحذلقين ، ويقطع رقاب المفترين الظالمين ، ويقصم ظهور الطغاة الجبارين .
8 – بعض الناس لو رميتهم في البحر لأفسدوه ، ولو تركتهم في الهواء لوثوه .
9 – إحفر الحفرة وابذر البذرة أو ازرع الشجرة ، تنضج الفكرة وتقطف الثمرة .
10 – حليفك الذي تشتريه بالأموال ، قد ينقلب عليك عندما يجد من يدفع له أكثر .
11 – تسمية بعض الناس رجالا ربما كان فيه الكثير من التجني والإفتراء على الرجولة ، لأنهم لا يختلفون كثيرا عن الأقلام المأجورة التي يوقع بها الحاكم المستبد على إعدام الشرفاء وملاحقة الأحرار .
12 – الخسيس الوضيع : هو الذي يجعل من نفسه حذاء في رجل سيده ليخوض به أقذر المستنقعات .
13 – القواد ثلاثة : قائد يسير وشعبه يلتف من حوله ويسيرون معه ، وقائد يقود شعبه إلى العلا والسؤدد ويسير بهم كرأس الحربة في المقدمة ، وقائد يسوق شعبه من الخلف بالعصا ، ويدفع به إلى الهاوية .
14 – تعليم الأحمق كالنقش على رمال الصحراء في موسم الخماسين .
15 – إذا كان سيفك من خشب فلا تنزعه من غمده ، ولا تهدد بقطع الرؤوس .
16 – رمى بسهمه ليصيد أرنبا ، فأصاب غزالا .
17 – قليل الكلام قليل الأفعال ، خير من كثير الكلام خسيس الأفعال .
18 – الشعوب المستعبدة بحاكم مستبد هي أشبه بمسامير صغيره تهبط عليها سندان الحاكم الثقيل ، فتترنح وتدفن تحت التراب دون أن يسمع أحد بصوتها .
19 – كانت السياسة سابقا تعني ترويض الخيول وخدمتها ، ثم استخدمت من الطغاة لترويض البشر واستعبادها دون خدمتها ، مستخدمين التمييز حتى بين سياسة الحيوان وسياسة الإنسان ! .
20 – يفكر المعارضون في دولة القانون والديموقراطية متى تنتهى ولاية الحاكم ليجرّبوا حظهم مع حاكم آخر ، وفي العالم الثالث يفكر معارضوه متى يموت أو يقتل ليرتاحوا من ظلمه وفساده ، وفي عالمنا المستبد المتخلف بعد صرعة التوريث في الجمهوريات الملكية الوراثية ، لا يملك الشعب المستعبد إلا الدعاء بزلزال رباني أو بشري مدمر، يأتي على الطاغوت فيسحقه مع أولاده وأحفاده وجميع ذريته إلى أبد الآبدين .