شعوذة حرف
خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)
فكرة بلهاء تدغدغ فكري بعنفوان يثير عاصفة من جنون ضحكاتي
أيكون ذاك الحمق بعينه ؟ أم أن خيوط الفجر تلملم من أشلاء الليل قليلا من عتمه ؟
أيحق لروحٍ متعبة أن تلتمس ظلالا من واحات الأُنس ؟ أيحق لها أن تطرب بضع هنيهات تجلو كدر النفس ؟
أيحق لعقل بعثرة الأفكار وقهر حروف الأشعار ؟
أيحق لقلم بات يعاني أن يكتب شهدا لأمانٍ أو بعض رهيفٍ لأغانٍ ؟
أي زمن هذا الذي يغتال بُنيّات أحلامنا ويقهقه على أنّات أوجاعنا ؟
أي زمن هذا الذي يسلبنا أمْنا ويملأ أوردتنا وعروقنا حزنا ؟
أي زمن هذا الذي نرغم فيه على شكر جلادينا ، نمد لهم ( مكرهين )بالخير أيادينا .... فيردفون بأحقاد تُثير وليدات مآقينا؟
أي زمن هذا زمان الجاحدين... يذمّون ولا يشكرون .. ليدنا العليا يتنكرون وينكرون ..أوجاعَنا لا يرحمون ، بسماتنا الشحيحة يسلبون .. على أجسادنا المرهقة (بالكسب لهم) ، اللاهثة (لملء جيوبهم )، يتمايلون ويرقصون .. ونخب خنوعنا واستسلامنا وذلنا المشين يشربون ويكرعون
إيييييه يا زمن الذلة والعار
إيه يا قصة ألف حصار وحصار
إيه من زمن الباعة والتجار
أيباع الحر ويوسم بزهيد الأسعار ؟
أيليق الكرسي بمن خان وهان وباع الدار ؟
يا زمن الشعوذة البلهاء ورخص الأفكار
يا عهد الجهل المتسربل زورا زي الأبرار
يا حرف صفاء يتشدقه رهط الأشرار !!
ما عاد القول الصادق يقرع
ما عاد نقاء الحرف ليصفع
ما عادت عربدة الفجار
براكينَ الثورة تصنع
هي ذي غربان ولاة الأمر
تنشر زيفا
تقمع حرفا
تصدر مرسوما
من حبر الظلم تجرع
يا حرف الشعوذة تمهّل..
في حضرة حتفك ذا رمسك
بكثير سخاء ينتظرك
الكفن يلوح فلا تجزع
ما عاد يفيدك ما تصنع
لا التوبة تجديك هنا
لا ألف قصيد ومقال
لا صرخة حق قد تنفع
إيه يا حرفا سلبوه حياة
ما عاد ببحر شقائك مأوى
أو بعضا من سترات نجاة
مهلا يا حرفي الملتاع :
سأرتل ألحانا لوداع
يرسم قافية الأوجاع
وأزيدك دمعا قد يهمي
مع أن دموعي لن تكفي
فارقد بسلام يا حرفي
سأتوب وأقلع عن هرفي