يا رب

د. بلال كمال رشيد

[email protected]

 كيف يمكن لي أن أرى  الحياة بعد أن رأيت الموت رأي العين ؟!

هل ترتد عيني إلى ما كان أم إلى ما يمكن أن يكون ؟

هل أعيش الواقع  أم أعيش الخيال ؟

في  هذا اليوم عيد الأم تذكرت أمي بكيتها  وكتبتها في كلمتين على صفحة التواصل الاجتماعي وخرجت مع ابنيَّ لأمر ما ، وفي الطريق  عشت حادثا أليما كاد أن يودي بحياتي وحياة أطفالي  موت يحاصرني من كل جانب ، دقائق بل ثوان ، عشت الموت ، فقدتني  فقدت أبنائي ، ثوان  ورحمة الله  تحفنا وتنقذنا ، وأقف لألتقط أنفاسي  وأتفقد سيارتي ، وإذ بالوقفة تنقذني مرة أخرى من موت محقق ، فما أن تحركت حتى وجدت السيارات قد ارتطمت ببعضها  متكسرة منقلبة قاتلة  ومن كان فيها ما بين قتيل وجريح ومكسور ، حمدت الله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، تأسفت ، تألمت لما رأيت ، عدت  وأبنائي إلى بيتنا سالمين ، استسلمت إلى خيالي ، ماذا لو مت مع طفلي ، تخيلت زوجتي وبناتي ، أشقائي أقربائي وأحبابي يبكونني ، أي معنى لزوجتي في عيد الأم إذا فقدت صغارها ؟؟!!

أخذني الخيال كل مأخذ ، نعيت نفسي ، رأيتني وصغاري محمولين ، تخيلت مشاعر أشقائي وهم يعيشون مشاعر الأم  التي فقدوها وافتقدوها في هذا اليوم ، وعن مشاعرهم التي يعيشونها  في ذكرى افتقادهم لأبيهم نهاية هذا الشهر ، كيف سيتقبلون خبر موتي وصغاري ؟!!!

رحم الله من ماتوا ، وألهم أهلهم الصبر والسلوان ، وشفى المصابين ،

هي رحمة الله ، هو قدر الله ، قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، لكل أجل كتاب ، وليس لنا في هذه الحياة إلا الصبر والشكر  والتفكر في سنن الحياة  !!!

يا رب أحيينا على مرضاتك وأمتنا عليها يا رب !!!