صيف فلسطيني ساخن جدا في انتظارنا

د. عصام مرتجى- غزة

[email protected]

لقد اخترق  الشباب الفلسطيني يوم 15 آذار الماضي حاجز الصوت بصرختهم المدوية... "الشعب يريد إنهاء الانقسام" ، وتشقق ببزوغ وبتفتح زهورهم صخر الصمت.

نعم لقد نجح شباب فلسطين في منتصف آذار بتصحيح البوصلة، وصرختهم كانت بداية الحراك لإعادة توحيد الصف الفلسطيني وتحريك السفينة باتجاهها الصحيح.

لقد وصلت رسالة الشباب، ونجحت برفع صوت الجماهير بنداء الوحدة وإنهاء الانقسام، سواء في الضفة أو في غزة ، وعلى اختلاف الميادين ... المنارة ، الكتيبة ، الجندي المجهول...  فالجميع نزل للميدان يطلب الوحدة سواء تحت راية حزبه الذي يحب أو تحت راية فلسطين الأم.

 المهم أن الناس صرخت بنداء الوحدة وإنهاء الانقسام؛ وما دون ذلك هوامش.

يحق لنا كفلسطينيين أن نحتفل بتفاؤلنا  بربيع فلسطيني هبت نسائمه على أيدي هذا الشباب المخلص الذي نزل لميدان الوحدة ، ضفة وقطاع، بمختلف مسمياته. وهذا سينقلنا بطبيعة الحال إلى مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه الكفاح الفلسطيني الموحد وتستهدف قضيتنا.

أولى إرهاصات هذه التحديات ظهرت بمخاوف العدو من إنهاء الانقسام وإعادة  وحدة البيت الفلسطيني في مواجهته. فعدونا الصهيوني هو الطرف الوحيد المستفيد من هذا الانقسام، وينشد ويغنى ليطول أمده.

وهذا ما أظهره اليوم ، وبكل وقاحة سافرة، رئيس الوزراء الصهيوني النتنياهو ، حيث انتقد وبشكل مباشر وعلني جهود الوحدة الوطنية الفلسطينية بين فتح وحماس . وتساءل في تصريحات أدلى بها لمحطة سي ان ان ,كيف للسلطة الفلسطينية أن تبني سلاما مع إسرائيل وتسعى للسلام مع حماس التي تدعو إلى تدميرنا"؟.

إن هذا الكلام الخبيث الذي صدر عن شخص حقير وخبيث، هو يهدف لزيادة الفرقة بين الإخوة وتعسير ملف المصالحة، بتهديده بمعاقبة السلطة بحصار شامل مثل الذي يقع على قطاع غزة.

هذا الكلام إن دل على شيء ، فهو يدل على مدى حاجتنا اليوم قبل الغد لتكون اليد الفلسطينية واحدة ، وأن أكبر ضربة نوجهها لعدونا ، هي وحدتنا في مواجهة حصاره وحربه.

إن الساعة التي ستكون فيها يد السيد الرئيس محمود عباس تصافح يد السيد هنية ، ستكون هي أقوى لطمة على وجه عدونا المتربص بنا، وضربة له في الصميم أقوى من أي ضربة سياسية أو عسكرية.

وعليه، وبعد أن كسر شباب آذار حالة الجمود التي أصابت الحالة الفلسطينية وحركت المفاصل المتحجرة في العمل الوطني، فإن المصالحة في هذا الوقت بالذات هي الخروج الآمن للجميع من المأزق والنفق المظلم الذي دخلنا فيه منذ  سنوات. وبذلك سنسير جميعا، و الراية بيد الشباب، لمواجهة تحديات تسونامي أيلول القادم ، كما وصفه عدونا الصهيوني ايهود باراك.

وهذا يتطلب أن يكون الجميع تحت راية فلسطين الواحدة في مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات بمواجهة عدونا.

نعم  ينتظرنا صيف فلسطيني ساخن جدا عنوانه التحدي ورمزه هم شباب فلسطين الواعد.  

ونحن كفلسطينيين لا زلنا في مرحلة تحرر وطني وننشد الاستقلال، فإن التحدي أمامنا كبير و الخيارات التي أمامنا وأمام شبابنا هي مفتوحة على احتمالين ؛ فإما الدولة المستقلة بتأييد وإجماع دولي والسير نحو بنائها وصياغة دستورها الوطني الذي يحمي الجميع، أو المواجهة المفتوحة مع العدو الصهيوني في كل مكان.

ولذا  فإننا ندعو الله لشبابنا الفلسطيني أن يكونوا دوما كما عرفناهم على مستوى حمل الأمانة وشرف الراية، فمرحلتهم القادمة قد تكون من أصعب المراحل المفصلية في تاريخ كفاح شعبنا. فطوبى و طوبى لشبابك يا فلسطين.