الشعب يريد
ثامر سباعنه
سجن مجدو - فلسطين
انتفض المارد وكسر حاجز الخوف ، تمرد على كل قوانين الظلم والاستعباد واعلن ان الامه لازالت بخير ، ضحكت وفرحت القلوب قبل الوجوه ، عادت للامة جزء من كرامتها المستباحه .علي مدي التاريخ كم من طغاة حكموا العالم لكن في النهاية مهما طال ليل الظلم والاستعباد
نجد نور الغسق يشع بارادة الشعوب ...
فارادة الشعوب هي كلمة السر للتغيير والتحول من مرحلة إلي مرحلة من الظلام إلي النور،ومن الاستعباد للحرية،فالثورات لاتقوم بها الناس احتجاجا علي الظلم فقط بل أملا في التغيير .....
تعتبر إرادة الشعوب من إرادة الله وفطرته التي فطر الناس عليها لأنها الكفيلة والأداة الوحيدة وعلى مر العصور لبناء المجتمعات على أسس المحبة والتسامح والسلام واحترام رأي وقرار الغالبية فيما يتعلق بإدارة وتسيير شؤون حياة الجميع، وفي المقابل ضمنت لكل فرد حرية المعتقد وممارسة الحياة بما يراه ومثل ذلك ضمنت تحقيق مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات فالحرية فطرة إنسانية ومنحة ربانية وضرورة إسلامية، إنها انفكاك من استعباد العباد وهضم الحقوق في البلاد إلى العيش بكرامة، ولتصبح النفس والعرض والدين بسلامة.
انتصرت ارادة الشعب في مصر ومن قبلها في تونس ،والان الشعب الليبي يكتب حريته بدمه القاني ، تاريخ جديد يكتب على صفحات من العز والرفعه ، كف الشعب العاري الجائع لكنه يحمل الايمان انتصرت على مخرز الظلم والفساد .
لن نحلق بعيدا باحلامنا لكننا ندرك ان ما فعله التونسيون وبعدها المصريون امرا ليس بالبسيط ولا يستهان به ، بالرغم من خشية البعض بأن تسرق هذه الاحلام من قبل المتربصين بعالمنا وثرواتنا لكن ما حصل الان في الشارع العربي من تحرك بل انتفاض على الظلم والفساد ، أعاد للشارع العربي والمواطن العربي ثقته بقدرته على التغير .
الشعب يريد .... يريد الحريه... يريد الكرامه... يريد مكانه في الوطن وفي الامه ، الشعوب العربية ماثارت من اجل لقمة العيش او الرغيف ، فقد خرج الاغنياء ورجال الاعمال والمال في مسيرات الغضب في تونس ومصر وليبيا وباقي الدول العربيه ، انما ارادت الشعوب كرامتها وعزتها التي ضاعت تحت عروش همها الاول كان كنز الثروات على حساب كرامات شعوبها واوطانها.
انتصارات الشعوب في تونس ومصر وضعت انظمة الحكم في العالم العربي في وضع صعب ومحرج فالانظمة الان تدرك ان الشعوب ماعادت ترضى بالظلم والاستعباد ، وباتت الشعوب واعيه لحقوقها واحلامها .، لذلك لن تستطيع انظمه الحكم في العالم العربي تجاهل هذه الاحلام والتطلعات .
بالاضافة الى ان انتصار الشعوب يضع امام حكام المستقبل خطوط حمراء لايمكن تجاوزها لانهم يدركون ان الشعوب هي التي اوصلتهم الى كراسي الحكم والشعوب هي القادره على ازاحتهم.
انتصرت مصر وانتصر شعب مصر بل انتصرت الامه كلها وخرج مارد الحريه يهتف بالشعوب العربية ، لكن ما ينتظر مصر الان الكثير الكثير من العمل وبإذن الله هم قادرون على الانتصار مرة اخرى على ذاتهم وبناء دولتهم التي ستغير وجه الامه العربية والاسلاميه.
خلاصة القول أن ارادة الشعوب هي التي تغيير وجه التاريخ كم من طغاة خربوا أوطانا ومارسوا كل ألوان القهر علي شعوبهم من تضييق لسبل العيش وتخريب للتعليم ،لكن الشعوب بارادتها تغيير الظلم وتبدأ من جديد .