سجل ... أنا عربي

ثامر سباعنه

سجن مجدو  -  فلسطين

[email protected]

استمحيك عذرا سيدي محمود درويش لاستخدم كلماتك من جديد لاصف فيها حالنا الان

(( سجل أنا عربي

أنا إسم بلا لقبِ

صبور في بلاد كُل ما فيها

يعيش بفورة الغضبِ

جُذوري قبل ميلاد الزمان رست

وقبل تَفتح الحقبِ وقبل السرو والزيتون

وقبل ترعرع العُشبِ ))

مضت عشرات السنين على امتنا العربية من الذل والخضوع والاستعمار بكافة انواعه، حتى بات العربي مصدر الاستهزاء والاستهتار في الغرب ، ونظرة الغرب للعربي انه ارهابي او رجعي او متخلف ، ولامكان له في العالم الجديد، بل تكثر الافلام الغربية التي تسيء للعرب والمسلمين وتصورهم بالهمجيين بل تكاد تخرجهم من البشريه،حتى المواطن العربي نفسه مل وضجر من حاله والوضع الذي وصلت اليه امته وصورتها لدى العالم اجمع .

الثورة العربية الحديثه لشباب الامه في تونس ومصر وليبيا وباقي العواصم العربية التي بدأ فيها مارد الحرية بالتململ ونفض غبار الكسل عنه ، هذه الثورات العربية الخالصه والتي كانت صناعة عربية بامتياز استطاعت ان تعيد للعربي مكانته وقيمته الحقيقية في نظر العالم ، وحطمت الصورة النمطيه السيئة للعرب في الاعلام الغربي ، فالمواطن العربي يصنع الان الديمقراطيه الحقيقية وليست الديمقراطيه المزيفه والتي على المقاس الامريكي،الشعوب العربية تعيد بناء شرق اوسط جديد لكن ليس ذلك الشرق الاوسط الذي حلمت به امريكا وقوى الاستعمار الحديث .

ثورات عربية حديثه جمعت في ايامها الالم والقسوة والقمع الذي وصل الى جرائم حرب ، وايام جمعت الصبر والفرح والعزيمة  ... ارتفعت شارة النصر رغم الدم الذي خضب اليد.

 لكن تذكر ايها العربي ان لازال هنالك جرح في جسد امتنا لم يبرأ ، جرح فلسطين الحبيبه ، وبإذن الله قد اقترب يوم الزحف نحوها.

واسمح لي سيدي الشاعر محمود درويش ان اختم برائعتك :

(( سَجل .. برأس الصفحة الأولى

أنا لا أكره الناسَ  ولا أسطو على أحد

ولكني .. إذا ما جُعتُ

آكلُ لحم مُغتصبي

حذارِ

حذارِ

من جوعي

ومن غضبي))