أتنفّس الحزن شهداً

رسائل من قلبي إليك...

ضحى عبد الرؤوف المل

وردة الضحى

[email protected]

أتنفّس الحُزن شهداً والصمت باتَ لذة شفاه، قد لا نحيا لنلتقي وقد لا يأتينا يوم غد

 كما نهواه!.. فاصنع من حُروفك سُفن خلاص تَحمل لي عطراً نقياً كَي أضم الكون

 كُلّه في عَينيّ، فسر الخلاص تُجسّده وسادة فيها سرّ تجسدي وسرّ رضاي.

حَبيبي....

قَتلتني تنهيدات صدرك ورخيم صوتك نادى في لَيل شَغوف يا نَهد الحياة.. يا نجمة

رسَمها القدر على الجباه.. على سماواتي.. على وجه عَجوز ارتحل عمره وذوى

صباه..

فَهل يحق الصمت والروح تَلهث لرؤياه؟.. أم ان كَلمتي تتأهب لتعانق شغف

عَينيه؟!..

غمرات رباك جَنات تمرح فيها العيون وتفرح لها قلوب الحسان وفردوسٌ تحيا فيها

زهور الياسمين لتطوقني بعطرها.. بشذاها مرفرفة كفراشات وبين يَديها أبجدية

رسل خلاص هبطت على الأوراق وحياً في كلمات، فلا لغة سوى صمت حُب يعتريه

الذهول والصدق يتوق لبوح يمجده بريق مقلتيك...

يا حَبيبي....

أقدارنا دغدغت أعمارنا، فأمست نعيماً لقلب لا يرضى سواك حَبيباً استفاق!..

 احتضن ليلاً!... دندن نجواه!... أغواني!... رفرف بنوارس تناديني!.. عَرفته عيون

ونطقت باسمه شفاه...

حَبيبي...

يغمرني حبّك، فأشعل ثورة حروف تُحييني، تجعلني كَمداد ضوء، كرحيق فجر

 تضوَّع عطراً مع نبض قلبك ورنين زهوري، فتعال إليّ قمراً زاهياً كي أسافر شمساً

 تسطع بين يديك فلا تهجر فجري البسام في ناظريك...

قد حان قطاف حُبّ مسافر في جوى قَلبينا، فهذه أم السنين قد ارتحلت وجعلتني

 ألتقيك في شهقة!.. في تنهيدة!.. في إشراق يضمّنا يُعشّش بين يدينا في سرّ

حب يوقظ آيات الحبّ في كتبنا...

عَشقتك، عشقت شاعر حبّ جعلني أصغي، جعلني أكتب بيميني إنجيل الحياة،

فكل عشية من عشيات عمرنا هي شمس تغلغلت في التراب، هي أيادٍ بسطت

أكفّها وألسُن ناجت بدعاء مستجاب، فاسمه القدوس رحمن لئن لم يرحمنا لنكون

 سراباً..

إلهي.. هو حبيبي، هو الروح التي أحيا بنبضها وشوقها، فاجمع بيننا جمع آدم مع

أمّنا حواء، لأضيء شمعة لقلب مقدس، لأقرأ آية فيها سر مَشيئتك قبل ان تنتاب

 الوجود علامات حُبّ يعلن الغياب، يعلن البعد، يعلن الهجر، يغلق كل الأبواب، ونار لا

 ألمس إلاّ جمرها وقصيدة لن تُشفي قلبي المُصاب، فارنو إليّ والثم الورد في خدي

واكتب ضُحاي على كفي!..

حبيبي...

أهجرني واسكن ناظري كي أتنفس الحزن شهداً من خافق ينادي يا حبيبتي تعالي

إليّ...