الرفق بالإنسان
يحيى بشير حاج يحيى
بين الحين والحين تعقد الاجتماعات على المستوى الإقليمي والدولي ، وتُتخذ التوصيات بضرورة المحافظة على نوع من الحيتان ، أو أجناس من الغزلان مهددة بالانقراض ، استبقاءً لها على قيد الحياة ، وحرصاً عليها من الاختفاء بشكل نهائي ، وذلك تحت شعار : الحفاظ على النوع .
وبين الحين والآخر نسمع عن جمعيات تهتم بالحيوان ، فتجمع لأجله التبرعات وتتخذ التدابير لتمكينه من العيش في ظروف ملائمة ، ولتجنيبه التشرد وأذى الملاحقة تحت شعار : الرفق بالحيوان .
وكثيراً ما تنشر الصحف أخباراً عن أناس يوصون بالآلاف المؤلفة لكلب مدلل ، أو قط أليف ، ضمن شروط تراعي صحته ومزاجه ، وتهتم بأمور عيشه ، وتهيء له الحياة الطيبة الهنية : تحت شعار : الوفاء للحيوان !!
أو نقرأ أن ثرية ماتصرف جُلَّ وقتها في رعاية الحقول ، أو أن ممثلة مشهورة قررت أن توقف حياتها على الاهتمام بالكلاب !!
فتنطلق التعليقات تحمل الغبطة مرة ، والحسد مرة : هنيئاً للحيوان ؟
ثم يتساقط الألوف من الأطفال ، وتُهدد حياة الملايين بسبب القحط والجفاف ، وسوء التغذية ، والجوع الجماعي ، فلا نجد مستوى الاهتمام بلغ حداً يليق بكرامة الإنسان الذي كرمه الله تعالى على سائر المخلوقات ...
فهل علينا أن ننتظر ظهور جمعيات ترفع شعار " الرفق بالإنسان " والحفاظ على أجناس من البشر مهددة بالانقراض والفناء ؟؟
أم أنه سيكون هناك من يربأ بأخيه الإنسان أن يُعامل بمثل هذا النوع من الرفق الحضاري ؟!!