رسالة حبيبي
ياسين سليماني
حين أقرأ رسالة لك، أشعر أنّي أطير بجناحين من نور إلى مكان علويّ لم تبلغه العقول ولا القلوب، فكلماتك تحيي قلبي وهو رميم، وعباراتك رحلة خرافية إلى عوالم الروعة واللامعقول...
حين أقرأ رسائلك أشعر أنّي حيّ، فأسمع حركة قلبي، وخرير دمائي، أشعر بأنّ روحي تريد أن تضمّ كلماتك وتعانقها، وأن تضعك في عينين خُلقتا لتراك أنت وحدك.
أأنسى كلماتك؟ وهي سفر من أسفار تكويني، هل أستطيع أن أُخرِج قلبي من صدري وأتركه وأذهب؟ شيء غريب أن أفكّر في هذا، بل غير معقول هو، لكنّي إذا نسيت كلماتك فكأنّي نسيت فؤادي في مكان وابتعدت عنه.
كلّ يوم تطير الروح إلى حيث تسكن أنت، لتحفظ منك تسابيح الخلود، وأناشيد البقاء، تذهب من عندي فارغة جوفاء، وتعود حاملة عطرا ما أطيب شذاه، وما أحلى مولاه...
تعود ممسكة العالم بيديها، تكوّره كورقة مستهلكة قبل أن ترميه في اللامكان.
فما جدوى العالم والناس، والمكان والزمان وأنت وأنا موجودان متحابّان ؟
ألست وأنا معك في غنى عن كلّ شيء ؟ ألستَ وأنتَ معي في غنى عن كلّ شيء ؟
إذن غير مجْدٍ بقاء الدنيا أو زوالها لأنّك أنت دنياي، وأنت قدري.