الأُمّ
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
هاهي تستلقي منهكة القوى , هدّها الإعياء والتعب
لقد ثقلت في داخلها الهموم
وكأن جبال الأرض حطت فوق صدرها الضعيف
من جراحها وآلامها
من فقدان أعزائها
جرح ينزف من يمينها , والآخر من شمالها
هناك فقدت من يدها اليمنى إبهامها
وفي يدها اليسرى جرح عميق قديم حديث متجدد في يسارها
لم يلتئم الجرح القديم منذ سنين بعيدة
إنه يتجدد دائما
ينزف قيحا ويصاحبه ألما لايطاق , منظر مرعب بكل التفاصيل
تجد ابنا يئن من أبنائها
وبنتا تناديها مستغيثة بها
وطفل رضيع وطفلة رضيعة
لم تعد تقوى على شيء
ماعدا كلمات ترددها بصوت خافت حزين
يارباه أعني على إنقاذ أبنائي
وتشعر بالرفس المقصود وغير المقصود
تفتح عيناها بصعوبة
إنها لاترى سوى أشباح
تتوضح الرؤيا أكثر فأكثر
فتجد الأبناء يتخاصمون ويقتتلون
كل هذا من أجل ذلك الكرسي اللعين!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وأمكم تنزف منذ سنين وسنين
آه ياأبنائي
كم الغصة تصل حلقي ...وكم الموت قريب مني
لايوجد بينكم طبيب ولا حكيم
ولا سمعتم بوصايا حتى لقمان الحكيم؟؟؟؟؟!!!!!
فلا يهمكم أمري
ولا يهمكم مداواة جروحي
فكان الأول في الثامن والأربعين
والثاني في السابع والستين
وألفين وثلاثة وألفين وسبعة
وبينهما جروح وجروح
ومع هذا فحليبي , تجعلوه غذاءأ لغيركم , وأنتم من الجوع هالكين
ألا يوجد بينكم رجل رشيد؟؟؟؟؟؟؟؟