كلمة في ذكرى النكبة

رضوان سلمان حمدان

رضوان سلمان حمدان

[email protected]

لمثل هذا يذوب القلب من كمد               إن كان في القلب إسلام وإيمان

قبل ستين عاما طلب عبد القادر الحسيني النجدة من العرب فخذلوه وضاعت فلسطين ما يطلق عليها بفلسطين الـ (48)

وبعد ستين عاما يطلب قطاع غزة من العرب رغيف الخبز فيمعنون في محاصرته وتجويعه لتركيعه والانتقام منه لا لشيء إلا أن يقول ربي الله ليس إسرائيل ولا أمريكا.

    بعد عشرين عاما من نكبة الخزي على الأمة كلها وقد شُرِّد شعب كامل من أرضه وفُتحت المخيمات وبدأت المعاناة، بعد هذه العشرين خرجت علينا "أم كلثوم كوكب الشرق" لتعلن:ن:

أصبح عندي الآن بندقية، إلى فلسطين خذوني معكم، إلى ربىً حزينة، كوجه المجدلية، إلى القباب الخضر،والحجارة النبيَّة، عشرين عاماً وأنا أبحث عن أرضٍ وعن وهوية، أبحث عن بيتي الذي هناك، عن وطني المحاط بالأسلاك، أبحث عن طفولتي، وعن رفاق حارتي، عن كتبي، عن صوري،عن كل ركن دافئٍ، وكل مزهرية، إلى فلسطين خذوني معكم يا أيها الرجال، أريد أن أعيش أو أموت كالرجال، أصبح عندي الآن بندقية، قولوا لمن يسأل عن قضيتي، بارودتي، صارت هي القضية، أصبح عندي الآن بندقية، أصبحت في قائمة الثوار، أفترس الأشواك والغبار، وألبس المنيّة، أنا مع الثوار، أنا من الثوار، من يوم أن حملت بندقيتي، صارت فلسطين على أمتار، يا أيها الثوار، في القدس، في الخليل، في بيسان، في الأغوار، في بيت لحمٍ، حيث كنتم أيها الأحرار، تقدموا ... تقدموا ..، إلى فلسطين طريق واحد، يمر من فوهة بندقية.

فكانت النكبة الثانية عام 67 ليخرج علينا "أحمد سعيد" بطل صوت العرب يصرخ (أم كلثوم معكم في المعركة) ألم تملك بندقية وأصبحت في قائمة الثوار وصارت فلسطين منها على بعد أمتار؟ .. ضاع ما تبقى من فلسطين والقدس والأقصى والجولان وسيناء إلى قناة السويس وتُغلق القناة.. ونسميها – نكسة - ونعمل - لإزالة آثار العدوان – وتُفتح الحدود مرة ثانية للتفريغ ولتكون هجرة جديدة وتشريد جديد ومعاناة جديدة ...

وبعد عشرين عاما أخرى تُرفرف نجمة داود بين أزرقين – هل تعرفون لماذا النجمة بين أزرقين؟ - فوق عواصم الدول العربية وأكبرها قاهرة المعزّ

ويعلن السادة في مؤتمر القمة الإسلامي "لا للجهاد"

ويعلن السادة أن خيار السلام مع "إسرائيل" هو الخيار الاستراتيجي والوحيد، ويخرج السادة بمبادرة سلام عربية يرد عليها شارون في حينها وفورا "إنها لا تساوي الورق الذي كتبت عليه"

وتكون أوسلو وما أدراك ما هي.. إنها والله نار حامية اصطلى بها الشعب الفلسطيني ولا يزال، حتى قسّمت الشعب الفلسطيني ومزّقته – لا أريد الحديث في هذا الموضوع المؤلم –.

الغريب العجيب أن العرب يلهثون وراء رضا "إسرائيل" وأمريكا

"إسرائيل" دير ياسين، كفر قاسم، صبرا وشاتيلا، مدرسة بحر البقر، أبو زعبل، الطائرة الليبية المدنية، إعدام الأسرى من الجيش المصري، تدمير جنوب لبنان، حرق المسجد الأقصى، اعتقال نسائنا وتعذيبهن ومنهُن من يلدن في السجون.. قتل المصلين في صلاة الفجر، والقاتل يتحوّل إلى قديس يُعبّأ تراب قبره ويُباع في أمريكا وأوروبا؛ لأنه قام بعمل مقدّس...

القتل اليومي لأطفال ونساء غـزة وهدم البيوت على رؤوس أصحابها..

تشريد خمسة ملايين فلسطيني في أصقاع الأرض وووووووو....

ليس من دولة ولا أمة في الأرض وعبر التاريخ فعلت وتفعل فعل العرب اليوم مع عدوها..

إن أخشى ما أخشاه أن تصدق نبوءة الجواهري:

فاضت جروح فلسطين iiمذكرة
سـيـلحقون فلسطيناً iiبأندلسٍ
ويـسـلـبونك بغدادا iiوجلقة



جـرحا بأندلس للآن ما iiالتأما
ويعطفون عليها البيت والحرم
ويتركونك لا لحماً ولا iiوضما

ويحق لنا أن نخشى ونرتعب ونحن نرى الوضع العربي والإسلامي المزري وقد ذهبت الأندلس وبعدها فلسطين وبعدها بغداد