لأن الإضراب من أمر الوزير

ليلى زيرق

[email protected]

افتتحت السنة الدراسة في كل العالم ،وولج التلاميذ والأساتذة والطلاب المدارس ودشنوا كتبهم لسنتهم الجديدة بكل حماس وغبطة إلا في بلادي

حيث أننا البلد الوحيد الذي يلج المدارس بإضرابات الواحد تلوي الأخر

ولكل إضراب قصة وحكاية تصلح لسلسلة جديدة من ألف درس ودرس أو يمكنك القول ألف طالب ومدرس

في بلاد بن بوزيدي ندرس الإضراب

فليس المدرس وحده من يُضرب "لا اقصد بفتح الياء بل بضمها"

لأن في بلادي العلم الوفير والمال غزير ولذلك أبدع سيدنا الوزير و رواد العلم لعبة يتسلون بها وهي الإضراب

فالمعلم اضرب لان راتبه قليل لا يكفيك لدفع أقساط  شقة f5ولا يكفيه أن يصطاف في تونس وليبتاع لابنه  "بلاي ستايشن3"

والمعلمة تضرب لأنها لم تنل راحة ما بعد الخطوبة ولا إجازة الزواج ولم تكفها ثلاثة أشهر للإنجاب وكما أن أعصابها تثور لأسباب نسائية تعرفها هي وجنسها من نون النسوة كل شهر ولابد لها أن تضرب نكالا في الوزير لأنه ليس مع حقوق المرأة

والتلميذ بدوره قرر انه كتاب وقدم مع هذا الإضراب الذي يريح أعصابه من مدرسيه الكثر

و يشعر انه تحت التعذيب في كرسي الاستجواب هذا مدرس الرياضيات يخرج ويبتسم لأستاذ الفيزياء وبعدها يسلمهم الأخير كضحايا لأستاذ الكيمياء في اقل من ثلاث ساعات..

لابد لهذا التلميذ الذي يعد من لبنات المجتمع الذي سيكون من رجال الغد ويحمي رايته"التي لا اعرف من يزال كسيزيف يحملها اليوم"

لابد له من أن يرتاح ليعود إلي البيت ويرمي المحفظة بركلات"رابح ماجر" ويسدد على الكتب بالرمية القاضية"كنسيم حميد"

ولابد له أن يُضرب لأنه مل ويأس من الصراخ والضرب الذي يتلقاه في الصف وكأنه عامل هندي في حضرة سيده لا طالب في المدرسة

وتمر الفصول الدراسية والمدارس خاوية على طاولاتها وكراسيها ولا تسمع إلا صوت الفئران ينهش في الخشب ولا ترى إلا هطول الغبار ليغطي أقدس الأماكن بعد بيت الله ألا وهو المدرسة

واللعبة تستمر،والإضراب يشل السمع والبصر ويترك الطبشور دون أن يزعج أحدا

والإضراب لم يزعج احدااا إلا الإضراب ذاته

فقد بقي محتارا لما كل هذا؟؟

لما أصبحت المدارس دون تدريس؟

لما لا أرى مظاهرات طلابية وأخرى لجمعيات أولياء التلاميذ ضدي؟

لما الجميع يحبني رغم أني سيء الصمعة؟

لما الجميع يختلف في كل شيء إلا عني أنا؟

؟؟؟؟

سنة بثلاث فصول دراسية يأكل منها فصل في الثرثرة وتكهنات الإضراب القادم والبقية للإضراب

كل العالم يدرس إلا أبناء شعبي يدرسون"من الدرس،بتخفيف الراء"  الأكل والشرب ومحطات الغناء والرقص وأخبار اللاعبين

لان في بلدي المعلم هو مدرب الفريق الوطني والطلبة هم اللاعبون والمتفرج هو الوزير والمدرس والطالب وأفواه المدارس المغلقة.

في وطني لان العلم فيه جهل بل والجهل فيه نور أغلقنا المدارس وبحثنا عن خطب حفيظ دراجي لنستمتع مع الغوووووول

بينما الغول"الكائن الخرافي" قد سكن المدارس بعدما هجرت باتت خرابا واثر بعد عين او حسد لا اعرف

فالوزير وحده من يعلم ما يخفي الأستاذ والطالب

وقبل الامتحان يهرول الطلبة للبحث وتبدأ المهمة المستحيلة في إيجاد المدرس ليستفهم منه أي الدروس ستتناول اللجنة في الامتحانات

يقول المعلم وان وجد في برنامج"وكل شيء ممكن" كل الدروس قيد الاختبار إلا ما رحم الوزير

وبعد الامتحانات تعلق الاصفار من عرقوبها،وتعلق مصائر الملايين  نتيجة لعبة بين المدرس والوزير

وفي إحدى الصحف التي تهوى التصعيد كتب احدهم يتساءل ما مصير طلاب البكالوريا لهذه السنة التي يتوعد المضربون أن يجعلوها سنة بيضاء....يا سنة بيضة؟

وتتفاقم الأزمات ويطلق صراخ الخوف والوعيد والتأويلات  لمصير هؤلاء الأبرياء وكأنهم بصدد معالجة قضية سجناء غوانتانامو  من جديد

إلا أن الحل السحري لدى الوزير,,أي والله لديه وحده، أليس هو من صنع اللعبة من المؤكد انه هو وحده من له النهاية السعيدة لها "كالأفلام العربية" ومخرجها الذي يتحمل كل الفشل

يأتي سيدهم ويقول أن امتحانات البكالوريا ولا أسهل  سينجح الجميع حتى الذي تغيب لسبب أو لأخر فهو من الناجحين؟؟

وكل الدروس مقررة وليست مقررة وهنا تكمن نكهة الامتحان

وينجح الطلاب بكثرة ومن لم ينجح يدخل امتحان أخر للمساعدة وينجح

المهم تصعد الاصفار إلي الجامعات بحثا عن شهادات.وتبقى العقول خاوية إلا ما رحم ربي

لان الإضراب من الظالمين.

 وقد سمعت ذات صحيفة أن إحدى الدول التي تقع على خارطة التخلف قد كرمت مبجل العلم والتحوير بجائزة "أفضل تخطيط وإبداع" وقد فاوضته بشراء النسخة الأصلية لهذه اللعبة مضمونة النتائج !!!