حِكََمٌ جادَ بها الخاطِر 8
حِكََمٌ جادَ بها الخاطِر
الجزء الثامِن
عبد المنعم مصطفى حليمة
"أبو بصير الطرطوسي"
بسم الله الرحمن الرحيم
* إذا وُجِدَت العزيمةُ والإرادَةُ، وُجِد العِلمُ، ووجِدَ العلماءُ، ووجِد التقدمُ والإزدهار.
* إذا كنت لا تستطيع أن ترقى إلى مستوى الحل، فلا تنتقِص منه، ولا تُجَرِّمه.
* إذا كنت لا تستطيع أن تصدَع بالحقِّ، فلا تصدَعْ بالباطِل.
* من يبخل بمالِه على دينِه وأمته، لا يجود بنفسه.
* حقٌّ من غيرِ قوةٍ تحميه، كبيتٍ في فلاةٍ من غيرِ أبوابٍ؛ الكل يَرتَعُ فيه.
* حَقٌّ من غيرِ قوَّةٍ؛ كأسَدٍ من غيرِ أنيابٍ ولا أسنان.
* ما مِنْ مخلوقٍ في الأرضِ إلا وله طريقته في الدفاع عن نفسه، إلا المسلم لا يجوز له ـ في عرف الظالمين ـ أن يُدافِعَ عن نفْسِه!
* كم مِن زَرعٍ نزرعه لأنفسنا، يحصدُه غيرُنا.
* ما لم يخرج الانبساطُ أو الانقباض عن حدِّ الرخصةِ أو العزيمة، فلا حرَج فيه.
* ليكُن شعارُك في الدنيا " أينقصُ الدينُ وأنا حي "؛ نطق به العلماءُ المجاهدون من قبلك.
* مَن أقبل على علم الخَرق، وترَك علمَ الورَق .. فقد تزَندق.
* ألدُّ أعداءِ إبليس العلمُ .. وأوفى وأصدق أصدقائه الجهل.
* نفسُك دارِها تعِش بها .. ومن مداراتك لها أن لا تحمِلْها على ما لا تُطِيق، وأن لا تعودها على ما لا يَليق.
* على قدر ما تُحسِن على الدابة على قدر ما تَعمَل وتُعطي، وكذلك نفسك.
* احمل نفسك على الطاعة وإن كنتَ كارهاً .. فما يمضي القليل إلا وتُقبِل عليها وأنت محباً.
* السمع نوعان: سمعٌ آليٌّ يُدرِك معاني الألفاظ .. وهذا يشترك فيه المسلم والكافر .. وهو القدر الذي به تقوم الحجة على العباد .. وسمع حقيقي؛ يُدرك فقه وحقيقة ومآلات الألفاظ .. وهذا ليس إلا للمسلم .. وكذلك يُقال في البصَر.
* غَلبَةُ الشهوةِ ضروريةٌ للوجود .. وإلا لما أقبل إنسانٌ على نكاحٍ، ولا طعام.
* الشهوة منها المحمودُ ومنها المذموم: فالمحمودُ منها ما كان مشروعاً .. والمذمومُ منها ما كان محظوراً.
* كلما تقدَّم بي العِلمُ .. كلما كشفتُ معانٍ جديدة من جَهلي.
* يُعرَفُ الجهلُ بالعلم .. ومن يُعرِض عن العِلمِ لا يَكتَشِف جَهْلَه.
* لكل شيء سوقه .. يبتاع فيه بضاعته .. وسوق الدَّجل الجَهل.
* كلما ازدَدْتُ علماً .. كلما ازدَدْتُ معرفةً بالله عز وجل .. وكلما ازدَدْتُ معرفةً بالله عز وجل كلما ازددتُ محبةً وتعلّقاً به سبحانه وتعالى.
* غايةُ العِلْمِ أن تعبدَ اللهَ على محبَّةٍ.
* عبادةٌ من غير إخلاصٍ .. ولا محبَّةٍ .. ولا مُتابَعةٍ، لا تُقبَل.
* غايةُ العِبادة تحقيقُ المحبّة .. والمحبة لا تتحقق إلا بالمتابعةِ للسنَّة.
* للعبادة ركنان، وشرطان: أما الركنان: فالطَّاعةُ والمحبّة .. وأما الشرطان: فالإخلاصُ، والمتابعة.
* لا أحد أغيرَ من الله تعالى .. ومن غيرة الله تعالى على عبده أن يُقبِل على ما سواه، فيما لا يقدر عليه إلا إياه .. وأن يُعلق قلبه بالسَّببِ .. وينسى الذي خلَقَ وسَخَّرَ له السَّبَبَ.
* إذا أقبلْتَ على أمرٍ .. انظُرْ إليه من جميعِ جوانبِه؛ الحسنة منها والقبيحة .. ثم راجِح بينها .. أما إن اقتصر النَّظرُ على أحد الجانبين دون الآخر .. أخطأتَ الاختيار، وظلمتَ.
* لا تُقبِل على شيءٍ ونفسُك فيه .. فتختاره وإن كان ضارَّاً .. وإنما أخرجه من نفسك أولاً، ثم أقبِل عليه .. فتراه حينئذٍ على حقيقَته.
* إذا تدافع نداءُ العاطفة مع نداء العقل .. واستُحيل التوفيقُ بينهما .. قَدِّم نداءَ العقل .. فما ضَلَّ من جعَل العقلَ دليلاً وقائداً له.
* كم من أمرٍ تسعَى إليه بالحرام .. لو صبرتَ قليلاً لجاءَك بالحلال.
* من أكثر ما يُسيء المرء أن لا تعرف له لوناً، ولا رائحة، ولا طعماً .. ولا مذهباً .. فلا تعرف هل هو مع الحق، أم مع الباطل.
* مَن يعيشُ لبطنِه، وفرْجِه .. البهائمُ خيرٌ منه.
* " الإيدز " الفكري؛ أن تفقدَ جهاز المناعة الفكرية، فلا تحسِن التمييز بين الحق والباطل .. ولا تعرف أين أنت منهما .. كما تفقد القدرة على مواجهة الأفكار وتحليلها، فأيما فكرة تصدمك تُلقيكَ أرضاً .. وهو أشد على صاحبه ضرراً من " الإيدز " العضوي المدمر لجهاز المناعة لديه.
* الخطأُ في الرِّفقِ، أهونُ من الخطَأ في العُنْفِ.
* لا فضلَ لنا في عبادَتنا .. وإنما الفضلُ كله لله تعالى أَن هدانا لعبادته، وتوحيدِه.
* معصيةٌ تُورِثُ نَدَماً، وذلاً بين يدَي الله، خيرٌ من عبادةٍ تُورِثُ عجْباً وكِبْراً.
* نكَدُ المعصية وضرَرُها أضعافُ ما تتسبَّب به من لذَّة أو متعة .. ولكن لما كانت اللذَّةُ عاجِلةً .. والضررُ آجلاً .. هان فعلها.
* أشرَسُ عدوٍّ يتهدد الإنسان .. معاصِيه.
* العالِمُ يَطلبُ ما طابَ وحَلَّ من الملذات لتتفرَّغ نفسه للعبادة، والجاهلُ يطلبها لِذَاتها فيبقى عبداً وأسيراً لها.
* الظلمُ يُولِّدُ ظلماً مقابِلاً .. والطغيانُ يُولِّدُ طُغياناً مُقابلاً .. ولا يَسلَمُ من ذلك إلا من سلَّمه اللهُ، ولجَمَهُ بلِجامِ الشَّريعة.
* الانتصارات أنواعٌ .. أشرَفُها، وأمتَنُها، وأدومُها، وأكثرها عطاءً .. الانتصار في ميادين القِيَم والأخلاق.
* الانتصار في ميادين الحروب والقتال يُتْقِنه الصَّالحُ والطَّالح .. بينما الانتصار في ميادين القِيَم والأخلاق لا يُتقنه إلا الحكماءُ النُّبلاء.
* لا أخشى على المسلمين مِن تفوّق العدو عليهم بِقوَّةٍ أو عتَاد .. وإنما أخشى عليهم العدوَّ إن تفوَّقَ عليهم في ميدانٍ من ميادين القِيم والأخلاق.
* أعجبُ لجرئةِ أهل الباطل في نصرة باطلهم، ولخذلان أهل الحقِّ لحقهم، واستحيائهم منه.
* في مرحلةِ الصعودِ والتَّسلّقِ إذا توسعتَ في التَّرَخُّصِ لنفسك، هبطتَ إلى أسفل .. ثم أنَّك لا تُدرِك القِمَّة.
* اغتنِمْ سَبعاً قَبلَ سَبْعٍ: شَبابَكَ قبلَ هرَمِك، وصحَّتَكَ قبل سقَمِكَ، وفراغَكَ قبل شغلِكَ، وغِناكَ قبلَ فقرِك، ونشاطَكَ قبلَ فتورِك، وحياتكَ قبلَ موتِك .. وبابَ خيرٍ فُتِحَ لك قبلَ أن يُغلَقَ دونَك.
* للجَهْلِ صَوْلةٌ وجَوْلَة .. فإذا حَضَرَ العِلمُ خَنَس.
* الجَهلُ يُبارِزُ في الميادين التي لا فَوارِسَ فيها.
* إذا ورَدَ البحرُ .. بطُل النَّهر.
* في الحرامِ يَسْتَشْرِفْنَ، ويَتَطَلَّعْنَ .. وفي الَحَلالِ يتَمَنَّعْنَ، ويَتَحَجَّبنَ!
* أزواجُهنَّ ينتهكون الحرمات .. ويمارسون الموبقات .. ويتخذون ما شاؤوا من الخليلات والعشيقات .. فلا يغْضَبْنَ .. ولا يُنْكِرْنَ .. فإذا فكَّروا بتعدّد الزوجات .. وفق تعاليم السنَّة والكتاب .. غَضِبْنَ .. وأظهَرْنَ أكبرَ قَدْرٍ من الشَّراسَةِ .. واستعمَلْنَ أنواعَ إنكارِ المنكَرِ الثَّلاثَةِ!
* قَطعُ الرَّحِم .. يَقطعُ الأرزَاقَ، والأعناق.
* اثنان يَلعبُونَ لعبةَ الموتِ والانتحار: الغادِرُ، وقاطِعُ الرَّحِم.
* لا ينبغي لِغَادِرٍ أن يَفرَحَ بِظَفْرٍ؛ لأنه مَظفورٌ به لا محالَة.
* إذا نزَلَ بك بلاءٌ، فَتِّشْ عن أسبابِه في نَفْسِك.
* قَتْلَى اللسان، أكثرُ مِن قَتْلَى السِّنان.
* عندما تُغلَق نوافِذُ الحلال، تُفتَحُ نوافِذُ الحرام.
* تَعسيرُ الحلالِ، وتيسيرُ الحرامِ .. والترويجُ له .. يولّدُ الإنفجارَ، والشُّذوذَ.
* عندما يُسَاء إلى قيمِ الأسْرَةِ، يكونُ الشَّارِعُ حينئذٍ هو البديل.
* كَم مِن عَمَلٍ ظاهره إنسانيّ، وباطِنه حيواني.
* تَسأل عن الجنَّةِ، وعن السبيل إليها، وهي عند قدَمِ أُمّك.
* ليس بين العبدِ وربه نَسَبٌ ولا رحم؛ وإنما هي الأعمال والطَّاعات، فمن عمل خيراً، فليحمد الله، ومن عمل شرَّاً، فلا يَلومَنَّ إلا نفسه.
* الربا نهايته إلى قِلٍّ مهما كَثُرَ.
* مِن آثارِ فعلِك للمنكر، أن يصدَّكَ عن إنكارِ المنكر.
* أمواتُ الأحياءِ؛ هم الذين يرون المنكرَ معروفاً، والمعروفَ منكراً، والقبيحَ حسَناً، والحسنَ قبيحاً.
* يَشْكونَ من الكآبةِ .. وقد تَشعَّبوا في تشخيصِ أسبابها .. وفاتهم أن سبَبَها التفريطُ بما لله من حَقٍّ عليهم.
* التَّقلِيدُ عبُوديّة.
* المقلِّدُ كالأعمَى؛ كَلٌّ على مَولاه، حيثما وجَّهَهُ تَوجَّه.
* مِنْ عَلامَاتِ عَودَةِ النَّاسِ إلى إسْلامِهِم، عَودَةُ المرأةِ إلى بيتِها.
* لا تستبدِلْ عِزَّ التَّقوى بذلِّ المعصية.
* الرجلُ بحق؛ من اشتدّ عطشه لما يهوى، ثم قَدِرَ عليه، فأبى أن يمسَّه إلا بحقِّه.
* الصبرُ عندَ نفَادِ الصَّبر .. مقامُ أُولي العزمِ من الرجال.
* للظفْرِ بما تهوى، بحقه، فرحتان: فرحة انتصار الصبر، والفوز بالأجر .. وفرحة الظفر بما تهوى بالحلال.
* الذي يَغلُبُ عليه حبُّ التشفِّي والانتقام .. قد يروي ظمأ أحقادِه .. لكن بعد ذلك يخسر كل شيء.
* لا يجتمعان: إصغاءٌ لِنداءِ التَّشَفِّي والانتقام .. وإصغاءٌ لِنداءِ النَّقْلِ، والعَقْلِ.
* لكي تعطيكَ نفسُكَ ما تُريد .. اعطها ما تُريد.
* تأمَّلت كثيراً من الأدواء .. فرأيت دواءها في الحِمْيَةِ.
* لكي تقوى على الحِمْيَةِ، لا تُفَكِّرْ بالطَّعامِ، ولا تَسمعْ لمن يتحدت عن الطعام وأنواعِه.
* الدعوة بالعمل، أبلغ من الدعوة بالقول .. والأكمل من هذا وذاك أن تجمع بينهما.
* تركوا الجهادَ .. ثم نشَدوا العِزَّة!
* ركنوا إلى الطغاة الظالمين .. ثم تباكوا على المقدسَات!
* ضيّعوا الأصولَ .. وحرصوا على الفروع!
* الدعاء إما يُجَاب عاجلاً، أو آجلاً، أو يُدَّخرُ إلى يوم القيامة .. ولو اطَّلع العبدُ على ما ادُّخر له على أدعيته التي لم يُعطَ عليها في الدنيا، لتمنى أنه لو لم يُجَب له دعاء في الدنيا قط.
* على قَدْرِ ما تُعطي العلمَ من نفسِك .. على قدر ما يُعطيك العلمُ من نفسه.
* ليس التَّاركُ للذنب الذي لا يَقدِرُ عليه .. إنما التَّاركُ للذنب الذي يقدر عليه .. حتى لا يكون بينه وبينه إلا ذراع .. ثم يتركه طاعة لله.
* عندما تفقدُ الحكومات العدلَ .. تأخذُه الشعوبُ بيدِها.
* إذا علِمتَ أن العمرَ محدودٌ .. فاشتغل بكل فنٍّ من فنون العلم بحسب حاجتك إليه .. ثم بحسب حاجة الأقربين إليك .. ثم بحسب حاجة الناس .. ولا تتوغّل في علمٍ لا ينتفع منه أحد .. أو يقل نفعه قياساً إلى غيره .. فيضيع عمرك فيما لا طائل منه.
* هناك من ينفق مالَه على عمره .. وهناك من ينفق عمره على ماله .. وهم الأكثر.
* النِّعمَةُ لا تُعرَفُ قيمَتها، كما تُعرَف عند فقدانها.
* تأمَّلتُ علومَ الشَّريعة، فوجدتُ أعزَّها وأشرَفَها العقيدَةَ، ثم الفقه.
* فاقِدُ العقيدةِ، فاقِدٌ للمَناعَةِ.
* مَن بَنى علمَهُ من غير اعتقادٍ قويٍّ وصحيح .. كمَن يتطاول في البنيانِ من غير أسَاسٍ يقومُ عليه.
* ليَكُن شُغلُك بالفضائل، لا بالفَضَلات.
* تأمَّلتُ أنواعَ المجاهَداتِ وعايشتُها، فوجدتُ أصعبَها مجاهدَةَ الهوى.
* أعرفُ رجالاً كانُوا في بلاءِ الشِّدَّةِ رِجَالاً، فلما داهَمَهم بلاءُ الخيرِ، والرَّخاءِ .. صارُوا صِغَاراً.
* بَلاءُ الشِّدَّةِ يوحِّدُ الصفوفَ والكلِمَةَ، أكثر من بلاءِ الخيرِ والرَّخاء.
* لِيَكُن بين الإخوانِ والأصحابِ ـ بين الفينَةِ والأخرى ـ اجتماعٌ على طعَامٍ .. فإنَّه أبقى للودِّ، والمحبَّةِ.
* البُعدُ يُورِثُ الجفَاءَ، والقُربُ يُورِثُ الإلفةَ والمحبَّة.
* تهادوا تحابوا .. وافشُوا السَّلامَ تحابوا.
* مهارات، وقِيَم حضاريّة، ينبغي أن تُدرَّس في المدارس: احترام الوقت .. التفكير العميق والإيجابي .. النِّظام والتنظِيم .. العَمَل الجمَاعي .. تعزيز علو الهِمَّة .. قيمة تحديد الأهداف.
* مَن راقَبَ العَواقِب، أمِنَ النَّوائِب.
* مَن قدَّم الآجل على العاجِل سَلِم، ومَن قدَّم العاجِلَ على الآجِل نَدِم.
* الشَّجاعة لا تُعرَف بارتفاع الأصواتِ، وانتفاخِ الأوداج .. وإنما تُعرَف بثباتِ القلبِ، وهدوء النَّفْسِ، عند هجوم الخطَر.
* بَرَكَةُ الأعمَالِ في الإخلاصِ، وعلى قَدْرِ الإخلاص .. فإذا نُزِعَ الإخلاصُ منها، نُزِعَت البركة.
* علماءُ الدُّنيا يتباغَضُون ويتَحاسَدون، وعلماءُ الآخرة يتحابون ويتوادّون.
* علماءُ الدنيا يحرصون على الرياسة في الدنيا، وعلماءُ الآخرة يحرصون على الفوز في الآخرة.
* لو ألقمْتَ كلَّ نابحٍ حجراً، لاشتدَّ الطَّلبُ على الأحجارِ، وغلا ثمنُها.
* كنْ للناسِ، كما تُحِب أن يكونوا لك.
* على قَدْرِ علو الهِمَّة .. وقدرِ ارتقاء النّفْس وسموها .. على قدْرِ ما تتمايز الأعمالُ وتتفاضَل، كمَّاً ونوعاً.
* الصغيرُ؛ هو الذي يَرضى، ويقنَع بصغائرِ الأعمال .. والكبيرُ هو الذي لا يَرضى، ولا يقنَع، ولا تهدأ له نفسه إلا بكبائرِ الأعمال.
* ليس المهم أن تُذْكَر، وإنما المهم بمَ تُذكَر.
* طَلبُوا الشِّهرَةَ، ولو على الخازوق!
* ما مِن شيءٍ في الوجود إلا لحكمة بالِغةٍ .. علمَها من علمها، وجهلها من جهلها .. فإن عرفتها ـ أو عرفت بعضاً منها ـ فاحمد الله تعالى .. وإن جهلتها .. فافزَع إلى الرّضى والتسليم .. واعلم أن الله تعالى لا يصدر عنه إلا حَقَّاً.
* المؤمِنُ يَتَقلَّبُ بين العِلْمِ، والتَّسْليم .. والكافِرُ يتَقلّب بين الشَّكِّ، والإعْراضِ، والاعتراض.
* مَن كان في صحراء .. وقد تاهت به الدروب والمسالِك .. وكان معه قليل من الماء والطَّعام .. فإن تناولَ الماءَ والطعام في وجبة واحدة .. هلَك .. وابتلعته رمال الصحراء .. وإن تناوله في دفعات متفرقة .. وبتقطيرٍ يضمن معه النجاة والاهتداء، وإن طال به الزمن .. نجا وسَلِم .. كذلك المقاتِل الذي معه مائة من المقاتلين أو أكثر بقليل .. وكان في مقابله آلاف الجنود من جيوش وصفوف أعدائه .. فإن زجَّ بهم في معركة واحدة .. هلَك، وأهلَك من معه من المقاتلين .. وإن فرّقهم في مجموعات .. واستعمل أسلوب المباغتة .. والكر والفر .. ثم كان حريصاً عليهم .. لا يقذفهم في معارك جانبية؛ قليلة الفائدة .. غير مأمونة الجانب والعواقب .. نجا، ونجا من معه من المقاتلين .. وحقّقَ النكاية المطلوبة في صفوف أعدائه.
* أمرُ الجِهادِ جَلَلٌ، لا يُتْقِنُه إلا الرجلُ المكِّيث.
* ناسٌ تموتُ جوعاً .. وناسٌ تشتري لوحةَ رسمٍ بعشرات الملايين من الدولارات .. صدَقَ اللهُ العظيم:) وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ (.
* انفرَد أربابُ الدنيا بالدنيا .. وانفرد أرباب الدين بالزهد والتديّن .. ولو أخذ كل واحدٍ منهما شطرَ ـ أو بعض ـ ما عند الآخر .. لاعتدَلَت الأمورُ واستقامت.
* الأكثرُ نفعاً للأرضِ، وأهلِها .. هو الأولى بالخلافةِ، والاستخلاف.
* عندما يتأخّرُ الصّالحون عن القيادَةِ .. ومهامها .. يتقدَّم الطَّالحون.
* ليس من الزهدِ بالإمارة .. ترك الإمارة، عندما يَستشرفُ لها المفسدون.
* الكتابُ النَّافِعُ ولَدٌ مُخَلَّد .. قد ينفع صاحِبَه أكثر مما ينفعه ولده الذي من صلبه.
* الكتابُ؛ هو اللسان النَّاطِقُ عن صاحبه بعد موتِه، إن كان خيراً فخير، وإن كان شرَّاً فشرٍّ.
* أعتذرُ وأتراجع .. وأستغفر وأتوب .. وأبرأ .. من كل كلمة خطتها يدي لا تُرضي الله تعالى.
* ابكِ على نفسكَ اليوم، خير من أن تبكي غداً، ) يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (.
* اعلم يا هذا .. أنَّك أجيرٌ عند نفسك؛ مُستأمَنٌ عليها، ومُستَخلَفٌ، ومن ثَمَّ مسؤول.. ولها حقٌّ عليك .. ومن حقها أن تُحسِن رعايتها وسياسَتها؛ فلا توردها موارد الهلكة، والغلو، والتنطّع .. ولا تؤذيها بعادَةٍ خاطئةٍ، أو طعامٍ، أو شراب!
* مِن الشَّبابِ من يترك النِّكاحَ من أجلِ الجهاد .. وفات هؤلاء أنه قد يأتي من أصلابهم من هو أكثر منهم جهاداً.
* نُقِلَ عن الإمام أحمد، أنه قال له المروزي: ما تقول في النِّكاح؟ فقال: سنة النبي r. فقال المروزي: فقد قال إبراهيم بن الأدهم ... فصاحَ به أحمد، وقال: جِئتَنا ببنياتِ الطريق؟!
* لا تشكو اللهَ إلى خَلْقِه؛ فتحدِّث الناسَ عمَّا نزَلَ بك من بلاءٍ، وأدواء.
* كيف يليق بك أن تشكو الغنيَّ إلى الفقير .. والكريمَ إلى البخيل .. والقويَّ إلى الضعيف .. والعالِمَ إلى الجاهل .. ومَن بيده الأمر كلّه .. إلى من لا حولَ له ولا قوة؟!
* إن كانت لك حاجة .. بصوتٍ خَفِي .. بعيداً عن أنظارِ، ومسامِع الناس .. قل: يا الله .. فالله يَسمَعُ، ويَرى.
كان ابن سيرين يضحكُ بين النَّاس قهقهةً، فإذا خلا بالليلِ، فكأنَّه قتلَ أهلَ القرية!
* عندما كان الطغاةُ الظالمون ينفردون بي في زنازينهم .. تحت الأرض .. بعيداً عن أعين النَّاس .. ما كنت أفرحُ وآنَسُ بآية، كفَرحي وأُنسِي بقوله تعالى:) وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ (. وقوله تعالى لموسى وهارون عليهما السَّلام:) لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (.
* عندما ينزلُ بلاءٌ بشخصٍ من الأشخاص .. هو بلاء لِمَن حوله .. ومَن يسمع به .. ماذا سيفعل .. وماذا سيكون موقفه حياله .. وقد تكون الحكمةُ من بلاء الأول، بلاءَ مَن حولَه.
* النَّاسُ شركاء في السَّراء، والضرَّاء، وإلا كيف تُفسرُ قولَه r:" للمؤمن على المؤمن سِتُّ خِصالٍ: يعودُهُ إذا مرضَ، ويشْهدُه إذا ماتَ، ويُجيبُه إذا دعاه، ويُسلِّمُ عليه إذا لقيَه، ويُشَمِّتُه إذا عطَسَ، وينصح له إذا غابَ أو شَهِدَ ". وقوله r:" ما آمنَ بي من باتَ شبعان وجاره جائعٌ إلى جنبه، وهو يعلمُ به ".
* مَن استَكْثَرَ من العِلْم من غيرِ عَمَل، فقد استَكثَر من حجَّةِ الله عليه.
* أجرَأُ الكَذَبَةِ على رسولِ الله r، أجرأهم على تصحيحِ، وتضعيفِ أحاديثِه من غيرِ عِلْم .. فيجعل كلامَ الوحي بمصافِّ كلامِ الناس، وكلام الناسِ بمصاف كلام الوحي!
* كلُّ محجوبٍ مرغوب .. وكل ممنوع مطلوب .. فالنفسُ تصبرُ على الأمْرِ، أكثر مما تصبر على الحَظْرِ .. وإلا كيف تفسِّر عزوفَ النَّفسِ عن الطيبات .. وإقبالها على الخبائث، والمحرمات؟!
ولو قِيل للناس ـ إلا من رحم الله ـ: قد حُرِّمَ عليكم أكلُ الخراء، لأكلوه!
* مَن أعرضَ عن الحقِّ، وانشغل بالخلْقِ، فعمّرَ ما بينه وبين المخلوق، بخراب ما بينه وبين الخالق .. إلا عادَ حامده من الناسِ ذامَّاً.
* مَن تذَوَّق الشِّرْبَ الأول، أدرك كَدَرَ ما سواه من المشارِب.
* إن أشكَلَ عليكَ أمرٌ، فانظر ما كان عليه الشِّرب الأول، فالتزمه .. ولا تلتفت عنه إلى ما سواه.
* من النَّاسِ من يشكو دَهراً فقدانَ نعمةٍ من النِّعَم، فإذا سِيقَت لهم ـ بإذن الله ـ صاغِرَةً، تشبَّعُوا .. وتمنَّعُوا .. وتَكبَّروا .. وكفرُوا النِّعْمَة!
* لا تبكِ على مُصَابٍ .. فلو اطَّلعت على الغيبِ لعلمتَ أن من العَدْلِ والحِكمَة أن يُصَاب.
* إذا أردت أن تعرف كيف يُحيي الله الموتى .. ارمِ ببذرة يابسة ميتة في تربة .. ثم القِ عليها قليلاً من الماء .. ثم انظر كيف ـ بإذن الله ـ تشق الأرض شَقَّاً .. لتنبعث منها أوراق خضر .. وأزهار فوَّاحة جميلة، ومِعطاءة .. مختلفة ألوانها.
كثيرٌ من هذه الأشجار التي من حولِك .. المختلفة في ألوانها وعطائها .. والضاربة الجذور في الأرض .. والممتدة في السماء فروعها .. أصولها بذرة ميتة لا يُؤبه لها .. فأحياها الله تعالى .. كذلك يُحي اللهُ الموتَى.
* الحصادُ على قَدْرِ الزَّرْع .. وبحسب نوعِ الزَّرع.
* كونك مسلم؛ يعني بالضرورة أنّك معني بتطبيق قانون الله تعالى وشرعه، في الأرض.
* من علامات رِضاك بخيرةِ اللهِ لك .. أن لا تَسْتَشْوِفَ شيئاً .. تشعر أن الله تعالى يدفعه عنك.
* الاستخارة لا تكون فيما يُعْلَم حِلّهُ من حُرمَتِه .. وإنما فيما لا يُعلَمُ ضررهُ من نفعه .. ولا شرُّهُ من خيرِه.
* إذا أردتَ أن تَعرفَ عالِماً أين هو من الله .. فانظر أين هو من الطواغيت الذين يُعبدون من دون الله، وأين هم منه.
* إذا أردتَ أن تعرفَ امرءاً أين هو من الحقِّ، فانظرْ أين هو من أعداءِ الله ورسولِه، والمؤمنين، وأين هم منه.
* إن خيرت بين عملين: أحدهما فيه نفعٌ لك، والآخر فيه نفع لغيرك، وضرر لك .. قَدِّم العمَلَ الذي فيه نفع لك.
* مَثَلُ الذي ينفعُ الآخرين، ويضرُّ نفسه، كالشَّمعة تُضيء للآخرين، وتحرِقُ نفْسَها!
* على قَدْرِ سخَطِ المشركين والمنافقين عليك، على قَدْرِ ما يكون ذلك مؤشّراً على سلامَة اعتقادِك، ومنهجِك.
* العِزلَةُ محمودَةٌ ومَطلُوبَةٌ ما قُصِرَت على الشَّرِّ، دون الخير .. والخلطةُ محمودةٌ ومَطلوبة ما قُصِرَت على الخيرِ، دون الشَّرِّ.
* نظافَةُ الثوبِ والبَدَن، نشَاطٌ للنّفس، والعقل.