بركات السماء بنصرة أهل غزة

بركات السماء بنصرة أهل غزة

خليل الصمادي

[email protected]

عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين/ الرياض

قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (الأعراف)

فها هي بركات الله نزلت من السماء لتعانق أرض العرب والمسلمين في اليوم الذي بدأ فيه نصرة المظلوم وفي اليوم الذي ردت فيه المظالم لأهلها ، فمن سنن صلاة الاستقاء أن ترد المظالم لأهلها قبل الشروع فيها ، وقد يظن بعض الناس أن الحقوق تقصر على ردِّ الأمانات المادية والمبالغ المالية وما شابهها، بيد أنَّ أهمها نصرة المظلوم ومساندة الضعيف .

إنها السنن الكونية التي لا يختلف عليها اثنان، فها هي تباشير النصر هلت علينا، لقد بدأت الأمطار تنهمر في الخليج العربي والأردن وسوريا ومصر والسودان وفي كل بقاع العالم الإسلامي وبدأت الثلوج تتساقط في سورية والأردن ولبنان في منظر لم يشهد لها نظير منذ عشرات السنين ، وبالرغم من إقامة صلاة الاستسقاء في عدد من الدول العربية قبل أكثر من شهر ولكن لا مطر ولا ثلج بل جفاف وحبس وغلاء ، وحتى لو تنبأت الأرصاد الجوية بسقوط المطر .

لاشك أن من أهم أسباب نزول الغيث الاستغفار والدعاء ورد المظالم لأهلها ، وما شاهدناه اليوم  وأمس وأول أمس من تفاعل كبير ونصرة للمحاصرين في غزة ما هو إلا جزء من رد الحقوق المعنوية  لأهلها ، وأجمل بها من نصرة ـ بالرغم من أنها لا تكفي ـ إلا أنها أرضت الكثيرين وأفرحت الثكالى والجياع والمرضى بعد أن بلغت قلوبهم الحناجر ، فها هي الجماهير الحاشدة انطلقت في كل مكان من العالم الإسلامي من الخرطوم وصنعاء وعمان والمنامة وطنجة ودمشق وكوالالمبور وطهران وجاكرتا والقاهرة  وغيرها من بلاد العرب والإسلام وكذا من الحناجر الصادقة في العالم أجمع  منددة بالعدوان والحصار، تهتف ليل نهار : لا للظلم ، لا للحصار، لا للتجويع والموت البطيء، وهاهي المحطات الفضائية قد نصرت الشعب المقهور فاستجاب الكثير منها لنداء العقل والنخوة والضمير  فالجزيرة صار لها شقيقات حذون حذوها ، كقناة الأقصى والمنار والحوار والعالم واقرأ والرسالة والمجد وغيرها وغيرها فتم مناصرة أهل غزة بالصورة والكلمة والنداء  فربما أتت هذه الأصوات أكلها وتم نصر المظلومين  ، وها هي أصوات المصلين في دعاء القنوت تصدح في الليل  في أكثر البلدان الإسلامية ولا سيما في المملكة العربية السعودية حاضرة الحرمين الشريفين بصوت واحد " آمين "  استجابة لنداء مفتي المملكة أطال الله عمره ونصره ، كي يزيل الله الهم والغم عن أهلنا في غزة ، وها هي مواقع الأنترنت العديدة والإيملات الرائعة قد حملت الأخبار والمقالات الجميلة  تدعو لنصرة أهلنا المستضعفين ،وهاهي الجوالات التي تسابق الخيرون في إرسال ما يثلج الصدر من دعاء ودعم ومساندة وصيام الإثنين والخميس نصرة لأهل غزة.

الخير فيَّ وفي أمتي ليوم القيامة" وهذا الخير بدأ يهل مع أمطار الرحمة وأول الغيث قطر ، ومن لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم " ولست أرى ردا للحقوق، أفضل من الحقوق المعنوية ومن نصرة الضعفاء وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنما تنصرون بضعفائكم " فهاهو الخير العميم رأينا بوادره بسبب نصرة الكلام والدعاء فكيف لو كان النصر بغيره  ؟