بكارتنا والسؤال المر
أحمد توفيق
[email protected]
يحتفل من يحتفل هذه الأيام بعيد الاستقلال كما يروق لهم أن يسموه, في هذا اليوم
يجلد مكاننا ويزداد تاريخنا وحشة وان عرف كل منا ملامحه في ظل زيتونة أو عند بئر
مهجور أو على طلل خابية.
اخجل من فضيحة الأزرق والأبيض وأرجئ اصطحاب ابن أختي الصغير بجولتنا المعتادة آخر
الأسبوع تفاديا للسؤال المر حيث الأعلام على أعمدة الإنارة بشكل ملحوظ والألعاب
النارية ستنعق في سمائنا الطاهرة في المساء , لساني لا يكف عن الحوللة عندما أتذكر
تلك المقولة التي قلتها ساعة غضب في مثل هذا الموقف السنة الماضية أثناء حديث مع
صديق بان" بكارة كرامتنا فضت للمرة الواحدة والستين" فهل من غيور على طهارتها
وعفتها التي شوهت, من يضمن لي عدم تكرار الاغتصاب العام القادم ,لا نامت أعين
الديوثين.
اليوم ووا أسفاه,وا قهراه ووا ألماه, نعم فضت بكارة كرامتنا للمرة الثانية والستين
ولكتاب "جينس" الحضور التام لست سوداويا ولا جارحا لمشاعر الغير سأسحب كل كلامي هذا
اذما أقنعني جهبذ بان حال القدس غير التي هي عليها.
ما
الفرق بين استقلالنا واستقلالهم ؟
لماذا نجحوا في الإعلان عن استقلالهم للمرة الثانية والستين؟ لماذا سقطنا فاشلين
على فشل اقترفتاه بعدد نكباتنا؟
هنالك صمود, هنالك رباط, ثمة ضوء في آخر النفق لا محالة, ولكن, هل لزام علينا أن
نحزن كثيرا كي نستحق الوصول إلى كبريائنا ؟ هل قايضنا صمتا مهادنا بمغامرة غير
محسوبة؟ هل نحن مطالبون أن نثبت للعالم بانا دعاة سلام كي نكون جديرين بإقناعه بان
هنالك ثمة امة على هذا الكوكب تستحق الحياة ؟ لا اعتقد هذا كله.
لا
رهان في خذلان المرحلة إلا على الوجود ولا عزاء إلا الذاكرة ولا أمل إلا بالمساجد,
تسترني شرعيتي ويفضحهم اغترابهم ووهمهم آلات لا محالة.