ستاً وخمسون عيداً بلا عيد
ستاً وخمسون عيداً بلا عيد
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
(ستاً وخمسون عيداً والملايين أمثالي
من أبناء شعبي السوري من المنفيين قسراً بلا عيد ، ومثلنا عشرات الآلاف من
المُغيبين الأحرار في عُمق الأرض وأقبية المعتقلات الإستخباراتية العسكرية الأسوأ
سمعة في العالم منذ عقود بلا عيد ، وأهلنا وأهل هؤلاء وأهل عشرات الآلاف من الشهداء
الذين قضوا على يد هذه الزمرة الحاكمة في سورية تحت التعذيب أو رمياً بالرصاص بلا
عيد ، فالعيد يأتي لبلادنا ويذهب ومُعظم شعبنا السوري في قلبه الغصّة التي تكاد
تفلق قلبه لفقد حبيب أو عزيز ، ليس بسبب القدرالذي نؤمن به ، بل بماصنعته يد
الإجرام فينا وفي أهالينا ،الذين بمُعظمهم قد ركبتهم العلل من وراء تلك المآسي
والأحزان، والكثير منهم من قضى نحبه وفي قلبه لوعة الفراق وألم القهر والطغيان، ولا
شك فإن أكثر المناسبات إيلاماً تلك التي تأتي بمناسبة الأعياد التي يجتمع فيها
الناس بذويهم وأحبائهم ،والتي لايعرف أهلنا لمثل هذه المناسبات طعماً ولا لوناً ولا
شكلاً لبعد أو فقدهم لفلذات أكبادهم من أصولهم وفروعهم الموزعين مابين المنافي ،
وقاع الأرض الذي لايروا النور فيه البتّة أو لم يُعرف عنهم شيء، فأي عيد يمر على
شعب هذا حاله وأيّ فرحة يُسمح لها بالدخول الى البيوتات مع وجود هكذا نظام قطع
عليهم كُلّ مسرة وكُل أمل ومبرر للوجود ، ولازال يُمعن فيهم إذلالاٍ واستكباراً
وإجراماً ، وقتلاً لكل حُلم وردي فيهم ، فهو نظام عصابتي لايعرف الرحمة ولا يعرف
مامعنى الإنسانية ، ولا يُدين بدين ولا يؤمن بأي مُقدّس ، لأن عقيدته هي شريعة
الغاب ودينه التسلط والطغيان )
بالأمس أهدى هذا النظام عيديتة لشعبنا السوري على طريقته البربرية الهمجية ، إذ
اعتقل الدكتورة فداء أكرم الحوراني رئيسة المجلس
الوطني لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي ، من قبل الاستخبارات
العسكرية العامّة في حماة ، ثمّ تم نقلها الى دمشق حيث المركز الرئيسي لهذا الجهاز
الذي يُديره الجنرال الشهير في سجل الإرهاب آصف شوكت ، ولازالت المعلومات عن نجلة
مؤسس الحزب الاشتراكي غامضة ، وكُلّ مايخشاه المُتابعون للشأن السوري أن يلحقها من
الأذى مالحق الشهيد معشوق الخزنوي الذي تمّ اختطافه، بنفس الطريقة ، ثُم أُعلن عن
موته وآثار التعذيب بادية على أنحاء جسمه، وكذلك كانت هدية النظام اعتقال العشرات
من أعضاء المجلس الوطني لإعلان دمشق " كما ورد في
المرصد السوري "على خلفية حضورهم اجتماع المجلس الذي أنعقد يوم 1/12/2007،والتي
طالت العشرات بقصد الإساءة لهم وترهيبهم لشلّ حركتهم، وبقي منهم العديد من الأفراد
واليوم عاود هذا النظام بقية نشاطه الإجرامي باعتقاله المناضل الشهير علي العبدالله
وبالأمس كذلك منح النظام البوليسي إخواننا الأكراد هدية تذكارية كي لاينسوه على
العيد ، فقام على قمع تظاهرتهم التي انضمّ لها الكثير من أبناء شعبنا ، احتجاجاً
على وجود محاكم التفتيش بما تُعرف بأمن الدولة صاحبة السجل الأسود والأكثر دموية
وقتلاً في التاريخ الإنساني ، والتي حصدت أرواح عشرات الآلاف من أبناء شعبنا السوري
، ورمت بأضعافهم في غياهب المُعتقلات التي بناها طُغاة الشام تحت الأرض ، في ظل
حالة الطوارئ المفروضه على شعبنا السوري منذ نصف قرن ، وقانون العار وتقنين الجريمة
49 لعام 1981 الساري المفعول الى يومنا هذا ، والذي يقضي بالإعدام على كل مُنتسب
لفكر الإخوان المسلمين أو جماعة أو رأي، والذي تطّور ليحكم على الضمائر وما تُخفيه
الصدور ، ليرتفع أعداد الهاربين والمنفيين قسراً من جور هذا النظام وهكذا قوانين ،
إلى مايُقارب الثلاثة ملايين ، هذا ماعدا أربعة عشر مليونا من المُهاجرين الذين
لايُولون بوجوههم نحو الشام قرفاً من هذا النظام، مما أثارت هذه التظاهرة سلطة
الإحتلال المحلية المتسلطة على رقاب شعبنا المُصابر فقمعت جميع من شارك فيها صباح
يوم أمس الأحد 16 /12/2007 وجميع من أتى للاحتجاج السلمي أمام محكمة أمن الدولة
العليا بدمشق ، وقامت قوات حفظ النظام في دمشق بالهجوم على المُحتجين بغية تكميم
الأفواه ، وانهالت عليهم بالضرب بالهروات قبل أن تعتقل العشرات منهم وتضعهم في
سيارات عسكرية وتنقل بعضهم إلى خارج العاصمة السورية وتعتقل الكثير منهم ، كإكرامية
على العيد
من جهتها وإثر هذه الأحداث أصدرت أحزاب كردية مُعارضة بياناً
تلقى المرصد السوري نسخة منه وبمناسبة ذكرى 59 لإعلان حقوق الإنسان قالت فيه : "أنّ
البشرية جمعاء تتطلع إلى تحقيق العدل والمساواة والسلام وإزالة الظلم والاستغلال
والاضطهاد ، ومكافحة الجهل و الفقر وتحقيق التنمية وتكريس سلطة القانون واحترام
حقوق الإنسان ، بحيث يتمتع كل فرد بعيش آمن وسعيد وموفور الكرامة ، لكن واقع الحال
أن بلادنا سوريا رغم توقيعها على العهود والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان
فأن مظاهر القمع وكبت الحريات والاعتداء الصارخ على أبسط حقوق الإنسان وزرع الفساد
وغياب القانون وزج دعاة المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء
السياسيين في المعتقلات هي السائدة من قبل النظام في تعامله مع جميع مكونات المجتمع
السوري ، فلقد تمادى النظام في سياساته الهوجاء ،وانعزل عن قطاعات الشعب التي خسرت
كل شيء ، وتعاني من الآثار المدمرة للفساد الذي تجاوز كل الحدود ،كما تعاني من
الغلاء الفاحش بالإضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة و الفقر ، وقد انعكست السياسة
الداخلية هذه على السياسة الخارجية مما زاد من عزلة النظام داخليا ً وخارجيا ً"
وحول المعاناة المستمرة للكرد السوريين قالت "أن المشاريع الاستثنائية العنصرية
وسياسة التمييز والقمع وسلب الحقوق ما زال معمولاً بها من قبل النظام المستبد ،
الذي هو لازال مصر على تجاهل الحقوق القومية لشعبنا الكردي ومصر على استمرار أجواء
التوتر وعدم الاستقرار وتهديد السلم الأهلي " ، وإثر الاتصالات المباشرة مع إعلان
دمشق وخارجها ، فقد أصدروا البيانات المُنددة والمُستنكرة لأعمال النظام ، وطالبوه
بالكف عن مثل هذه الممارسات اللاإنسانية
ومن جهتها دعت جبهة الخلاص
الوطني المجتمع الدولي إلى عزل قادة النظام السوري
وتجميد أرصدتهم في الخارج دعماً لجهود الشعب السوري من أجل تحقيق
التغيير الديمقراطي، وذلك في سياق تعليقها على حملة الاعتقالات الجديدة التي طالت
أعضاء إعلان دمشق في البلاد.كما وأدانوا ما تعرّض له
لأكراد يوم الأحد الحزين إثر اتصالي بأحد قيادات جبهة الخلاص ، وكذلك
أدانت جميع الأحزاب ومنها التجمع القومي الموحد هذه الأعمال التعسفية التي لاتدل
إلا على مدى ماوصل إليه هذا النظام من الخوف الذي أدّى الى الهستيرية في التصرف ،
وانكشافه وتعريته أمام العالم أجمع
وأخيراً أقول : هذا هو نظام
بشار وهذه هي حقيقته ، وهكذا هي الأعياد في سورية في ظل الطغمة الحاكمة ، يحرم فيها
الفرحة ، ويحرم فيها أي شعور بالسعادة ، وهوا التزامٌ وعهد اتخذه هذا النظام
الإرهابي على نفسه بأن لايمرّ أي يوم سعيد ، على أي بيت سوري ، إلا وينكبه بالمصائب
والإحن ، وهو قسمٌ التزم به من يوم تسلطة واغتصابه للسلطة منذ عقود وهو يُطبقه على
أرض الواقع ، وكذلك نحن أقسمنا اليمين ، بألا نرضى الذّل والهوان علينا وعلى شعبنا
،وإننا سائرون في طريق التحرير ، وثورتنا السلمية العارمة قد انطلقت ، ولن تهدأ إلا
بإسقاط نظام الإرهاب والاستبداد في بلادنا بإذن الله
لمحة بسيطة عن الدكتورة فداء الحوراني
(الدكتورة فداء أكرم الحوراني تولد دمشق 1956 ربة لأســرة و أم للشاب " محمد عليان
" . نالت بكالوريوس الطب البشري من جامعات بغداد و حصلت على اختصاص نسائية و توليد
عام 1982 ثم أســست مشفى الحوراني بحماه و تقوم بإدارته . وهي تعاني من وضع صحي حرج
نتيجة إصابتها السابقة بأورام في منطقة البطن و الحوض الأمر الذي أدخلها في غيبوبة
لأسبوعين عام 1996 و ما زالت حتى تاريخه تعالج من آثار الإصابة بشكل تراكمي. انتخبت
سابقاً في عضوية الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي. كما انتخبت في الاجتماع
الذي دعت إليه الأمانة العامة لإعلان دمشق يوم 1/12/2007 رئيسة للمجلس الوطني
لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي. ولها العديد من الكتابات و المقالات في
الشأن العام بأبعاده السياسية و الاجتماعية و الثقافية وقد أصدرت مؤخراً دراسة
مقارنة تتعلق بالنظم الدستورية في سوريا منذ بداية الخمسينات و لغاية السبعينات.