حمار الشيخ
حمار الشيخ
أنج سعد فقد هلك سعيد
جميل السلحوت
[email protected]
وعندما ذهبتُ لاحدى مؤسساتنا لقضاء أمر ما ، تركت حماري عند المدخل، ودخلت البناية
مسرعاً لأنجز مهمتي ،وأعود لحراثة أرضي قبل أن يضيع اليوم ، مع أن الأمطار منحبسة
لحكمة يعلمها الله وحده ، فلعله يعاقبنا على سوء أعمالنا ، وان كنت أنا أستثني نفسي
ومن هم من شاكلتي من ارتكاب المعاصي، حيث أننا نمضي أعمارنا نحرث ونقلع ونرعى،
ونحلب دون أن نسيء أو نؤذي أحداً، ولو من باب الغيبة والنميمة ، لأنه لا وقت لدينا
،وهذه مؤهلات حسبتها لصالحي في انجاز معاملتي لاعتقادي ان مدير المؤسسة – اعلى الله
مراتبه – ما ان يراني وحماري حتى يخف لاستقبالي وتسهيل مهمتي، خصوصاً وأنني لا
أُشكل منافساً لسعادته في العمل .
وما
ان دخلت الباب الرئيس حتى ذُعرت من صوت أحدهم وهو يهدد ويتوعد رجلاً عجوزاً شقق
الزمن وجهه بعد أن تشققت يداه . وشاهدت ضرباً بقبضة اليد على الطاولة، فأوجست خيفة
بعد ان حزنت على شيخوختي من مصير كهذا . فلم اجرؤ على تقديم معاملتي وانا اردد بيني
وبين نفسي ( انج سعد فقد هلك سعيد ) فانتحيت جانباً بالعجوز الذي كان يتكىء بظهره
المحدوب على عصاه وهو يحوقل ويستعيذ بالله من شرور بني آدم، وسألته عن سبب هذا
الصياح ، فقال لي : لقد قدمت معاملة منذ شهور وراجعت عليها عشرات المرات، ولما
تذمرت من سوء الادارة هاج سعادة المدير وماج، وارغى وأزبد وهدد وتوعد وصاح وناح،
وها انا اخرج كما دخلت والحزن يملأ قلبي وعقلي من هذه المعاملة .
وخارج المبنى كان حماري يرفع كلتا أذنيه فيجحظ بعينيه المحمرتين، وينهق نهيقاً لم
يطغ عليه إلا صراخ المدير ، فامتطيت أبا صابر، وأطلقت له العنان لنهرب قبل أن
تلحقنا لعنة الادارة . وفي الطريق دارت في ذهني ادارة أبي صابر للحظيرة وكيف أنه
يرفق بالأغنام وبالطيور وبالحمير الزائرة، فاقتنعت أن لبعض الحيوانات ومنها الحمير
مزايا تفوق مزايا بعض بني البشر .
تعلموا من الحمير
وقد
وصل غضبي على أبي صابر مداه بعد أن قام بفعله يندى لها جبين البشر مع أنهم يفعلونها
، وفعلة أبي صابر هي من القضايا المخلة بالشرف حسب العرف الآدمي ، فقد قطع الحبل
وهرب ، فاستيقظت مذعوراً ولحقت به خوفاً من أن يدخل حقل أحد المزارعين، فيعيث فيه
فساداً، غير أنه غاب عن عيني ولم أعد أعرف الى اي الجهات اتجه .
فعدت الى البيت مغلوباً على أمري، وأنا أحسب ألف حساب للمصيبة التي ستحل بي من احدى
حماقات أبي صابر ، أو ما سيلحق به من أذى، ففي كلتا الحالتين أنا الخاسر الوحيد ،
فبت ليلتي مهموماً وأنا اُعزي النفس بالمثل الشعبي القائل ( نم على همّ ولا تستيقظ
على غم ) وفي الصباح الباكر وبعد أن صليت الفجر ، انتعلت حذائي، وخرجت باحثاً عن
أبي صابر ، وكلما مررت بواحد من مجاهدي الجهاد الأصغر الذين يعملون من طلوع الشمس
الى غروبها لتحصيل رزق عيالهم، كنت أسألهم اذا ما رأوا حماري ، وفي احدى الحارات
سمعت تداخل نهيق أكثر من حمار ، فاتجهت صوب النهيق عساني أجد أبا صابر .. وفعلاً
وجدته متلبساً بالجرم المشهود ،فقد اعتدى على ( شرف ) أتان، فانهال عليه حمار من
نفس الحظيرة رفساً وعضاً حتى سالت دماؤه ، في حين خرج المزارع صاحب الحظيرة بعصا
غليظة، وأشبع أبا صابر ضرباً على انحاء جسده فسالت دماؤه ، وعندما رأيت هذا المشهد
صحت بالرجل كي يتوقف عن عدوانه على أبي صابر !! وزعمت أنه لولا غواية الأتان لأبي
صابر لما وقع بالفاحشة ! وعلى الرجل أن يقتل أتانه بدلاً من أن يُعاقب حماري !!
فالتفت الي الرجل وهو يقول : تعلم من حماري الذي يهاجم حمارك دفاعاً عن انثاها، ولم
يهاجمها هي ، فطبيعة عالم الحيوان تتصارع فيه الذكور للفوز بالاناث، وليس كما يفعل
البشر يقتلون الاناث ويتركون الذكور ، فاستحيت من أتان الرجل، وركبت حماري/ وعدت
الى بيتي وأنا أُفكر بقتلة النساء ( دفاعاً عن الشرف ) كيف يطبقون على النساء شريعة
الغاب التي يكون فيها البقاء للأقوى، والأقوى هنا هو الرجل .
يشيب لهوله الولدان
قد
تصدقون أو لا فهذا شأنكم، لكن ما رأيته أمر يشيب لهوله الولدان ،وتقشعر له الأبدان
، وتضيع من مأساته انسانية الانسان . شاب في عمر الزهور عمره حوالي العشرين عاماً
عارياً تماماً مربوطاً بسلاسل حديدية في مغارة قرب سكن أهله يحاول الافلات دون جدوى
، فتراه يتحرك الى الأمام والى الخلف كحصان جموح يحاول الامساك بمن يدخل عليه، شعره
طويل ، جسمه نحيل ، ملوث بالبول والبراز الذي قد يختلط بما يُقدم له من فضلات
الطعام ، ربما لم يغتسل في حياته ، ، جار عليه الزمن ففقد عقله ، اذا رأيته لن تنام
ليلتك وان غفوت فإن منظره يلاحقك بكوابيس وأحلام ترهقك وتسرق النعاس من عينيك ، لا
يستطيع والداه العناية به لضيق ذات اليد ، ولا توجد عندنا والحمد لله الذي لا يُحمد
على مكروه سواه مؤسسات تُعنى بمثل هذه الحالات التي تبقى عاراً على مجتمعنا
ومؤسساتنا ، وهذه الحالة ليست نادرة فلدينا حالات أخرى مشابهة كثيرة سبق وان كتبت
الصحف عن بعضها، ولكن أحداً سواء كان هذا الأحد أفرادا أو مؤسسات أو وزارات لم يبحث
عن حل صحيح لهؤلاء الضحايا ، فهل ماتت الرحمة في قلوبنا أم اننا اصبحنا ساديين نحب
تعذيب الذات ؟!
ولا
أبالغ لو قلت لكم أنني أعامل حماري معاملة حسنة تفوق كثيراً معاملة ذوي الاحتياجات
الخاصة من هؤلاء البائسين ، وربما يكون السبب انني استفيد من حماري ، فهو يحملني
على ظهره واحرث عليه وانقل الزرع والثمار ، فهو عون لي في حياتي . أما هؤلاء فإنهم
يشكلون عبئاً كبيراً على اسرهم ومنظرهم وتصرفاتهم تصيب من يراهم بآلام وعقد نفسية،
فما بالكم بوالديهم واخوتهم الذين ابتلوا بهم ؟؟ فهل سيبقون هكذا أم سيكون بعض ذوي
الاحتياجات الخاصة من الحالات الخلقية والمرضية التي تعيق دورهم في الحياة وسيلة
للتسول كي يعيلوا أنفسهم ويعيلوا غيرهم .
تيتي ...تيتي
وبعد أن تعلمت وحماري القفز على الحواجز من خلال قفزنا عن ( المطبات ) العشوائية
التي ينصبها المواطنون على الشوارع – خصوصاً في القرى – والتي تزيد السيارات خللاً
على خلل ،ان لم تكسر أحد أجزائها ،فتصيبها بعطب يعطلها ويخرب بيت صاحبها ، وجدتُ
نفسي وحماري في مطب آخر يلحق الأذى بالجميع لما فيه من اهدار للمال العام ، فعندما
تقوم وزارة الأشغال العامة أو المجلس الاقتصادي الفلسطيني ( بكدار ) بتعبيد شارع ما
يفرح لذلك كثيرون ، وتجري احتفالات تُذبح فيها خراف، وتُغلى قدور، وتُلقى خطابات
بعد تقبيل اللحى فتنشرح الصدور ، وقبل أن تمر بضعة شهور فإذا بالدائرة تدور، ويتم
حفر أحد جانبي الشارع من قبل شركة الاتصالات التي تمد الخطوط الهاتفية لتزويد قرية
أو حارة ما بالهاتف ، فيخرب الشارع من جديد، لتعود شركة الاتصالات لترقيع الشارع
بطريقة الذي يحلق رأس الأقرع ، فتتم الموافقة على حسن العمل أثناء تقبيل اللحى في
الوليمة التي يتكفل بثمنها المقاول .
وما
أن تنتهي شركة الاتصالات من الحفر والتمديد والترقيع حتى تبدأ سلطة المياة بحفر
الجانب الآخر من الشارع، وبنفس الطريقة يتم الترقيع ليبقى وسط الشارع كسنامة الجمل
بعد أن مددنا خطوطاً وقطعنا خطاً هو الاساس . وهكذا فإننا على رأي مقولتنا الشعبية
( تيتي .. تيتي مطرح ما رحت جيتي ) والله يستر اذا لم يأت دور شركة الكهرباء لتحفر
وسط الشارع .
فهل
يوجد عندنا زيادة في الأموال لا نعرف أين ننفقها أم هو عدم التنسيق بين الوزارات
والمؤسسات ذات العلاقة ؟!
فلماذا لا يتم التنسيق خصوصاً وأن مواردنا الاقتصادية في غاية الضعف !!؟؟
أما
أنا وحماري فإننا نتجول كيفما شئنا سواء كانت الشوارع صالحة أم لا !!
ساميون
ونظراً لأن حماري يخاف أن يقع في المحظور فقد سألني ان كان الصاق العنصرية
بالصهيوينة يعتبر تحريضاً ؟؟
فأجبت الحمار بأن القانون الاسرائيلي لا يسمح بعودة الفلسطينيين الى بيوتهم وأرضهم
التي شردوا منها في النكبة الأولى والنكبة الثانية خوفاً على نقاء الدولة العبرية .
فسأل الحمار : أليست هذه عنصرية ؟؟
فأجبت : لا انها ليست عنصرية لأن الفلسطينيين خرجوا من ديارهم املاً بالنجدة
العربية ولم يكن لليهود يد في ذلك !
فسأل الحمار : وماذا تقول عن المذابح الجماعية التي حدثت في دير ياسين والدوايمة
وكفر قاسم وغيرها ؟
فأجبت : انها ويلات حرب .
فسأل الحمار : ألا يمكن اعتبارها جرائم حرب ؟؟
فأجبت بالنفي خصوصاً وأننا في مسيرة سلمية .
فنهق الحمار نهيقاً يشبه صرخة ذلك الفيلسوف الأحمق الذي قال وجدتها ، وسأل :
اذن
لماذا لم يُفرج عن الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الاسرائيلية ؟؟
فسأل : وماذا عن اليهود الملطخة أيديهم بدماء عرب ويتبوأون مناصب عليا في اسرائيل
أليست كل الدماء سواء ؟؟
فلم
أجد جواباً لحماري سوى أن يتقيد بقانون منع التحريض.
التبويز
ونظرا لكثرة الذين لا تعرف البسمة طريقا لوجوههم فقد اقترحت ان نشكل اتحادا نطلق
عليه اسم " اتحاد التبويز " واعتقد اننا اذا ما دخلنا المسابقات الجنونية التي
ينظمها من يعيشون ترف الحياة في بلاد العم سام وفي اوروبا، فان اعضاء اتحادنا
الجديد سيحصدون كأس الكؤوس والميداليات الماسية والذهبية والبرونزية والنحاسية
بجدارة تامة، ستطغى على مسابقات صاحب اكبر أنف، أو أبشع وجه أو المرأة الأسمن بين
نساء العالم ، وسندخل موسوعة غينيس الشهيرة لأننا سنربح الجوائز لسنوات طويلة،
وسنعوض دخولنا الموسوعة كخاسرين للجوائز الرياضية على المستويين الدولي والاقليمي .
والتبويز ظاهرة متمكنة فينا، فالزوج يبوز في وجه زوجته، وهي تبادله التبويز .
والوالدان يقلبان سحنتيهما في وجوه اطفالهما، فيتعلم الطفل التبويز قبل ان يحبو .
وفي العمل الكل يبوز في الكل فرادى وجماعات، وكأن التبويز من متطلبات العمل ،
والجمهور يراجع المؤسسات مبوزا امام الموظفين المبوزين، فيحصل اصطدام الأبواز ، وما
يتبعها من مشاجرات وعطوات وصلحات قد تؤدي الى توسيع دائرة التبويز الذي يعجز عن
حلها منقع الدم والمنشد الذين هم ايضا مبوزون .
ونظرا لأن التبويز اصبح ظاهرة مألوفة، فان البسمة والفرح قد اصبحت امرا نشازا ، ومن
يدخل في دائرة هذا النشاز ويبتسم فسيفهم خطأ كفهم العلاقة بي القط والكلب ، فمن
عادة القطط ان تهز اذنابها اذا فرحت ، ومن عادة الكلاب ان تهز اذنابها اذا غضبت ،
وعندما يلتقي قط وكلب فإن كلاهما يفرحان فيهز القط ذنبه تعبيرا عن هذا الفرح ،فيهجم
عليه الكلب ظنا منه انه غاضب ، ولم يبادله فرحة لقائه له بفرح مقابل فيشبعا بعضهما
نهشا وعضا، وهذا ما حصل بيني وبين جارتي لمياء .
اما
اسباب التبويز عندنا واهمها فهي اننا تعلمنا من آبائنا عن اجدادنا واجداد اجدادنا
الى قحطان وعدنان- رضي الله عنهم اجمعين- ان التبويز من علامات الرجولة والكمال
الاخلاقي ، وان الضحك من قلة الادب، حتى عندما ندخل دائرة التابو ونضحك فإننا نقول
( اللهم ابعد عنا شر هذا الضحك ) وجاء الاحتلال على وطننا وشعبنا فسرق الفرحة منا
اطفالا وشبابا وشيوخا، وعمل الموبقات السبع وضاعفها آلافا مؤلفة، فزادنا تبويزا على
تبويز ، ونظرا لأن المبوزين تعلو اصواتهم كثيرا اذا ما تكلموا هذا اذا لم يخرسهم
الاكتئاب التبويزي، فإنني سأصحب حماري معي في جلسات اتحاد التبويز عند تشكيله، كي
يعلو نهيق ابي صابر على اي صوت اخر فتزداد شعبيتي ومؤهلاتي التبويزية، وبالتالي
احصل على منصب رفيع في الاتحاد .
المرأة عدوة المرأة
لن
أكشف سراً عندما أقول بأنني من أنصار المرأة ومن المطالبين بإعطائها حقوقها
المشروعة والشرعية، وان كنت تربيت تربية وتثقفت ثقافة ذكورية كأبناء جلدتي بحيث لو
حككت جلدي لوجدت تحته رجلاً معادياً لحقوق المرأة ، وهذا أمر آمل أن لا تعلمه
النساء، فانني لا أستطيع تحمل حملة الجنس اللطيف على شخصي الكريم وفكري المستنير !!
وبما أنني من مطالعي الصحف - رغم أنني شبه أمّي - فإنني أعطي اهتماماً شديداً
لجلسات البرلمان الصوري الذي تعقده عدد من النساء، ويركزن فيه على ضرورة تعديل
قانون الأحوال الشخصية المعمول به في المحاكم الشرعية، وضرورة وضع قانون فلسطيني
موحد لمحاكم محافظات الضفة الغربية ومحافظات قطاع غزة .
وبعد أن استهوتني مطالب ( الحريم ) عفواً النساء فإنني أعددت حماري اعداداً جيداً
فقد علفته وجبة من الشعير، وأسقيته ماء زلالاً، وعملت له حماماً بالماء والصابون
على طريقة جمعيات الرفق بالحيوان التي أشاهدها على الشاشة الصغيرة ، وأسرجت عليه
البطانية اليتيمة التي ألتحف بها كي أبدو في مظهر لائق ، وعزمت أمري أن أحضر جلسة
من جلسات البرلمان الصوري في رام الله، بالرغم من أنني لم أتلق دعوة بذلك، لأنني
لست شخصية مهمة كتلك الشخصيات من الرجال التي توجه لها الدعوات ... وعصرت أفكاري كي
اُقدم مداخلة - ان سمحت لي المشرفات – اثير فيها اعجاب النساء المشاركات فيتوهمن
أنني شخصية مثقفة ذات فكر مستنير ، وقررت أن أتكلم عن مساواة المرأة بالرجل في كل
شي بدءاً من حقها في الحياة والتعليم والعمل ومساواة الأجور، واختيار الزوج المناسب
وعدم تعدد الزوجات، وحقها في الإرث الخ .. لكن حماري الخبيث علم بمرادي فقال لي
بعد أن نهق نهيقاً ساخراً : ان اول من يعادي حقوق المرأة هي المرأة نفسها ..
فاستغربت منه وضربته على مؤخرته بعصاي وأنا أسأله وكيف ذلك يا حمار النحس ؟؟
فقال أبو صابر : ان المرأة نفسها سواء كانت أماً أو زوجة أو شقيقة أو صديقة أو
زميلة أو عشيقة تنمي روح الفوقية والتعالي في نفس الذكر، سواء كان طفلاً أو شاباً
أو شيخاً وترضى بالدونية أمامه ، وأضاف بأن الحرية تؤخد ولا تُعطى !! وان المرأة هي
التي تقبل بأن تكون زوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة، وانها نفسها هي التي تتنازل عن
حقها في الميراث ... وأنها لن تستطيع لا هي ولا الرجل الخروج عن أحكام الشرع الديني
!!!
فعجبت من فطنة حماري وقررت عدم الذهاب.
وبما أنني مواطن صالح ، اُصلي صباح مساء كي تنجح المسيرة السلمية لتجنيب شعوب
المنطقة ويلات الحروب التي حصدت أراوحاً كثيرة ،وكي يتخلص شعبي من نير الاحتلال
الذي دمر الحرث والزرع وقتل من قتل ، وشرد من شرد ، وهدم ما هدم ، فقد أجبته بأن
الصهيونية حركة تحرر للشعب اليهودي ، ولا يمكن دمغها بالعنصرية ، ولذا فإن منظمة
الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة – اليونسكو – قد تراجعت عن قرارها اللاسامي
باعتبار الصهيونية حركة عنصرية ، وقد أيدنا اليونسكو بتراجعها عن قرارها الذي
أيدناه في حينه لجهلنا بإنسانية الحركة الصهيونية وتسامحها !!
غير أن حماري المشاكس والذي لم يستوعب المرحلة بعد أن عاد وسألني اذا كانت انسانية
حكام اسرائيل الصهاينة ونزاهة القضاء الاسرائيلي تسمح لعربي أن يعود الى بيته أو
أرضه داخل اسرائيل، مثلما تسمح لأي يهودي أن يشتري عقاراً في الأراضي العربية
المحتلة مثلما يفعل المليونير الأمريكي اليهودي موسكوفيش في القدس العربية المحتلة
، أو مثلما تُصادر الحكومة الاسرائيلية أراضي الشعب الفلسطيني لصالح المستوطنين
اليهود ؟؟
فأجبت : سيتم الافراج عنهم باستثناء الملطخة أيديهم بدماء اليهود .