أغنيات الروح
إبراهيم شكارنه
على جدران غيمة حالمة أكتب بعض نبضي ..... تحمل معها أغنيات الروح .....تلتزم خط سيرٍ ...كي تصنع في الأرض جنة
هناك أنصب أشرعتي ... كي أحوِّلَ انتباه الريح نحوي .....فالمسافة التي تفصلني عني غير واضحة بعد ... لم تستطع حسابها كل مجساتي ...
فاعذريني يا شواطئي الجميلة....واستظلي بغيمتي ... واطربي لإيقاع روحي ..... فالريح لا زالت تعاكسني .... لكن يشدني إليكِ أني هناك .... رحلت إليك منذ زمان الذكريات ....سكنتك وفاءً ووجداً وانعتاق....
جميلة هي الرحلة في وادي الصعاب ..... حيث كل المخاطر تنتصب على طول الطريق .... لكن وصفة الطبيب كانت زهرة تنبت في أعلى الجبل ..... ولا من سبيل إلى الشفاء إلا بها .... ولا طريق توصل إلى هناك إلا هذا الطريق الموحش ....الجميل....لأني سأصل منه إلى هناك .....
نتبادل الآهات أحياناً مع قلوبنا ..... لكن بصمت يكاد يلغي تاريخ الألم .....
هي أقدار الذين يحملون للناس بسمة .... ويزرعون في طريقهم ورداً ....
لا يبحثون عمن يحس بما يكدسون في أعماقهم من وجع .....بل يبحثون عمن يضيف لهم جديداً من وجع ... يعيدون به له بسمة ضاعت .... أو يروون به وردة تكاد تُذبلها الآلام ....فتعود البسمة تضج بها ورود الذكريات ....
فتصيبهم نشوة من فرح ......تطير بها الروح ....
هكذا يمرون في مدارات النجوم ....
يحسون بكل شيء ...... رغم قيود ينصبها واهمون ....
إنها الأرواح لا تخضع لقانون الحصار:
ولا يزال النبض يسري.