رسائل تتحدى النار والحصار

رسائل تتحدى النار والحصار

رسالة استثنائية

زكية علال

[email protected]

 عبد الله .. أيها النصف الذي انشطر مني

 هل تدري أن النصف الذي تركته لي انكشفت عوراته لكل العالم !!

 عبد الله ...

 سقط السقف على رأسي الذي ظل شامخا زمن المقاومة

وتعرّت خيمتي التي كانت تستر عيوبي وتقدمني كامرأة بهية تتجمّل لزوج عند مدخل شريانها ...

 تزعزعت أركان قلبي الذي ظل آمنا بظلك المتخفي في ممراتي السرية ، وأطبقت الخيبة على ما تبقى من صبري الذي كان يدثرني

 سابقا ...

 كانت غزة تقتات من دمي المباح في شوارعها ...وكنت سعيدة ودمي يمنحها بعض الحياة

 اليوم ...

 أجدني أقتات من دم غزة التي ذبحها الأشقاء من الوريد إلى الوريد !!!

 سابقا ...

 كنت أهرّب إليك رسائلي ، وأجعلها تتحدى النار والحصار .. وأعاني لأجل ذلك ..

 لكن بيني وبين نفسي – أشعر بالفخر وأنا أتحايل على جبروت الرصاص الإسرائيلي ، وأسرّب إليك رسائلي كما الأشياء الممنوعة ...

رسائلي .. كانت تقفز على ألسنة اللهب وتعبر كل الحواجز الأمنية لتصلك دافئة حينا .. منكسرة حينا آخر.. ومتمردة في كثير من الحيان ..

لكنها تصلك .. فأراك عند مدخل شراييني تلتهم كلماتها ، وتقرّبها من وجهك لتتحسس ريح غزة في عطر حروفها ..

 لكن .. اليوم .. أحس أن رسائلي الملتهبة بأوجاعي لن تصلك

 هل تعرف لماذا ؟!!

 لأنها نار زيد .. وحصار عمر وهما يتقاتلان على شرف لم يعد رفيعا ، ويتنافسان على بقايا وطن وملكية أرض شاحبة لكثرة ما نزفت ..

لا تحاول إقناعي بأن الأول ظالم والثاني مظلوم ..

 فعندما تغيب الحكمة يتساوى القاتل والمقتول !!