قانون مبدأ سرعة السلحفاة
خواطر من الكون المجاور 5
ز. سانا
صفة التمعن في اﻷمور بسرعة مشية السلحفاة ذكرتها عدة مرات في مقالاتي السابقة وفي بعض ردودي أيضا على تعليقات بعص القراء ،وبعد مناقشة خاصة مع بعض اﻷصدقاء رأيت أنه لايزال هناك بعض التساؤلات عن هذه الفكرة لذلك قررت أن اخصص هذه الخاطرة في شرح مفصل عنها لعل القارئ يستوعب بشكل أكبر أهمية هذه الفكرة في تكوين ثقافة عامة صحيحة تساهم في بناء مجتمع إنساني ذو بيئة روحية مناسبة لنمو اﻷطفال.
قانون السلحفاة هو أحد القوانين الهامة في طبيعة سلوك أفراد الكون المجاور( الكون المثالي ) ، حيث اﻹنسان فيه هو عبارة عن مجموعة متكاملة من اﻷفكار وكلما زاد تنوع هذه اﻷفكار وزاد إنسجامها مع بعضها البعض كلما زاد النضج الروحي للفرد والمجتمع أيضا . كل إنسان عندما يولد يضع الله في روحه هدفا معينا ، هذا الهدف يكون أحيانا واضحا للشخص لذلك فهو يشعر به بقوة ويجعله يسير إلى تحقيقه بكامل قواه ،و في بعض اﻷحيان قد يكون غير واضح ولكن رغم ذلك يرى اﻹنسان نفسه يسير في تحقيق هدف معين بدون وعي ولكن فقط بسبب رغبة داخلية، وللبعض الآخر وبسبب سوء البيئة الروحية المحيطة بهم أثناء طفولتهم تجعلهم لا يشعرون شيئا عن هذا الهدف مما يؤدي بهم إلى السير بطرق عشوائية دون مخطط أو ربما إلى تحقيق هدف مزيف مختلف عن هدفه الحقيقي الذي وضعه الله له..في الشخص الذي يسير نحو هدف واضح نرى أن اﻹحساس بالزمن يصبح معدوم ﻷن جميع نشاطاته الفكرية مركزة على تحقيق هذا الهدف ،فقد يستطيع تحقيقه مثلا في سن الـ 25 عاما أو في سن الـ 40 عاما أو ربما في الـ 60 أو ربما يموت ولا يستطيع تحقيقه ولكنه يكون قد سهل على شخص آخر متابعة البحث فيه لتحقيقه للوصول إلى النتيجة المطلوبة ، فاﻹحساس بالـ " أنا " هنا غير موجود ولكن اﻹحساس بالـ "الكل "هو الذي يسيطر على سلوك أفراد هذا الكون والسبب هو وجود ترابط روحي عالمي فيما بينهم وأعني هنا ليس فقط ترابط روحي بين اﻷحياء ولكن بين اﻷحياء والأموات أيضا فمعنى الموت في الكون المجاور هو إستراحة نوم عميقة لا أكثر ولا أقل .
بينما بالنسبة لذلك الشخص الذي فقد اﻹحساس بالهدف الذي وضعه الله له نراه يضع لنفسه هدف مزيف نوعيته تختلف من مجتمع إلى آخر حسب نوعية الدعاية التي تسيطر على ذلك المجتمع. مثلا في مجتمع يجعل المطربين نجوم تجذب إعجابات الصغار والكبار ،فهذا النوع من الدعاية يؤثر على اﻷطفال ويجعلهم لا يشعرون بشيء نحو الهدف الذي وضعه الله لهم فكل طفل يعتقد أن صوته جميلا سيضع هدفه أن يكون مطربا وقد يستطيع تحقيق ذلك أو لا،فإذا إستطاع عندها سيكون مغني وليس فنانا،الفنان يساهم في إزدهار المجتمع بينما المغني سيلعب دور سلبي في تطور المجتمع. ....في مجتمع آخر نجومه لاعبي كرة قدم سيجعل كل طفل لديه رشاقة رياضية أن يحلم بأن يكون لاعب كرة قدم يراه الجميع في الصحف الرياضية و على شاشات التلفزيون وهذا أيضا بدلا من أن يساهم في جعل كرة القدم رياضة مسلية و مفيدة للصحة ومصدر سعادة، المجتمع سيحولها إلى مؤسسة رهانات هدفها الربح المادي فقط..وفي مجتمع نجومه سياسيون يجعل اﻷطفال يحلمون أن يصبحوا سياسيين ووزراء وبدلا من أن يساعدوا في تكوين مجتمع ديمقراطي يسوده العدل والحرية سيتحول إلى مجتمع نصب وإحتيال ، مثل هذه اﻷهداف المزيفة التي تنتج بسبب دعايات سلبية، تقوم بنوع من غسل دماغ اﻷطفال وتجعلهم يسيرون بسرعة نحو الهدف لتحقيق رغبة الـ "أنا" في داخلهم ﻷن في هؤلاء الشعور بالعمر عندهم قصير وهي فترة الشباب فقط ﻷنها أهم فترة في حياتهم و ﻷن شهواتهم لكل شيء تكون في أوجها.
للأسف في عصرنا الحاضر إكتسب رجال الدعاية واﻹعلان براعة ومهارة فائقة بغسل ليس فقط دماغ الأطفال ولكن دماغ الكبار أيضا ،هذا النوع من غسيل الدماغ يؤدي شيئا فشيء إلى تغيير طبيعة الرؤية والتفكير عند اﻷطفال ،مثلا كثيرا ما نسمع في هذه اﻵيام عبارة (أطفال اليوم أذكياء جدا) من أفواه ليس فقط عامة الناس ولكن من أفواه مفكرين كبار وعلماء نفس أيضا، والسؤال هنا هل حقا أن أطفال الجيل الحديث هم أذكياء جدا ؟! إذا بحثنا في تعريف الذكاء حسب كل رأي عالم سنجد أنهم جميعا يتكلمون تقريبا عن معنى واحد من الذكاء هذا النوع من الذكاء يملكه ليس اﻹنسان فقط ولكن الحيوان أيضا ولكن بدرجة أقل تختلف من حيوان إلى آخر فمثلا بعض اﻷبحاث العلمية الحديثة تشير إلى أن درجة ذكاء القرد تعادل درجة ذكاء طفل بعمر سنة أو أكثر بقليل، وأن ذكاء الدولفين يعادل ذكاء طفل بعمر سنتين..وهكذا....هذا النوع من التفكير في دراسة المقدرة العقلية والإستيعابية للإنسان ومحاولة مقارنته مع ذكاء أنواع الكائنات الحيوانية سببه إنحطاط منطق المنهج العلمي الحديث، ﻷن اﻹنسان كمخلوق لا يمكن مقارنته مع أي كائن آخر، لسبب واحد فقط وهو أن اﻹنسان يحوي في داخله جزء من روح الله لذلك الله عز وجل لا يذكر في قرآنه الكريم كلمة ذكاء في وصف اﻹنسان نهائيا، ﻷنها كما سبق وذكرنا بأن الحيوانات أيضا تمتلك مثل هذا النوع من الذكاء،بينما اﻹنسان فهو يعتبر روح أولا ثم جسد لذلك طبيعة عمل خلايا دماغه تختلف بشكل مطلق عن عمل دماغ أي كائن حيواني.
دماغ الطفل كما خلقه الله ذو طبيعة مختلفة عما يتصوره علماء العصر الحديث لذلك كلمة ذكاء تعتبر كلمة فقيرة جدا في وصف طبيعة عمل دماغ الطفل،ولكن للأسف بسبب سطحية ثقافة العصر الحديث تم تشويه المعالم الحقيقية لهذا الدماغ، فأطفال اليوم وللأسف لا يستخدمون دماغهم كما خلقه الله ولكن كما يلائم البيئة الروحية الفقيرة لهذا العصر والتي أجبرت دماغ اﻷطفال على أن يعمل بشكل مشابه لدماغ الكائنات الحيوانية اﻷخرى، لذلك إذا قارنا مثلا بين طبيعة سلوك وتفكير أطفال ما قبل 50 عاما مع أطفال يومنا هذا سنجد فرقا شاسعا في كل شيء والسبب في هذا الفرق الشاسع هو إختلاف البيئة الروحية فقط بين العالمين أما إختلاف اﻷشياء المادية مثل ظهور الهاتف المحمول واﻹنترنت واﻵشياء اﻷخرى فليس لها دور يذكر وهذا اﻹختلاف يمكن التعبير عنه ببساطة بأن أطفال اﻷجيال الماضية كانو ا يتقدمون في الفهم بسرعة السلحفاة أما أطفال اليوم فيتقدمون بسرعة الفهد، هذا اﻹختلاف في سرعة التقدم يؤدي إلى إختلاف جذري في عمل خلايا الدماغ وبالتالي إلى إختلاف جذري أيضا في سلوك اﻹنسان في جميع مراحل نموه، لتوضيح هذه الفكرة بشكل أفضل سنعرض مثالا بسيطا :
إذا إفترضنا أن شخص لا يعلم شيئا عن معنى الغابة ، وعبر من طرف الغابة إلى طرفها اﻵخر بسرعة الفهد /120000/ متر في الساعة وعند خروجه من الطرف اﻵخر سألناه ما هي الغابة، سيكون جوابه بسيط جدا : الغابة هي منطقة من اﻷشجار الكثيفة، ويتوقف عن الكلام! هذا هو معنى الغابة بالنسبة له لا أكثر ولا أقل.
أما إذا تركنا شخص آخر يعبر الغابة بسرعة السلحفاة/ 120/متر في الساعة وعند خروجه من الطرف اﻵخر للغابة سألناه نفس السؤال سيجيب بأن الغابة هي مجتمع متكامل من الكائنات الحية النباتية والحيوانية ثم يبدأ بوصف أشكال جميع هذه الكائنات وعلاقتها مع بعضها البعض ويبدأ أيضا بوصف هذه العلاقة بالتفصيل بين أفراد النوع الواحد وبين اﻷنواع المختلفة وبين الكائنات الحيوانية وعلاقتها بالكائنات النباتية.
دماغ الطفل تم خلقه من الله عز وجل بشكل يعمل على طريقة سرعة مشية السلحفاة، فهو لا يتقدم خطوة ثانية بالتفكير قبل أن يمتص أكبر عدد من المعلومات اﻷولية الموجودة في ساحة الخطوة اﻷولى، وعندما يذهب إلى الخطوة الثانية و يحاول أن يمتص معظم المعلومات الموجودة في ساحة الخطوة الثانية وهكذا. ... على هذه الطريقة كانت أدمغة أطفال في اﻷجيال الماضية تعمل لذلك كانت بطيئة بسرعة التعلم والسبب هو غزارة المعلومات التي يمتصها عقله من جميع الجهات لذلك كان سلوكهم مختلف تماما، مثلا كان يبدو عليهم أقل ذكاء من أطفال اليوم فقد كانوا يعانون من بعض التأخر في تعلم اﻷشياء ،مثلا صعوبة التكلم والتلعثم أمام الكبار وخاصة أمام الغرباء وكذلك كان لديهم بطء في تعلم القراءة. . والسبب في هذا التأخر والبطء ليس قلة ذكاء ولكن إعطاء جهد كبير في تعلم المعنى الحقيقي للكلمة أكثر من تعلم حروف ولفظ الكلمة ، فكلمة إحترام كان اﻷطفال يشعرون بها كمعنى أكثر من احساسهم بها كحروف ولفظ. لذلك كان نشاط خلايا دماغهم يعطي أهمية كبيرة في المعنى الروحي للكلمات ﻷن هدف تعلم الكلمات هو اﻹحساس بمعناها وليس بحروفها ولفظها.
بينما أطفال اليوم نراهم يتقدمون خطوات كثيرة في التعلم بدون أن يحملوا شيئا معهم سوى الظاهر منه لذلك نراهم يتعلمون القراءة بشكل سريع جدا ولكن بطريقة ببغائية دون أي إحساس بالمعنى الحقيقي للكلمات لذلك نراهم عندما يتكلمون مع اﻵخرين مهما كانوا كبارا أو غرباء يتكلمون وكأنهم يتكلمون مع شخص بسنهم وبنفس مستواهم التعليميي، فنجدهم أثناء حديثهم مع الكبار يتكلمون بطريقة يظهروا فيها للآخرين وكأنهم يعلمون كل شيء ﻷن الشعور بالـ "أنا" في داخلهم أقوى بكثير من الشعور بالـ "الكل " لذلك يتكلمون أكثر من الكبار ﻷنهم لا يسمعون جيدا ما يقوله الكبار فهم في نقاشهم لا يرون شيئا من كلام الكبار ولكن يرون ما في دماغهم من الفكرة ويحاولون أن يعرضوها ﻷن طريقة عمل دماغهم المزيفة تحثهم على التقدم نحو فكرة جديدة للحديث عنها ...فحسب رأيهم أنهم يعلمون كل شيء عن الفكرة اﻷولى.
بينما في أطفال الجيل الماضي فكانوا على العكس ...عندما يتكلم الكبير كانوا يسمعون ويتمعنون لكلماته جيدا ﻷنهم يشعرون تماما بأنه أكبر منهم سنا وهذا يعني أنه قرأ كتبا أكثر منهم بكثير وأنه أيضا لديه خبرة في الحياة أكثر وسماعهم له سيكون له فائدة كبيرة في نجاحهم في الحياة، لذلك كانوا يتركوه هو يتكلم ويسمعون له بإهتمام وصمت ولا يتكلمون إلا لﻹستفسار وليس ليتعلم منهم شيئا.
ذكاء أطفال اليوم هو من النوع البسيط أي في مجال محدود و ضيق، مثلا قد يحقق له أن يصبح لاعب كرة قدم مشهور جدا، مثل هذا الشخص سيكون ذكي في كرة القدم فقط أما معرفته ببقية النواحي والعلوم ستكون ضعيفة.، وآخر قد يكون ذكي في الموسيقى فقط ،وآخر في الفيزياء أو في الطب أو في تنظيم القصائد الشعرية .. ...ﻷن الطفل سيأخذ من ما حوله من المعلومات فقط تلك التي تهمه هو ﻷن شعوره بالـ "الكل "معدوم، ولكن مثل هذا النوع من الذكاء شيئا فشيء سيؤدي إلى تحطيم ترابط العلوم وإنفصالها عن بعضها البعض كما يحدث اليوم ،فسرعة التقدم في الوصول إلى الهدف وكذلك غياب الرؤية الروحية عند اﻷطفال سيؤدي إلى خلق مجتمع خالي من الروح ، ومن المعروف أن الروح هي التي توحد عمل اﻷجهزة المختلفة في جسم اﻹنسان ( قلب،رئة ،معدة،....) وخروج الروح من جسم اﻹنسان ستكون نتيجته توقف عمل جميع هذه اﻷجهزة وتحللها، وهو ما سيحصل تماما في جميع العلوم إذا سارت اﻷمور على ما هي عليه اﻵن وسيتحول المجتمع اﻹنساني إلى مجتمع حيواني خالي نهائيا من الإحساس الروحي ، طبعا مثل هذا لن يحصل ﻷن الله موجود وله مخطط سيتابع خطواته مهما حاول البعض إيقافه وعرقلته.
مبدأ قانون السلحفاة في عمل الدماغ لا يحدث بسبب بطء نشاطه ولكن على العكس بسبب غزارة الخلايا النشطة فيه، فرمز السلحفاة هنا يعبر عن كثرة كمية المعلومات المحملة التي تؤدي إلى البطء بالسرعة، بينما السرعة الكبيرة في التقدم ترمز الى قلة المعلومات المحملة، وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم- بطريقة غير مباشرة- على أهمية مبدأ قانون السلحفاة في التعلم والفهم ففي حديثه الشريف في وصف سرعة تعلم القرآن والدين عند الخوارج أعداء الله واﻹسلام بأنهم (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) . أي بمعنى أنهم من كثر سرعتهم في دراسة القرآن والدين فهم لا يأخذون من تعاليمه سوى اﻷشياء السطحية. ،وهناك بعض اﻵيات أيضا تشير إلى ضرورة مبدأ قانون السلحفاة في التمعن الجيد في كل ما نراه ونقرأه حيث يقول الله في قرآنه الكريم ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل ربي زدني علما) وفي قوله (إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) وكذلك يقول عن سلوك المطففيين ( وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ) أي إذا حاولوا تقييم فكرة أو رأي إنسان أو أي شيء فهم لايرون فيه إلا اﻷشياء السطحية منه أما اﻷشياء الروحية والتي هي المعنى الحقيقي للأشياء فهم لا يرون منها شيئا.
كل شيء خلقه الله هو جزء من البيئة الروحية التي يعيش فيها اﻹنسان و فهم هذا الشيء يساعد في تكوين وتطور روح اﻹنسان وكلما زاد فهم المعنى الروحي لهذه اﻷشياء كلما زاد النضج الروحي للإنسان، السلحفاة هنا هي رمز روحي يعبر عن طريقة عمل دماغ اﻷطفال كما خلقه الله، لذلك نجد نوع من التشابه حيث نرى جسم السلحفاة محاط بطبقة عظمية كما يحصل بعظم الجمجمة المحيطة بدماغ اﻹنسان. وليس من الصدفة أن السلحفاة في العلوم الروحانية ترمز للعلم. في علم تفسير اﻷحلام مثلا السلحفاة ترمز إلى قاضي القضاة ورجال العلم فرؤية سلحفاة مكرمة شكلها سعيد في المنام معناه أن صاحب المنام أو أحد أحبائه سيحصل على مكانة علمية عالية. ...أما في اﻷساطير ،فهناك بعض اﻷساطير تقول أن اﻷرض محمولة على ظهر سلحفاة وهنا يجب علينا أن نأخذ المعنى الروحي لهذه الفكرة وليس معناه المادي ،والمقصود بالمعنى الروحي لهذه اﻹسطورة أن مصير الكرة اﻷرضية متوقف على طريقة عمل دماغ اﻷطفال كما خلقهم الله.
أما في العلوم الطبيعية فالسلحفاة المائية تعتبر من أكثر الكائنات الحية التي تبتعد عن مكان ولادتها والتي تصل في بعض اﻷنواع إلى مسافة 14000كم ثم تعود ثانية إلى نفس المكان لتضع هي بيضها هناك.هذه الصفة في سلوك السلحفاة المائية ليست إلا رمز روحي له معنى أن عمل دماغ اﻹنسان ليس هدفه أن يصبح اﻹنسان ذكيا ولكن أن يصبح صالحا ليعود ثانية إلى ذلك المكان الذي ولد فيه اﻹنسان ﻷول مرة إلى الجنة الوطن اﻷم للإنسان.
وليس من الصدفة أن أكبر كائن سنا من المملكة الحيوانية اليوم في الكرة اﻷرضية على قيد الحياة هي السلحفاة المشهورة جونثان التي تعيش في جزيرة سيشل في الهند والتي وصل عمرها اﻵن / 182/ عام ،فهذه الصفة في طول عمر السلحفاة بشكل عام هو رمز روحي له معنى الخلود. أي الإنسان الذي يعمل دماغه على هذه الطريقة روحه تصبح خالدة لا تموت.
هناك مرض بدأ يظهر في الفترة اﻷخيرة يصيب اﻹنسان وهو مرض السلحفاة حيث تظهر طبقة قاسية تغطي معظم ظهر المولود وتنمو مع نموه و تشبه تماما الطبقة القاسية في السلحفاة لذلك يسمى المريض بها إنسان السلحفاة. بالنسبة للأطباء والعلماء حسب رأيهم أن ظهور هذا المرض هو صدفة حدث بسبب عوامل مادية أدت إلى شذوذ معين في نمو الجنين أثناء الحمل. هذا الرأي فقير لا يفيد بشيء نهائيا. أما السبب الحقيقي لهذه الظاهرة فهو علامة إلهية تساعد العلماء لفهم حقيقة ما يحدث بسبب التغيير الجذري الذي حدث في أسلوب عمل دماغ اﻷطفال، بهذه الطريقة يتدخل الله في مساعدة اﻹنسان في فهم مشاكله وحلها.
الأطفال هم المنطقة الذهبية للإنسانية لذلك هم مستقبلها، وهم أمانة في رقبة كل أم وأب وكل شخص كبير وكلما كان مركز الشخص في المجتمع العلمي أعلى كلما زادت مسؤوليته اتجاه هؤلاء الأطفال ، وهم بحاجة دائمة لتوجيه خطواتهم بشكل صحيح نحو المستقبل لذلك يجب على الكبار مراقبة سلوكهم و التحدث معهم كثيرا وخاصة بمواضيع روحية تساعدهم على فهم أنه هناك عالم آخر حولنا أجمل بكثير من عالم الماديات الذي يرونه ، بهذه الطريقة فقط سيقوى لديهم الشعور بذلك الجزء من روح الله في داخلهم وعندها سيشعرون بذلك الهدف الذي وضعه الله لهم وسيحاولون بجميع قواهم تحقيقه ، فأجمل شعور في حياة الإنسان هو عندما يشعر أنه تقدم خطوة إلى الأمام نحو تحقيق هدفه الذي رسمه الله له، .....عندها فقط سيتحول المجتمع إلى مجتمع متكامل يسوده العدل والمحبة والسلام وعندها فقط سيكون لكل مشكلة تظهر فيه، شخص قادر على حلها، لأن ذلك الجزء من روح الله الموجود في كل إنسان سيتحد مع اﻷجزاء اﻷخرى من روح الله الموجودة في بقية أفراد المجتمع وستتحول إلى روح عالمية لها القدرة في السيطرة على مجرى كل شيء من حولنا.