ظل الأرق
هاشم منقذ عمر بهاء الدين الأميري
كأنّي لظلي تلاشى وأنا أنهض للسفر والرحيل ..
في غروب ذاك المساء ودّعت حمرة الغسق .. حيث التلال تحدّث بعضها في همس ورقة : قلب خافق .. وعين مبهورة .. وسمع يصغي إلى ذاك الصدى المتصاعد ..
والفضاء يحطّ صمته في دهشة .. كأنّ التساؤل خفقة تحدّثُ أختها عني ..
ويتطاول النسيان غَضِباً من لواعج الذكرى الهاربة عبر دروبٍ ودروبٍ في صحبة أشباح الأمس الذين أسقطت عليهم أشجار الصفصاف أوراقها بخريف .
أيها القمر الهادئ في سمائك .. وأنت تنثر رؤاك نجوماً لوامع .. الروح حزينة .. والليل سادر في ظلمته عاشق لها ..
ليت الصحارى استبدلت لونها بصخب ذاك الصّدى وبحديث .. لتخضرّ أشجار هناك ويزهر ياسمين ..
وتمضي دمعة في طريقها لتنام على خدّ .. حيث الشجون لحون والعمر غريق ..
عَطِشٌ والماء سحاب .. يشدّ الرجاء بدون ارتواء ..
كأنّ البحار سماء .. والغيم لغيري رفيق ..
وتنهض سويعات من بعض أيام العمر تُلْبس النور حريراً .. أيها الحلم الهارب كنتُ يقظتك .. والأماني ترسم الغد لقاءً .. والفرح امتزاجاً ..
وتهرب عن ذاك المدى كل الأشياء حيث تضيع الألحان .. ويبقى الشوق مضيّاً يطفئ اللظى ببعض ابتراد ..
لظى ويحترق النسيم .. احتراق الندّ والعود ..
وأطيب العطر بخور .. كان لي قلباً .. وأنا به لرقته لحظة تمت .. فكانت للوتر نغمة راحلة وللناي يوحاً حزيناً ..