دعوة إلى الحريّة ، أم إلى القمع
ومضات محرّضة :
(خّلّوا بيني وبين الناس ..)
عبدالله القحطاني
· حين كان رسول الله ، يطلب من قريش ، أن تتركه يدعو الناس إلى دعوته الجديدة ، قائلاً لسادتها : (خَلّوا بيني وبين الناس ) .. هل كان ظالماً لقريش ، معتدياً عليها !؟ أم كان يطالب بحقّ أصلي ، من حقوقه الإنسانية !؟
· وحين يَطلب أصحاب المبادئ والأفكار ، اليوم ، مسلمين وغير مسلمين .. حين يطلبون من حكام بلدانهم ، أن يسمحوا لهم بالتعبير عن آرائهم ومعتقداتهم ، هل هم ظالمون معتدون ، على هؤلاء الحكام ، وعلى أنظمة حكمهم !؟
· وإذا كانت حرية الدعوة ، إلى المبادئ والمعتقدات والأفكار، لاتتحقّق إلاّ في مناخ عامّ من الحرية السياسية والاجتماعية ( بعضهم يسمّيه مناخاً ديموقراطياً !).. أفلا يكون هذا المناخ مطلباً إنسانياً عاماً ، لأصحاب الأفكار والمعتقدات ، أياً كانت آراؤهم ومعتقداتهم .. ويكون ، بالتالي ، الإصرار على تحقيقه حتى لو أدّى إلى تضحيات بشرية أو مادية واجباً شرعياً ، بسائر مفهومات الشرعية ، ومعانيها ، ودلالاتها.. دينية كانت ، أم قانونية ، أم سياسية ، أم إنسانية !؟
· وإذا كان الإنسان بلا رأي وفكر ومعتقد ، هو شبه إنسان ، أو هو إنسان ناقص ، أو مشوّه .. أفلا يكون دفاعه عن حقّه ، في التعبير عن رأيه ومعتقده ، دفاعاً مقدساً عن إنسانيته ، ينال عليه المؤمن المتديّن ثواباً في الأخرة ، وينال غير المؤمن احتراماً وتقديراً بين الناس !؟
· هذه الأسئلة ، مطروحة على العقلاء جميعاً .. من كان منهم يقدّس الحرية ، انطلاقاً من مبادئ فلسفية إنسانية .. ومن كان يقدّس الحرية انطلاقاً من مبادئ سماوية ، وتوجيهات ربّانية .. من مثل :
- فذكّر إنّما أنت مذكّر. لستَ عليهمْ بمسيطِر.
_ إنّا هدَيناه السبيلَ إمّا شاكراً وإمّا كَفورا .
- فمَنْ شاءَ فليؤمنْ ومَن شاء فليَكفر.
- لا إكراهَ في الدينِ قد تَبيّنَ الرشْد مِن الغَيّ .