الحمية
ليندة كامل /الجزائر جويلية
شد إنتباهي حالة الطوارئ القصوى التي ،أعلنتها الحكومة الإيطالية فيما أذكر ، حول قضية الحمية التي تخوضها الشابات للحفاظ على جسم جذاب. فالبعض منهن ذهبن إلى حد الاسترجاع عمدا تضحية منهن للجمال الذي صار مركزا لجلب الحظ ، أو إلى إعطاء الثقة بأنفسهن ،ورأيت في ذات الوقت شريطا حول عارضة أزياء ،وكيف تبدل مجهودا خارقا للحفاظ على رشاقتها التي تعد مصدر رزقها (الرزق الوفير طبعا).
مما أثار انتباهي مدى إقدام العارضة على قمع رغباتها المتعددة ومدى ضراوة المعارك التي تخوضها ضد أهواها ومع حقوقها البيولوجية التي أحلها الشرع، زد على أنها وبالفطرة تسير في المنهج المحمدي؟ بالرغم من عدم معرفتها له ،ولا لمنهاجه حيث تتخذ من قوله *صلى الله عليه وسلم* *نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا فلا نشبع*
لا يمر يوما إلا و كانت الفارسة التي تمتطي ظهر جواد التحدي ضد الأكل بألوانه المختلفة فاختصرت وجباتها اليومية في تناول السلطات بدلا من المشاوي، والكريمات ،والحلوى الطيبة التي لا يستطيع المرء منا أن يستغنى عنها. و بعزيمتها وإصرارها حرمتها تماما من برنامجها وتمنع نفسها التقرب إليها و راحت تتخذ أسلوب التخيل أثناء تناولها الوجبات .فتتصور السلطة على انها بتزا؟ حتى أدى بها الأمر إلى (استئصال)رغباتها وشهواتها تماما .فداء لرشاقة وتضحية منها للجمال الذي صار الورقة المطلوبة التي تدخل الفتيات إلى عالم المعجبين والمحبين .
.أعجبني في الأمر مدى الاجتهاد الذي تخوضه العارضة مع نفسها لتحقق هدفها الدنيوي إلى درجة استئصال رغباتها. ومدى تهاوننا نحن ؟ في السير إلى الطريق الصحيح الذي سطره وحدده الخالق .فلم يحرمنا أكل البيتزا ولا الحلوى ؟ ... ما حرم هو ما يسعى الغرب إلى تحريمه في مجتمعهم وهدا نتاج للأبحاث العلمية التي تقام على عدد من الأطعمة التي تسبب أمراض خبيثة مثل لحم الخنزير والخمر والسجائر التي تؤدي في اغلب الأحيان إلى أمراض سرطان الفم واللسان. والعقم والعجز الجنسي .
لقد وصلوا إلى الإيمان بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم دون أن يقرأوا سيرته أو يطلعوا على مبادئه. فمنعوا التدخين الذي صار الموت البطئ ،ومضاره أكثر من نفعه، صاروا يقللون من شرب الخمر حتى لا يفقد المرء السيطرة على نفسه. لما لها من أضرار على المجتمع المدني ككل حيث تكثر المشاكل بين السكارى والتي تؤدي الى القتل في كثير من الحالات.
هم إذا في طريقهم لتطبيق قول الله عز وجل{ ولا تقربوا الصلات وأنتم سكارى}
و يبتعدون عن الاتصالات الجنسية المباشرة تفاديا للأضرار التي تسببها في إصابة المرء بمرض فقدان المناعة ،وأقاموا لذلك أياما عالمية ورموزا وجمعيات دولية ووطنية وبرنامجا مدروسا ومكثفا من الوقاية وتحديدا للطرق السليمة والصحية لذلك ،فالتحريم عندهم يتماشى تماما مع التحريم الإلهي إي بالطريقة التدرجية.
هم إذا في الخطوة الأولى التي استغرقت14 قرنا أو ما يزيد للوصول إليها .و أمامهم مثل ذلك الزمن أو أكثر ليصلوا إلى قوله {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فجنبوه عليكم ترحمون} ؟
هم إذا يبذلون قصارى جهودهم ليصلوا إلى النقطة التي جاءتنا ووصلتنا دون عناء ، فقد سخر الله عز وجل جنده لإيصال هذه المعارف والمعلومات قبل هذا الزمن مع العديد من الأنبياء والمرسلون ليكون محمد صلى الله عليه وسلم ،خاتمهم لكننا نحن نرفض ما بين أيدينا، ونجري وراء الغرب منبهرين مندهشين بحضارتهم المادية التي تفتقر إلى القيم الأخلاقية ، التي يصرف على معالجتها ألاف الدولارات سنويا لم تنجو المؤسسات التربوية من قضيا الإجرام البشعة التي تحدث من حين إلى أخر في عدد من الدول منها أمريكا وألمانيا... ، وقصيا الاغتصاب التي لم ينجو منها لا الكبير ، ولا الصغير وبات الجميع مهدد بالموت على يد سكير أو سطيل؟
ونحن نمتص كالعطشى ، ما يصدر إلينا من الثقافة الغربية الفقيرة السقيمة، نتقمصها دون عناء البحث ،في معانيها والهدف من إيصالها لنا.
فلو كان ما عندنا عندهم لما قعدوا مكتوفي الأيدي بل لقاموا بتسخير المال والجهد لكشف أسرار ما جاءت به الرسالة المحمدية ،يطبقونها بكل قناعة وفخر.
نسمع في العديد من المرات أن فلان دخل الإسلام ليس بجهودنا ولا بأخلاقنا بل ببحثه ،وغوصه في البحث عن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم .