تسع شتلات بائسة

يحيى السَّماوي

[email protected]

( إلى أخي المبدع الكبير د . فرج ياسين : صدى خجولا لصوته الجهوري في " نزع الأقنعة " )

إستطلاع

أجرى المعهد استطلاعا حول شكل الأرض ..

قال الديكتاتور : الأرض دائرية كفوّهة مسدسي ..

قال الصيرفي : إنها دائرية مثل دولار ذهبي هائل الحجم ..

قال العاشق : هي دائرية كنهد حبيبتي ..

قال الفلاح : الأرض دائرية كالناعور ..

قال العامل : الأرض دائرية كدولاب العجلة ..

وقال الجائع : الأرض دائرية مثل رغيف الخبز ..

ضريح *

لم يجدوا له أثرا في المقابر الجماعية ... لذا  انتقى أبناؤه أحد قمصانه القديمة ودفنوه في وادي السلام تحت شاهدة قبر خُـط َّ عليها : هنا يرقد قميص الشهيد المناضل ابراهيم الحساني .

طمأنينة

حين هبّتِ العاصفة الرعناء ، ارتجفت الأشجار هلعا ً مُطلِقة ً النحيب فأطلق العشبُ موجاتٍ ناعمة ً من الضحك نشّـتِ الفزع َ عن قلوب الفراشات ...

رعونة

لوّح الباطلُ بمنجله صائحا بها : سأجتثّك بهذا ..

أجابت الحقيقة : أنا مثل نبات الأثل ..  تزداد جذوري توغّلا  وأزداد انتشارا في الأرض كلما عبثت مناجلك بي ..

بلادة

قال وقد تشنّج وجهه فبدا كالمصاب بالفالج : هذا البرسيم شديد المرارة وله مذاق التبن ..

أجابه صوت خفيّ : البستان مليء بالكروم وصنوف الفاكهة فما الذي حملك على قضم البرسيم ؟

نكتة

قبل دخوله السينما ، أسند دراجته إلى جدار بعد أن كتب على ورقة : صاحب الدراجة بطل المدينة في الملاكمة ..

حين خرج لم يجد الدراجة .. وكان على الوجه الآخر من الورقة : مع تحيات بطل المدينة في الركض السريع .

اصطياد

حدَّق  بماء البركة الصافي  كمرايا الصباح  ... أفرغ فيه ما في أحشائه من قيح وصديد ودرن  حتى اعتكر الماء  ، ثم غطس فيه ...

سأله  عابر طريق : إذا كنت تريد الغوص فيه فعلام اعتكرته بقيحك ؟

أجابه : أنا من هواة الصيد في الماء العكر .

جذور

 رفع الطفل ُالصرصارَ من البالوعة ووضعه في قارورة عطر ٍ .. فمات ..!  قالت له أمه : المجبول على الوحل يموت حين يستنشق العبير  .

نكتة أخرى

جلس شاعران نرجسيان وثالث متواضع في مقهى شعبي ..

قال النرجسي الأول : أنا أحسن شاعر في العالم ..

قال النرجسي الثاني : أنا أحسن شاعر في  هذه المدينة ..

المتواضع قال : أنا أحسن شاعر في هذه  المقهى ..

**

* الشهيد ابراهيم الحساني : زوج شقيقة الكاتب .. مناضل تقدمي بطل ممن أذابهم نظام صدام حسين في حامض الكبريتيك المركز .