محاربة الاستبداد
رضوان سلمان حمدان
إن محاربة الاستبداد والتصدي له هو مسئوليةُ الأمةِ كلِّها، وفي الطليعة منها أصحاب الفكر والعقل، وأصحاب الرأي والسياسة، وأصحاب الهدف والرسالة، ولكلٍّ دوره ومسؤوليته، ولكلٍّ جهده وجهاده، وخصوصًا مؤسسات المجتمع المدني، من نقاباتٍ وجمعياتٍ ومراكزَ ومؤسساتٍ وهيئاتٍ، وهي مطالبة ببذل الجهدِ الحقيقي لمواجهةِ الاستبدادِ السياسي والضغطِ من أجلِ الإصلاحِ الشامل، والعمل من أجلِ نشرِ ثقافةِ الحريةِ والشورى ، فهذا دورُها الأصيل، وواجبها الذي لا يمكن التقليل من أهميته.
إن الإخفاقَ في مواجهةِ الاستبدادِ، لا يبرر القعودَ عن التصدي له، ولا يسوغ الركون إلى الانهزام والضعف، بل علينا أن نصمد ونصبر ونقاوم بالكلمة واللسان والفصاحة والبيان والحركة الراشدة، في المجتمع وإعلاء ثقافة الحرية ونهج الشورى في كلِّ مناحي الحياة، أملاً في مستقبلٍ مشرقٍ بإذن الله.
تحيةً لأولئك الرجالِ الصامدين في وجهِ الاستبدادِ والتسلط والطغيان، المقاومين للعدوان على حقِّ الشعوبِ في حياةٍ حرةٍ كريمة، المتحملين للأذى والاضطهاد في سبيلِ مستقبلِ وطنهم وأمتهم، وتحيةً لأولئك الذين يدفعون ثمنَ حريةِ أوطانهم من دمائهم وعرقهم وحريتهم، وتحيةً لأولئك المجاهدين الصامدين خلف الأسوار؛ دفاعًا عن كرامةِ أوطانهم، وحرية شعوبهم ومستقبل أمتهم، فلهم الأجر من الله، والاحترام والتقدير من الأمة بأسرها.