أمة محمد المعذّبة

أمة محمد المعذّبة....

تستصرخ ضمائر أحرارها

تحسين أبو عاصي

– غزة فلسطين –

[email protected]

الجزء الأول

(( ليُحقَّ الحقَّ ويُبطلَ البطلَ ولو كره المجرمون )) 8 : الأنفال

(( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسولَه ولا تَوَلَّوا عنه وأنتم تَسمعون )) 20 : الأنفال

في كل بقعة من بقاع العالم ، ولا أستثني ، يعيش المسلمون مضطهدون ومستضعفون ، فلقد تآمرت اليوم أحزاب العولمة ، كما تآمرت بالأمس أحزاب قريش والعرب ، والهدف واحد ، هو اجتثاث الحق من الأرض ، وملة الكفر واحدة ، وإن تعددت أشكالها وألوانها ومسمياتها ، ولا مجال بأي حال من الأحوال ، ووفق شريعة الرحمن سبحانه ، للون الرمادي ، فالحق لا يقبل التلوين ، ولا مجال للون وسط ولا للون رمادي ، فإما اللون الأسود ، وإما اللون الأبيض ، إما كفر وإما إيمان ، فالقبر لا يحتمل الطريق الثالث ، فهو روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النار .

(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ))

(( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنم تعلمون ))27: الأنفال

ترزح أمة محمد صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم تحت ويلات الظلم ، ويتم جلدها في كل لحظة بسياط جبابرة وطواغيت الأرض ، وتدفع الثمن غاليا من دمائها ومن خيراتها ، اكتظت السجون بشرفاء الأمة ، حتى ضاقت بأكرم نزلائها ، وكُممت الأفواه ، وصودر القرار كما صودرت من قبله الشهامة ، واستباح الكفر العباد والبلاد .

يا أمة العُرب نحن اليوم في خطرٍ          هذي فلسطين فيها اليهود قد سادوا

إنَّ اليهودَ بقُدُس ِ القدس قد  عبثوا          فلا تغفلوا بعدها الفيحا وبـغـدادا

 ولم يخل بيت من بيوت المسلمين في الأرض من إرهاصات الدجال المنتظر ، فالهجمة شرسة ، وأعداء الأمة لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ، ولا يرحمون شيخا ولا امرأة ولا طفلا ، وصدق المثل الشعبي : ( أكلتك يوم أكلت الثور الأبيض ) ، مؤامرات تُحاك ، وخُطط يتم نسجها هنا وهناك ، بهدف المزيد من استعباد وإذلال الأمة المسلمة ، ومن خلال رؤية علمية منهجية مبرمجة ، يُشرف عليها كبار المتخصصين ، من الأكاديميين وأصحاب المؤهلات العالية ، الهدف واضح ، تجزئة الأمة وإضعافها ، فاستعمروا الدول المسلمة قبل حوالي المائة عام وفتتوا بلاد الشام ، وفصلوا لواء الاسكندرونة عن سوريا ، وضموا منطقة أم الرشراش ،( إيلات اليوم ) لإسرائيل والتي كانت تعرف أيضاً ، تحت اسم قرية "الحُجاج" حيث كان الحجاج المصريون يستخدمونها كمحطة للاستراحة ، وهم في طريقهم إلى الجزيرة العربية لتأدية فريضة الحج ، ليس هذا وحسب ، بل أن مناطق مصرية شاسعة تم احتلالها من قبل الجيش الصهيوني عام 1949 ، وأصبحت جزءاً من صحراء النقب ، وأن اتفاق كامب ديفيد ما هو إلا كذب وتضليل وخداع  .

إسرائيل تسعى جاهدة في بعض الدول العربية ، لشراء المساكن والمحلات التي تحيط بأضرحة حاخاماتهم ، التي حولوها إلى مزارات مقدسة عندهم .

والشعب المسلم شأنه شأن باقي الشعوب العربية والإسلامية ، يعاني الفقر والبطالة والجهل والأمية ، والتخلف في ميادين كثيرة ، وعشرات الألوف من السكان ، ومن جيوش الخريجين الجامعيين و العاطلين عن العمل ، ينامون في الطرقات والمقابر وعلى أسطح المنازل ، أو في بيوت آيلة إلى السقوط فوق رؤوسهم ، كما حدث بعشرات وربما مئات البيوت التي شاهدنا وسمعنا عنها من خلال وسائل الإعلام ، كيف تتهدم فوق رؤوس ساكنيها ، من الأطفال والنساء والشيوخ المساكين ، الذين لا يملكون حولا ولا قوة ، والشعب المصري ذاق المر ، على أيدي سماسرة السياسة ومصاصي الدماء .

 من التجار من  يستورد من الإسرائيليين الأطعمة الفاسدة والبضائع المسممة والضحية هو المواطن المغلوب على أمره .

مهزلة الانتخابات البرلمانية ، في أواخر 2005 م ؟ في دولة عربية ، لقد ضرب طوقا حديديا من رجال أمن نظامه ، حول الكثير من المقرات الانتخابية ، ليمنع وصول الأصوات الشريفة ، وسمح فقط بدخول من يحمل البطاقة العضوية للحزب الحاكم من أجل أن يؤثر في نتيجة الانتخابات ، واعتدى بالضرب على المرشحين الإسلاميين ، وعلى المراقبين ، وعلى القُضاة ، وقتل وجرح حوالي ( 600  ) من المسلمين ، وألقوا على الجموع المحتشدة الرصاص ، وقنابل الغازات المسيلة للدموع ، واعتدوا بالضرب وبالأسلحة البيضاء وبالعصي على النساء والأطفال والشيوخ ، وقد رأينا منهم الكثير من المصابين على شاشات التلفاز ، وتلاعبوا في نتائج الانتخابات .

مشكلة أطفال الشوارع الذين ينامون في الطرقات ، فقد بلغ عددهم وفق إحصائية ( 70 ) ألف طفل وطفلة ، ووفق إحصائية أخرى ( 250 ) ألف في دولة عربية واحدة ، فماذا فعلت لهم الحكومة ، وماذا قدمت لهم الجمعيات الخيرية التي وصل عددها إلى ( 16 ) ألف جمعية في ذلك البلد !! ؟

المخابرات الإسرائيلية في الدول العربية والإسلامية تعمل ما يروق لها ، من عمليات إسقاط أمني ، وقد سمعنا عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام ، وعن عدد آخر من العملاء المصريين الذين أسقطتهم المخابرات الإسرائيلية ووقعوا في أوحال الخيانة ، فعملوا ضد دينهم وطنهم وشعبهم وأمتهم.

و دول المغرب العربي ، عملوا على تجزئته ، وإثارة النعرة الأمازيغية البربرية في المغرب العربي مخطط من المخططات الهادفة إلى تفتيت الأمة العربية ، وأصبح لا يخفى على أحد أن استمرار بقاء إسرائيل ، يهدف إلي تحقيق مصالح واستراتيجيات دولية في المنطقة ، من أهمها تمزيق الأمة العربية ،  واستمرار حالة التخلف العربي ، وضمان تدفق نفط العرب للدول الأوروبية والولايات المتحدة وإسرائيل .

 وقدموا جزر الخليج المتنازع عليها الآن هدية إلى إيران ، وضاع إقليم عربستان كما ضاع من قبل إقليم تركستان ، ومزقوا دول شرق آسيا إلى دويلات ، وقضوا على الخلافة الإسلامية ، ومزقوا دولة الإمارات المتحدة إلى إمارات متصارعة سرا ومتحدة علنا ، وما إغراقها بملايين من العمالة الأجانب والهيمنة على مفاصل الاقتصاد المركزية فيها إلا تمهيدا لتجزئتها ، كما حصل من قبل في اندونيسيا وسنغافورا وغيرها من البلاد الإسلامية ، وفي السودان محاولات فصل الجنوب والوسط وإرهاقه بحروب داخلية ، وإثارة النزاعات بين الجنوب المسيحي والشمال المسلم ، وفي مصر دعوات لفصل الجنوب ذو الأغلبية القبطية عن الوطن الأم ، وإطلاق النعرة الفرعونية .

الأمة تئن وتصرخ ، تستغيث وتستجير ، تنادي الشرفاء ، تُهيب بأهل النخوة والشهامة ، وا إسلاماه ، وا معتصماه .

الفشل الفاضح للنظام العربي الرسمي ، ولجميع المؤسسات والأطر ، والأجسام والأيديولوجيات ، والأقلام والتوجهات التنظيمية والحزبية والسياسية ، بمختلف مشاربها ، في ظل رفض الشارع العربي لكل أفكارهم ، ونظرياتهم وأطروحاتهم ، وأمام عجزهم وتراجعهم وفشلهم ، في تقديم الحلول لشعوبهم والدفاع عن كرامة الأمة .

أين اليساريون والعلمانيون والليبراليون ؟  وأين القوميون والناصريون والبعثيون ؟ وأين الشيوعيون والاشتراكيون ؟ تساقطت الرؤوس ، وتقاعست الهمم ، وضعفت الإرادة ، وكان الفشل حليفهم  .

عجز النظام العربي الرسمي ، وانحطاط كل قيم ومعاني الإنسانية والحياة ، على أيدي أصحاب القرار السياسي الرسمي العربي والإسلامي ، واستعباد دول لدول أخرى ، وسقوط كل الشعارات والأيديولوجيات والتنظيمات والأفكار ، بجميع توجهاتها ، حيث فشلت في معالجة التحديات التي هددت مستقبل الشعوب والأوطان .

 تحدث الكثيرون ، عن ضرورة التغيير والتبديل ، ليضيفوا فشلا جديدا على قائمة فشلهم السوداء

إغلاق الأبواب أمام الجيل ، وتغييب حقوق الإنسان ، وتعطيل الإصلاح السياسي والمدني ، وتلاشي العدل و تفشي القمع .

فمن لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وهي تستغيث بشرفائها ؟.

الجزء الثاني

(( ليُحقَّ الحقَّ ويُبطلَ البطلَ ولو كره المجرمون )) 8 : الأنفال

(( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسولَه ولا تَوَلَّوا عنه وأنتم تَسمعون )) 20 : الأنفال

ولا يخفى على أحد أن المخابرات الأمريكية ، تتزعم حملة مادية ومعنوية ، من خلال تمويلها لكثير من الأنشطة العربية والإسلامية ، لأجسام وأُطر مشبوهة ، سواء كانت أقلام مأجورة ، أو صحف ومجلات ، أو اتحادات كتاب وصحفيين ، أو أجسام فنية واجتماعية أخرى أو قوى تصنعها على عينها .

 فأمريكا تخصص ملايين الدولارات ، تمنحها لمنظمة بن خلدون والذي يرأسها سعد الدين إبراهيم ، ومنبر الشرق الأوسط للأبحاث ، ومركز التعددية الإسلامية ، والذي يترأسهما دانيال بايبس وأحمد صبحي منصور ، و يدعمها نائب وزير الدفاع الأمريكي((بول وولفووتيز مهندس الحرب على العراق ، وأحد أبرز اليهود الناشطين بين المحافظين الجدد ، وجيمس وولسي مدير المخابرات المركزية السابق.))

وكذلك منظمة مناهضة أنشطة الإسلاميين ، ومنظمة ائتلاف المسلمين الأحرار ضد الإرهاب والتي أنشأها الفلسطيني كمال نعواش .

و المنبر الأمريكي الإسلامي للدفاع عن الديمقراطية ، وقد أسسه زهدي جاسر

وغيرهم مئات من المنظمات في الداخل والخارج .

 أمريكا اليوم تبذل جهدا حثيثا ، من أجل تحسين وجهها الملطخ بالعار في كل بقاع الأرض ، وتعرض اليوم أموالا مغرية على كثير من الأدمغة والعقول والصحفيين ومؤسسات إعلامية ، خاصة في العراق ، على شكل رشوات لشراء الذمم ، من أجل الوصول إلى هدفها في تلميع صورتها ، هذا إضافة إلى عشرات الآلاف من الجواسيس ، الذين ينتشرون في مؤسسات العمل الرسمي والشعبي ، في جميع دول العالم .

فمن لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وهي تستغيث بشرفائها ؟

حملة أمريكية قذرة ،  تتسم بمنظور استراتيجي واضح الأهداف ، ظاهر المعالم  تصب جميعها لمصلحة إسرائيل ، ولتحقيق الأهداف الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة ، من أجل إقامة إسرائيل الكبرى  ، فرأس المال الأجنبي يُستثمر على الأرض العربية ، ليحقق أهدافه ، وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تسعيان بكل قوة للسيطرة على النفط العربي ، وحماية وتقوية اقتصادهما ، ورجال أعمال عرب يحرصون على إنشاء مشاريع اقتصادية وعلمية في إسرائيل ، والدول العربية تتهافت على التطبيع مع العدو الإسرائيلي ، ومخططات الهيمنة على المنطقة وثرواتها ظاهرة لكل عين لا تعاني من الرمد أو القصور ، والخيانة أصبحت ليست فقط وجهة نظر ، بل هي السياسة الرسمية والعلنية للنظام الرسمي العربي والإسلامي ، وأمريكا تنحاز بالكامل لإسرائيل ، والعالم يكيل بمكيالين وقد أدار لنا ظهره وباعنا في أسواق النخاسة .

لقد سقطت كل المراهنات على أمريكا ، لتسقط معها كل اتفاقية ، فأين اتفاقية أوسلو ، وأين كامب ديفيد ، وأين خارطة الطريق ، وأين شرم الشيخ ، والفساد السياسي العربي يتربع فوق كل شيء ، والعالم يدفعنا إلى الاقتتال الداخلي ، وتحويل كل دولة عربية إلى كانتونات متصارعة ليسهل تمرير المخططات الخبيثة .

 الرئيس الأمريكي والعالم من ورائه ، في حل من أي التزام مع الذين تعبوا من اللهث خلفه ، المخططات الأمريكية والإسرائيلية  يجري تنفيذها في كل بقعة في العالم ، حتى في أوغندا ، على أيدي جيش الرب المسيحي الذي أنشأته إسرائيل ليكون شوكة في حلق السودان والشعوب المسلمة في إفريقيا ، والأولويات الفلسطينية في تراجع مخزي ، أمام الإملاءات الإسرائيلية ، التي نتج عنها وقائع جديدة على أرض الواقع .

فمن لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وهي تستغيث بشرفائها ؟

فالحكام لا بد من أن يُرضوا أمريكا ، وإلا سقطت عروشهم ، وليذهب شعبهم إلى الجحيم ، هذا ما حدث ويحدث في جميع الدول العربية ، فالكونغرس الأمريكي قِبلتهم ، والبيت الأسود مزارهم وحجهم ، وشوارع وفنادق الغرب كله أُمسياتهم وسهراتهم ، ولا يمكن تمرير المصالح الأمريكية والإسرائيلية إلا من خلالهم ، انسجاما مع الإرادة الدولية ، وهم الذين تعهدوا من قبل أمام إلههم الأمريكي ، على أن يقفوا بقوة أمام كل توجه يسعي للتغيير ، وبالتالي استطاعوا من ضمان مصالحهم ، وحمايتها ، وهذا يعني ضرورة الاعتراف بإسرائيل ، وضرورة تحقيق السلام مع من اغتصب العرض والأرض ، كخيار استراتيجي لا بد منه لبقاء عروشهم .

 ينفذون أوامر السحق والقتل والإذلال والسجن ، مرضاة لأسيادهم ، الذين هم عندهم أعظم من شعوبهم المستضعفة ، ويخدعون شعوبهم ، فيتباكون على الأقصى الجريح ، ويتغنون بفلسطين وبالعروبة والإسلام ، وهم الذين يتآمرون وينسجون الخطط في ظلام الكواليس ، ضد كل قيم ومعاني التحرر والإباء والشرف والمروءة ، فهم ضباع ضارية على شعوبهم ، أرانب ضعيفة ونعاج جبانة ، مع أعداء الدين والأوطان والشعوب .

منظمة ( كونتر برات انترانا شبونال ) التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، تقدم مساعدات لأربعة آلاف طالب ، من طلاب مدرسة دينية إسلامية ، يحفظون كتاب الله في دولة السنغال ، في منطقتي ( بودري وكوكي ) شمال السنغال ، أسس هذه المنظمة القس الأسترالي ( ستانلي هويز ) وكان ناشطا في مجال التبشير في مناطق الباسيفيكي في حقبة الستينات ، وهي الآن تعمل في الأردن والعراق وجنوب السودان وأفغانستان ، وتدعي أنها غيّرت جلدها من ثوب تبشيري إلى ثوب علماني ، لخداع وتضليل المسلمين ، وهي تعلن أهدافا واضحة ، منها تغيير المناهج الإسلامية وتطويرها ، مقابل تقديم وجبات ساخنة من الطعام ، وتقديم الملابس والأحذية والمستلزمات المدرسية ، ومواد التنظيف ، خاصة أن طلاب المدرسة يتسولون نفقات تعليمهم من أجل حفظ كتاب الله تعالى !!! .

قيا أغنياء الأمة تذكروا ما قال نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم إن كنتم تعترفون به ، قال عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه  : أخشى على عبد الرحمن أن يدخل الجنة حبوا ، وهو المبشر بالجنة فما بالكم أنتم !! ؟

فمن لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وهي تستغيث بشرفائها ؟

وفي فلسطين كان قادة النظام الفاسد من سلطة أوسلو يتباهون بتقاريرهم الرسمية ، بأنهم أفشلوا العشرات من عمليات المقاومة المسلحة على الحدود ضد إسرائيل ، وأنهم ضبطوا صواريخ وعبوات ومنصات إطلاق للصواريخ وسيارات وذخيرة ، وهم العاجزين عن سطر عوراتهم المفضوحة أمام شعبهم ، خططوا لجمع سلاح المقاومة لكسر البندقية والإرادة أمام المطامع الإسرائيلية ، في الوقت الذي لا زالت فيه قوات الاحتلال تقتحم وتجتاح عدة مدن وبلدات في الضفة الغربية، وتعتقل العشرات من أبناء شعبنا ، وتمارس عمليات التصفية والقتل للكوادر والقادة الفلسطينيين ، وتنشر المدفعية على حدود قطاع غزة تحت قصف الطائرات ، وحاولوا ضرب المشروع الإسلامي لحركة المقاومة الإسلامية حماس بمجرد فوزها في الانتخابات ، وقتلوا المصلين في المساجد ، وحرقوا البيوت ، وروعوا الآمنين ، وقتلوا على اللحى .

وفي الصومال ، تُضرب المحاكم الإسلامية من القوات الأثيوبية المسيحية .

وفي باكستان ، يطلقون مدافعهم على المساجد ويقتلون المجاهدين .

نبينا صلى الله عليه وسلم يتعرض لإهانات متكررة وردات الفعل عاطفية مؤقتة .

أصوات تطالب بحظر كتاب الله في بلادها .

لا يوجد في العالم بلد تخلو سجونها من الفلسطينيين خاصة الدول العربية .

القتل والتنكيل ضد المسلمين وفي بيوت الله ، في كشمير والهند ، والفلبين وأندونيسيا والبوسنا والشيشان .

فمن لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وهي تستغيث بشرفائها ؟.

وفي لبنان يعيش الفلسطيني في معسكرات البؤس والشتات ، غريبا مضطهدا محروما من أبسط حقوقه الآدمية ، وقد فرضوا عليه حرب الإبادة .

في العراق يتعرض الفلسطينيون للذبح والتنكيل والتهجير .

هجرات متتالية للفلسطينيين في مواقع تواجدهم .

وفي سابقة هي الأولى من نوعها ، قررت شخصيات من الوسط التجاري والأكاديمي العربي ، العمل على افتتاح أول جامعة عربية في كيان صهيون ، وذلك في شهر أكتوبر من العام 2005 . منهم ماهر الحوراني : مدير جامعة عمان الأهلية ، بالإضافة إلى امتلاكه لأضخم مجمع تجاري في الأردن ، والذي يشتمل على فندق "هوليدي إن" ، ومصنع لمنتجات الحليب ، وآخر لإنتاج الأدوية . والأخوان ، عنان ونزار دراوشة ، وهما يديران مجموعة "نيو ميدل إيست" التجارية بالإضافة لتمثيلهما لشركة "رويال جوردنيان الإسرائيلية " والتي تصدر منتجاتها للدول العربية عن طريق الأردن . 

المخابرات الأمريكية والإسرائيلية تعمل بكل ثقلها على رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد ، وضرب جميع قوى المقاومة والصمود ، فحزب الله ومعه الفلسطينيون في لبنان وحركة حماس مستهدفون من أجل توفير الحدود الآمنة لإسرائيل .

نظام عربي يعلق على أعواد المشانق شرفاء الرأي . طرد الألوف من الفلسطينيين وتركهم على الحدود تحت العراء بينهم الأطفال والنساء دون مأوى ولا غطاء ، هذا النظام الذي ينبطح اليوم مستسلما للإملاءات الأمريكية ، محاولا كسب ود وعطف قادة أمريكا وحلفائها .

فمن لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وهي تستغيث بشرفائها ؟.

وفي نظام آخر أكبر قاعدة أمريكية في العالم فمن تستهدف يا تُرى ؟ بل إنه تفتخر بأنه يستضيف على أراضيه اكبر قاعدة عسكرية أمريكية ، وهو يعلن على الملا بأنه بصدد توطيد العلاقات مع إسرائيل ورفع درجة التمثيل الدبلوماسي بين الدولتين . والصحافة الإسرائيلية ( يديعوت  احرونوت) تعلن عن اتصالات متقدمة معه لرفع مستوى العلاقات ، وذلك نقلا عن أوساط رفيعة المستوى في القدس .

بعض الدول أصبحت محميات أمريكية كاملة ، وحدث عنها بما شئت ولا حرج .

في العراق ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية ، أن شركات اسرائلية ساهمت في عملية تمويل نشاطات المخابرات الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي  في شمال الصحراء العراقية منذ عام ونصف ( من تاريخه ) ، وهذه النشاطات تختص بتدريب الأكراد تدريبا عسكريا ، وإنشاء جيش كردي ، وتدريبهم على عمليات المطاردة والحراسة ، والتفتيش وتلقي المعلومات ، وتحليلها .( انتهى كلام الصحيفة ).