من طرائف الحصار على غزة

(من يوميات امرأة محاصرة في غزة)

سما حسن

روى لي أحدهم طرفة جميلة، كان هذا الأحد يشكو من كثرة  العيال وقلة المال،فقال: ذهب رجل فقير بصحبه أولادة ليحفر حفرة كبيرة في مكان بعيد، وهو يزمع دفن الصغار فيها، ليرتاح من مسئوليتهم، وهنا مر به  رجل وسأله عما يفعل فأجابه: سأدفن الصغار من شدة فقري.....

فصاح به الآخر : يا رجل ...اتق الله

ان الله لن ينساهم

اطعمهم أي شي........ أطعمهم عدسا

وهنا كان الصغار على مسمع مما يدور فهتفوا بوالدهم" ادفن يا بابا ادفن

أي ان يستمر في مواصلة عمله فهم قد ملوا العدس طبعا....

حين رويت لصغاري هذه الفكاهة أصبحت لازمة في بيتنا، فحين يعود كل منهم من مدرسته يسألني: ماما شو الغدا اليوم؟؟

فكنت أرد على مدار الأسبوع الماضي: عدس

مجدرة" كشري"

معكرونة بدون لحمة

بصارة

وهنا يصيح  كل واحد وهو يشيح بيده(ادفن يابا با ادفن)

وكانوا قبل وفاة المأسوف على شبابها القطة يقولون لي: كلي الغدا أنتِ وقطتك " أس أس"

وهكذا لازمتنا تلك الفكاهة، حتى حين أقرر دعوتهم للغداء بعد أن أتسلم مكافأة دسمة من  عملي،  فأمازحهم في الطريق :سأغديكم كشري أو ساندوتشات فلافل ، فيصيحون بي في وسط الشارع: ادفن يابابا .......ادفن

زاد على ذلك ابني البكر وهويقول: يا ماما حماس عملت حركة تغيير واصلاح  في غزة

اعملي انتِ حركة تغيير واصلاح في مطبخك.......وننفجر ضاحكين

أماالفكاهة الأخيرة فهي حين ينقطع التيار في غير موعد انقطاعه لمدة ربع ساعة كل ساعة ، فأصيح : ياربي، خرب الأكل في الفرن

أو ضاع مشهدا من المسلسل.

أو ضاعت مادة كنت أطبعها على الحاسوب.

يصبح بي ابني مواسيا: لاتقلقي يا ماما.....هاد تغيير واصلاح

عم بيغيروا الخطوط وبيصلحوها...