الحب في زمن الايدز

من يوميات امرأة محاصرة في غزة

سما حسن

قبل يومين أثارني من اقترح علي أن أقرأ رائعة ماركيز " الحب في زمن الكوليرا" وفي الحقيقة تذكرت أني قرأتها وأنا لازلت مراهقة قبل سنوات كثيرة حيث كنت مولعة بالأدب العالمي ، وقد عنفني معلم اللغة العربية حين كنت في الصف التاسع وقام بمصادرة احدى مسرحيات شكسبير مني" ليقرأها هو" وذلك حين أخذتها خلسة من مكتبة أبي العامرة وقررت أن أقرأها في حصة اللغة العربية المملة والتي كان المعلم يقضيها وهو يحدثنا عن أيام دراسته الجامعية في مصر ، وهولايدري أنه يعيد على مسامعي اسطوانة  قد سمعتها مرارا وتكرارا من أبي في البيت ، وهو يحدثني أيضا عن التعب والمعاناة والفقر والحاجة في مصر في سبيل العلم ،وكذلك الغربة والحرب الطاحنةالتي تركها دائرة في غزة…..

وكنت أهرب من قصص المعلم لشكسبير وأقرأ" حلم ليلة صيف" ولكنه ضبطني بجريمة كبرى وصادر الكتاب الذي لا زلت أشتاق لملمس غلافه المصفر حتى الآن………

الحب في زمن الكوليرا إحدى روائع ماركيز أخذتني لحلمي بأن ألتقي في نهايةالعمر إن أمد الله بعمري برجل أبحر أنا وهو في قارب بعيدا عن الأرض.

هل عاش بطل الرواية على وهم أنه يحب البطلة التي تزوجت من آخر، أسئلة كثيرة تطرحهاالرواية، ولكنها تنطبق على واقع الكثيرين حولنا، فلا يوجد قصص حب ناجحة تتوج بالزواج، لأن الزواج تحول في حياتنا لمشروع يحتاجه الرجل لكي لا يقع في الحرام، وتحتاجه المرأة لكي لا تلقب بلقب عانس، أعتقد أن الزواج هو من المشاريع الجميلة لو كان الحب يظللها ،ولو كان غير ذلك فهو سيكون  نوعا من التعايش كما يحدث بين اليهود والعرب الذين يعيشون داخل اسرائيل ويطلق عليهم" عرب 48

قصة حبي الضائعة هي قصة بطل القصة الذي حاول أن يعوض حرمانه من حبيبته بإقامة علاقات جنسية كثيرة مع ساقطات وكأنه ينتقم من كل النساء، ,انا قد حاولت أن أكون مثله ولكني لم أحاول أن اقيم علاقات غير شرعية لاعتبارات كثيرة أخرها الاعتبارات الدينية ، ولكنني حاولت أن ابحث عن رجل يجعلني أشعر بالاحتواء خارج اطارالزواج،،،،معنى الاحتواء

ولكني فشلت، وأعتقد أن الرجل الذي سيبحر معي في قارب وانا سبعينية  بشعر أشيب ووجه مجعد لم يوجد بعد، ساعتها لو عثرت عليه سأرفع راية فوق القارب وأكتب عليها: الحب في زمن الايدز" لأن الكوليرا موضة قديمة ونحن في القرن الحادي والعشرين.