إن لم تنصروه فلا تخذلوه
إن لم تنصروه فلا تخذلوه
وليد حسن الغليسي
أبعث هذه الكلمات إلى كل من يهمه أمر هذا الدين العظيم من قادة وعلماء وكتاب ومثقفين وإلى كل شرائح هذا المجتمع أقول لهم: إخواني إن طال الليل وادلهم الخطب فإن الصبح آت آت فلا تهزكم جولات الباطل وصولاته .. نصر الله آت .. ولكن هل نصرتم هذا الدين في نفوسكم وفي أبنائكم ومجتمعاتكم يقول تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
إخواني: هذا الدين هو الذي ارتضاه الله للبشرية يقول تعالى "ورضيت لكم الإسلام ديناً" دين عظيم بمبادئه وقوانينه وفي كل شيء .. إن ما يحصل في عالمنا اليوم من ظلم واضطهاد وحروب ومآس لا تحل إلا بهذا الدين .. كيف لا ؟! ألم تكن الدولة الإسلامية يوم تمثلت هذا الدين قولاً وعملاً هي الرائدة .. ألم يكن الخليفة حينها يقول متباهياً للسحاب.. أمطري حيث شئت فسيأتي الله بخراجك..!!
إن عظمة هذا الدين ارتقت بالمجتمع ، فقد كانت الأمة مزهوة بنعيمه وتلبس أبهى الحلل ... ألم نكن أمس نحن الفاتحين..!!
يتساءل البعض وما دوري أنا؟ مقللاً من قيمته في مجتمعه.. أقول لك أخي: إن هذه هي الانهزامية بعينها.. إن دين الإسلام لم يبدأ بالعدد الذي حظر حجة الوداع ، ولكنه بدأ بأبي بكر وخديجة بدأ بخديجة يا رجال ..!! ألم يقل الله "وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى .." قال: رجل واحد .. وقال تعالى "وقال رجل آمن..."الآية.
أقول لك أخي إن المسؤولية مسؤولية الجميع أقصد مسؤولية حمل هم هذا الدين ونصرته وأما قولك كم أنت وسط هذه الأمة التي تخاذلت وتوارت. أقول لك: لو أن كل إنسان قال مثل قولك حين بدأ الإسلام غريباً ما تقدم الإسلام إلى الأمام خطوة..؟!
إن بيدك الكثير والكثير جداً أن تنصر هذا الدين أولاً بنفسك حيث تثق كل الثقة بأن النصر آت لا محالة وأن هذا الدين هو العلاج الحقيقي وأنه سينتصر وأن الشجر سيقول : يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله ... ثم تبدأ بنصرة هذا الدين في مجتمعك الصغير أخيك وابنك وزوجتك وأبيك .... ثم إن كل فرد منهم سيفعل مثلما فعلت وبهذا تنتصر الأمة.
وحذاري حذاري من المثبطين من أولئك الأذناب الذين لم يحملوا من الدين إلا اسمه ولم يعرفوا من القرآن إلا رسمه ، من أولئك المذبذبين من أولئك العلمانيين الذين جردوا أقلامهم لمحاربة هذا الدين بطريقة أو بأخرى فلم يعجبهم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ولم يعجبهم درع المسلمة الواقي أقصد الحجاب ، بل جعلوا من أنفسهم أداة يحركها أعداء الإسلام كيف شاءوا .. ومع ذلك يدَّعون أنهم ينتمون لهذا الدين.. وبين الحين والآخر يكرم أولئك الأذناب من قبل أعداء الإسلام.... ليس لسواد أعينهم وإنما لسواد ما قالوا وما كتبوا..!!
إلى كل من يهمه أمر هذا الدين إن إسلامنا هو العلاج النافع والناجح لحل معضلات هذا العصر .. الدين كما جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا كما يريده أولئك الأذناب دين بلا حجاب وبلا أمر بالمعروف ونهي عن منكر وبلا مسجد وبلا جهاد – أقصد جهاد أعداء الله لا التفجيرات التي تستهدف مصالح المسلمين - .
ويقولون : إنه لا بد من مواكبة العصر والحضارة والعولمة وإنه لم يعد المسجد والحجاب وغيره ينفع لهذا الزمان .. إلى أولئك أقول لهم: (إن من لم تحلق به سجادة المسجد البالية لم يحلق به بساط سندباد).
أقول لكل المتخاذلين ... إن ابتلاكم الله بحرمانكم من نصرة هذا الدين فلا تخذلوه.