من مآسي المسلمين
من مآسي المسلمين
محمد محمود كالو
ما أكثر مآسي المسلمين!! أطفال جائعون ، نساء ثكلى ، أراض مغتصبة ، و بلاد المسلمين تشهد دماراً و إبادة ،ولو كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه حياً لما رضي لمسلم جائع و لا بمؤمن خائف .
عن بكرة رضي الله عنه قال : وقف إعرابي على عمر رضي الله عنه فقال :
يا عمر الخير جزيت الجنة اكس بنياتي و أمهنه
أقسم بالله لتفعلنه
قال عمر :فإن لم أفعل يكون ماذا ؟ فال :
إذن أبا حفص لأمضينه
قال : فإن مضيت يكون ماذا ؟ قال :
والله عن حالي لتسـألنه يوم تكون الأعطيات جنة
وموقف المسئول بينهنه إما إلى نـار و إما جـنة
قال : فبكى عمر رضي الله عنه : حتى اخضلت لحيته بدموعه ، و قال لغلامه : أعطه قميصي هذا لذلك اليوم لا لشعره ، و الله لا أملك قميصاً غيره.
و معظم المسلمين يصابون بالتخمة من كثرة الأكل ، و ما زاد و فاض فسلة المهملات مكانه ، موقف تعصر القلب أسى .
و في زاوية أخرى من الأرض ، رجل أعمال خليجي ، و من بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن جوار بيت الله الحرام و البيت العتيق ، يدفع خمسة ملايين دولار في مزاد علني أقيم في القاهرة ثمناً لمنديل كان في زمن غابر بين أصابع المغنية أم كلثوم !! التي كانت تتأوه أمام آلاف من البشر ويتأوهون !!
في لذة البذخ يضيع المال سدى ، و يضيع معها حق الفقير و المسكين و الجائع والخائف ، تعال يا عثمان لنرى حال الأمة اليوم _ رضي الله عنك و أرضاك _ ماذا اشتريت ؟
علمتَ يهودياً يحتكر بئراً و يمنع الماء عن المسلمين أو يبيعه لهم غالياً، اشتر يته و قدمته حباً لله و رسوله ، و جهزت جيش العسرة بعشرة آلاف دينار حتى دعا لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاًٍ :
(( غفر الله لك يا عثمان ! ما أسررت وما أعلنت وما أخفيت وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة ،ما يبالي عثمان ما عمل بعد هذا )) .
وهذا صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه يشتري نفسه المؤمنة بكل ثروته في سبيل هجرته إلى حبيب قلبه .
قال له كفار قريش : أتيتنا صعلوكاً فقيراً فكثر مالك عندنا ، و تريد أن تخرج بمالك ونفسك ، و الله لا يكون ذلك !
فقال لهم صهيب ، خذوا مالي و دعوني و شأني ، حتى لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم مرحباً قائلاً :
(( ربح البيع أبا يحيى، ربح البيع أبا يحيى )).
أيها المسلمون أيها المليار ألم تسمعوا قول الله تبارك وتعالى :
] و الذين في أموالهم حق معلوم. للسائل والمحروم [ ( المعارج 24_25 )
ألم تعوا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (( من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم )) رواه الطبراني في الأوسط والصغير.
إن الفقر المدقع يضعف الفرد و الشعب ، و كذلك الثراء ، إنه أيضاً خطر ، لأن الثراء يولد الفراغ ، و الفراغ يولد الانحلال بين الفقراء و الأغنياء على حد سواء. .