إلى ابنتي
إلى ابنتي ..
في يومِ زفافها
ثناء محمد كامل أبو صالح
كم أُمٍّ في الدنيا لديها ابنة وحيدة ؟
وكم واحدةٍ منهن انتزعتْ قلبها, وغَلَّفتْهُ بكلِّ حُبِّها, وأَرفقَتْهُ معها إلى بلادٍ بعيدة ؟؟
هل أنا نادمةٌ على أنْ فعلتُ ؟ أَمْ حزينةٌ ؟..لا أظن ..!!
ليسَ لأني لنْ أَفتقِدَكِ..فأنا على ثقةٍ أنَّ كلَّ ما فيَّ, سيفتقِدُ كلَّ ما فيكِ وكلَّ يوم ولكن.. لأن ذلك ما أراد الله ثم أنتِ.. لن أكون نادمة.
وأعرف تماماً أني سأفتقدُ الوجهَ الوضّاءَ, والبسمةَ المشرقةَ, واللمسةَ الحانيةَ, والقُبْلة النادرةَ, حتى النظرة العاتبة من زاوية العين, والتي تَرمينني بها حين أقولُ ما لا يُعجِبُكِ .. سأفتقدُها .
قد لا تُدْرِكينَ .. ماذا كُنتِ لي - طوالَ عُمُرِنا معاً- حتى أَفتقِدَكِ كلَّ هذا..
ماذا كنتِ لي ؟؟ رُغْمَ فارقِ السن بيننا ؟
ابنةً ؟؟.. أضمُها وأضمها فلا ترتوي غريزةُ الأمومةِ ولا يرتويَ قلبي من ضَمِّها ؟
أَمْ أُختاً ؟؟.. أُحادِثُها, أُحاورُها, أتبادلُ معها الفكرةَ والرأيَ والنصيحة ؟
أَمْ أُمَّاً .. ألجأُ إلى صدرِها حين أضيقُ بالدنيا وتضيقُ بيَ, فتُحيطُني بذراعيِّ أمٍ حنون.. وأنا الأم ؟
أنتِ .. كنتِ لي كلَّ ذلك, وربما أكثر..
فهلْ يُدرِكُ زوجُك أيَ كَنْزٍ عظيمٍ وَهَبتُهُ إياه..عن رضىً وطيبِ نفس ؟؟
رجائي أن تكوني له كما كنتِ لي .. وأن يكون لكِ خيراً وأفضلَ مما كنتُ لكِ..
وعزائي – في بُعدِكِ – أنكما سائرانِ معاً على الدرب الذي سِرْتُه بمفردي أيامي كلها.
أحمد الله سبحانه أنْ أَقرَّ عيني بكِ عروساً على النهجِ الذي يحبهُ ويرضاه,
وأسألهٌ أن يثبتكِ عليه إلى يومِ نلقاه .. اللهم آمين .
أمك
عضو رابطة الأدب الإسلامي