الشعرةُ البيضاء
الشعرةُ البيضاء
ثامر إبراهيم المصاروة
رأيتُ الشعرة البيضاء في رأسي وارتعتُ لمرآها ولقد خُيّل لي أنها سيفٌ صقيل جرده القضاء على رأسي أو علم أبيضٌ يحمله رسولٌ جاء من عالم الغيب ينذرني باقتراب الأجل أو يأسٌ قاتلٌ عرض دون الأمل .
أيتها الشعرة البيضاء من أي نافذة سقطتي على رأسي ومن أي مسلك من مسالك الدهر مشيتِ؟ كيف طاب لكِ المقام في هذه الأرض الموحشة ؟ وكيف لم يُرَعْ قلبكِ من هذا الليل الفاحم ولم يغشَّ بصركِ في هذا الظلام القاتم ؟.
أيتها الشعرة البيضاء يُخيل إلي إنكِ من ذوات الحيلة والكيد والدهاء والخبث وأنكِ تهمسين في آذان أخواتكِ السود اللواتي بجانبكِ وتحاولين إغراءهن بالتشبهِ بكِ والتردي بردائكِ ، وكأني بكِ قد أشعلتُ في هذه المدينة الهادئة المظلمة حربًا شعواء يختلط فيها الرّامح بالنابل والدارع بالحاشر ويُهلك القاعد والقائم والمظلوم والظالم .