جروح غائرة
عادل
أحمد زعربانتابتها آلام دفينة
وجروح غائرة في نفس حزينة
لا تفارقها الدموع
فوقفت باكية حزينة
وآلامها في وجدانها تشتد يوماً بعد يوم
اغرورقت عيناها بالدموع
وهتي تهيم وتقلب ذاكرتها
وذكرى ابنها الشهيد لا ينفك عن مخيلتها
وأنفاسه وأنفاسها ممزوجة ومجبولة في رائحة
وتمر الليالي عليها وهي في قمة الأحزان لفراق الحبيب
وفي ذكراه
تتجدد الأحزان ويزداد الألم من جديد
ويعتصر القلب آلاف الآهات
ويزداد الحنين
تشتعل أشواق "معالي"
وهي لازالت تنقش صورة ابنها في جفونها
وعلى جدران قلبها
لتسبح بها في كل شطآن الوفاء
وتخوض في كل مكان
تنقلها معها أينما حلت
تتنسم عبيرها الحنون
وتحتضنها بقلبها المكنون وتقول :
ـ عيوني ترحل هائمة في طيفه
ـ وأحلم بلقياه من جديد
ـ وأشتاق إليه كثيراً
ـ وأذهب على قبره
ـ وأجلس بجواره
ـ لأبرئ قلبي السقيم
ـ وبعد أن طال الفراق
والخطى تتباعد من حين إلى حين
وتناجيه حيناً
وهي تسمع همساته
فتذهب إليه من حيناً لآخر وقت الأصيل
وتبعث إليه بهمسات قلبها
وتجلس وحيدة تتذكر فلذة كبدها
وتضم بعض حاجياته إلى صدرها
وتأخذها اللهفة إليه
لتزول الشجون والأحزان
علامات الاستفهام والتعجب ترتسم
على وجهها
وصورتها الحزينة ترسم واقعها المرير
عبر شريط من الذكريات
ويختزن الحنين والشوق بين ثنايا صدرها
وفي وريدها
وتتساقط من عيوننا العبرات
وهي لازالت تتذكر
ذلك المشهد المرعب في مخيلتها
يوم أن فقدت ابنها "عمرو"
ولازالت أحزان الفراق والآلام تكابدها
ولازالت هي هي على حالها
تغمض عينيها بعد نظرة تضم فيها الحنين
وتختزن حرقة شعورها باللوعة والحزن
ونظرتها المتواصلة الثابتة لا تتحول
ومازالت واقفة شامخة كالجبال الرواسي
رغم الأمواج العاتية والرياح
التي تحاول أن تقتلعها من جذورها
ولكنها ستبقى صامدة رغم الجراح والألم